عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 12:12 AM
المشاركة 44
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شفق المساء



le crepuscule du soir






أقبل المساء الفاتن صديق القاتل



إنه يزحف كالمجرم بخطوات مكتومة



والسماء توصد أبوابها ببطء كمخدع كبير



فينقلب الإنسان النافد الصبر وحشاً ضارياً



أيها المساء ـ المساء الحبيب الأثير على



من تستطيع يداه أن تقولا غير كاذبتين



عَمِلنا اليوم ـ



إاه المساء الذي يُعزّي النفوس



التي تنهشها أقسى الآلام



ويعزّي العالِم العنيد الدؤوب



المثقل الجبهة



والعامل الذي يعود إلى فراشه



محنيّ الظهر



في المساء تستيقظ الشياطين



المفسدة في الأجواء



متثاقلة كأنها رجال الأعمال



وتصطدم وهي تطير



بالمصاريع والأفاريز



عبر الأضواء التي تعصف بها الريح



ويحتدم العُهْر في الشوارع .. قرى النمل



يفتح منافذه ويشق لنفسه في كل مكان



طريقاً خفياً كالعدو المهاجم



ويتحرك كالدود في قلب مدينة الوحول



يغتصب من الإنسان قوته



وفي المساء يُسمع هنا وهناك



صفير المطابخ



وصراخ المسارح وصخب الموسيقا



وتمتلئ موائد الضيوف بالعاهرات



ومن تواطأ معهن من النصابين واللصوص



ليستأنفوا عملهم بلا وازع من ضمير



فيدهمون برفق الصناديق والبيوت



ليؤمِّنوا عيشهم لبضعة أيام



ويوفروا لخليلاتهم الكساء



فاستغرقي يا نفسي في التأمل



في هذه اللحظة العصبية



وأصمي أذنيك عن هذا الهدير



فهذه هي الساعة



التي تشتدّ فيها آلام المرضى



لأن الليل المظلم يأخذ بخناقهم



فتنتهي أيامهم ويندفعون



إلى الهُوّة المشتركة



بعد أن تمتلئ المشافي بآهاتهم



ولن يأتي أكثرهم لتناول الحساء اللذيذ



قرب النار إلى جانب من يحب



لأن الكثيرين لم يعرفوا مطلقاً



حلاوة الالتفاف حول الموقد



ولا حلاوة العيش الحقيقي







ترجمها عن الفرنسية



حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)