عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2010, 12:59 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فيما يتراءى لنا ان الزمن تغير
و لو استعدنا شريط الذاكرة لوجدنا اننا فقدنا الكثير من بهجة الاشياء و بكارتها و طعم المتعة بها
كانت تكبيرات العيد كفيلة بزرع البهجة في نفوسنا لايام طوال و رائحة القهوة المرة التي تصنعها عمتي منذ فجر العيد و التي تتغلغل رائحتها في حنايا بيتنا العربي القديم، ملابسنا المعلقة على باب الخزانة من الخارج و كأننا لا نمتلك الصبر لنفتح الباب و نخرجها ...ساحو العيد ، بائع الفول النابت و الحلوى و صاحب الارجوحة و سائس الخيل و نفاذا آخر ليرة من عيدياتنا التي منحها لنا الاهل و الاقارب و العودة عند المغيب و قد نال منا التعب نصيبا و ننام موفوري الفرح في انتظار اليوم الثاني و الثالث من العيد
ليس الان هذا كله موجودا حتى اولادنا لا يستمتعون بالعيد كاستمتاعنا به و نحن في عمرهم
ربما نحن السبب الرئيسي ... صرنا نقضي على التقاليد بطريقة غير شعورية و بات الطفل لا يعيد لوحده بل نصطحبه الى مكان ارقى من ساحة العيد الى المولات و مدن الملاهي الملحقة بالمطاعم الفخمة و تحت رقابتنا او نسافر به الى محيط لا يعرفه لكي نقول اننا عيدنا في مكان مختلف
العيد الان لا يختلف عن الايام العادية الا انه عطلة لا نذهب فيها للعمل و لا يذهب اولادنا الى المدارس و نمارس النفاق الاجتماعي و الرياء بأعلى مستوياته من خلال الرسائل القصيرة او حتى ان التقينا فيكون من اجل ان يباهي احدنا الاخر بما يملك و ما استجد من ترف في حياته
ليس هذا الامر فقط للعيد و انما لكل مناسباتنا الاجتماعية من زواج وولادة وموت و احتفالات
من تغير ليس الزمن و من العيب ان نلقي عليه باللائمة من تغير هو نحن .. شيء في نفوسنا انكسر و هذا أقل ما يقال عنه فبرأيي انه تحطم و الحل ليس مستحيلا لكنه صعب التحقيق .. صعب علينا ان نعود لبساطتنا و جذورنا ... صعب علينا ان نستعيد تلك الانسانية الى ما يفترض ان تكون عليه فأدوات عصرنا مغرية بالرغم مما نجد فيها من سحق لانسانيتنا
أ. عبد الامير البكاء
موضوع في غاية الاهمية و عرضه كان رائعا
تحيتي لك دوما