عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2016, 08:44 AM
المشاركة 2214
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكاتب الفرنسي جورج بيرك ... يتيم الاب وآلام

جورج بيريك كان روائياً، و سينمائياً، و كاتب مقالة، و هو فرنسي يهودي ولد في 7 مارس 1936، وتوفي في 3 مارس 1982. كان بيريك عضواً في مجموعة اوليبو.

حياته
ولد بيريك في حي للطبقة العاملة في باريس و كان الولد الوحيد لإتشك يودكو و سيرلا بيريتس, اللذان كانا يهوديان من بولندا و هاجرا إلى فرنسا في العشرينيات. كان بيريك على درجة بعيدة من القرابة للكاتب اليشيدي إسحاق بيريتس. توفي أبوه في عام 1940 من طلقات رصاص و توفيت امه في الهولوكوست النازي, ربما في أوشفيتز. وقد رباه عمه و عمته, و تبنياه رسميا في سنة 1945.

بدأ بيريك كتابة المقالات و التقارير الصحفية للمنشورتين الأدبيتبن الشهيرتين La Nouvelle Revue Française و Les Lettres Nouvelles عندما كان يدرس التاريخ و علم الاجتماع في جامعة السوربون. من سنة 1958 إلى 1959 خدم بيريك في العسكرية و تزوج باوليت بيتراس عندما سرح من العسكرية. قضيا الإثنان سنة واحدة في صفاقس (تونس), عندما كانت إمرأته تشتغل كمدرسة. في سنة 1961 بدأ بيريك يشتغل أمينا للأرشيف في معمل بحث الفيزيولوجيا العصبية الملحق بمستشفى سانت أنتوان. احتفظ بيريك بهذه الوظيفة حتى سنة 1978 رغم المرتب البسيط. لاحظ بعض المراجعين أن التعامل اليومي مع السجلات و المعطيات المختلفة قد أثر على اسلوبه الأدبي. كان التأثير البارز الآخر هو ارتباط بيريك بمجموعة اوليبو, التي التحق بها في العام 1967 و تعرف فيها على ريموند كونو من بين آخرين.

أعماله عدل

أهدى بيريك رائعته La Vie mode d'emploi (الحياة: دليل الاستعمال) لكونو, الذي توفي قبل نشر الرواية. بدأ بيريك الاشتغال على مجموعة من المسرحيات الإذاعية مع مترجمه يوجين هيلملا و الموسيقي فيليب دروجوز في نهاية الستينيات, و أنتج أفلاما بعد فترة لا تقل عن عقد. أخرج شريطه الأول الذي بُني على روايته الرجل النائم والذي تحصل على جائزة Jean Vigo في سنة 1974 بالاشتراك مع برنارد كيسان. اخترع بيريك أيضا أحجيات الكلمات المتقاطعة للمجلة Le Point منذ سنة 1974 و ما بعدها.

جلب كتاب La Vie mode d'emploi (الحياة: دليل الاستعمال) بعضا من النجاح المادي و الاقتصادي: فاز بجائزة Médicis و سمح له بالعودة الكاملة إلى الكتابة و قد كان كاتبا مقيما في جامعة كوينسلاند في أستراليا في سنة 1981, حينما كان يشتغل على كتابه الذي لم يكتمل 53 Jours. بعد مرور زمن بسيط من عودته من أستراليا, تدهورت صحته لإفراطه في التدخين, و قد شخص بمرض السرطان الرئوي و مات في السنة التالية حين كان يبلغ من العمر ستة و أربعين عاما فقط.



Georges Perec (French:*[peʁɛk, pɛʁɛk];[1] March 7, 1936 – March 3, 1982) was a French novelist, filmmaker, documentalist, and essayist. He was a member of the Oulipo group. His father died as a soldier early in the Second World War and his mother was murdered in the Holocaust, and many of his works deal with absence, loss, and identity, often through word play.[2]

Contents
Early life Edit

Born in a working-class district of Paris, Perec was the only son of Icek Judko and Cyrla (Schulewicz) Peretz, Polish Jews who had emigrated to France in the 1920s. He was a distant relative of the Yiddish writer Isaac Leib Peretz. Perec's father, who enlisted in the French Army during World War II, died in 1940 from untreated gunfire or shrapnel wounds, and his mother perished in the Nazi Holocaust, probably in Auschwitz sometime after 1943. Perec was taken into the care of his paternal aunt and uncle in 1942, and in 1945 he was formally adopted by them


---
.
"نائم" جورج بيريك في ترجمة عربية: . أيها الكاتب ليس من الضروري أن تخرج من بيتك*
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: نبيل سليمان
تاريخ النشر(م): 5/2/2001
تاريخ النشر (هـ): 11/11/1421
منشأ:
رقم العدد: 13841
الباب/ الصفحة: 16
كتب الناقد والروائي السوري نبيل سليمان هذه المقالة عن رواية الكاتب الفرنسي جورج بيريك "النائم" قبل أن يتعرّض لحادثة الاعتداء في اللاذقية ويدخل المستشفى. والرواية هذه كانت صدرت في باريس العام 1967 وبدت آنذاك بمثابة الحدث الروائي. وجورج بيريك هو من أبرز الروائيين المعاصرين في فرنسا. رحل في العام 1982 عن 46 عاماً.
"ليس من الضروري أن تخرج من بيتك. لازم طاولتك واصغ. بل دع الإصغاء واكتف بالانتظار. بل دع الانتظار واكتف بالعزلة، فالعالم سيحضر واهباً نفسه إليك، كي ترفع عنه أقنعته، ومنتشياً سيتلوّى أمامك".
بهذه العبارات من "تأملات كافكا في الخطيئة والألم والأمل والطريق القويم" يستهلّ القاص والمسرحي والروائي الفرنسي جورج بيريك روايته "النائم". ولا يبدو ان تلك العبارات وفرت للرواية فقط المحضر الأول والأساس، كما هو مألوف في لعبة التصدير، بل هي شكلت الرواية من ألفها الى يائها، ولكن بلمسات كاتبها.
فالسارد يمضي بضمير المخاطب من عبارات كافكا، ليجعله الضمير الأوحد في الرواية، ثم يلاعب الكتابة بالبياض الأصغر الفاصل بين المقاطع، والبياض الأكبر الفاصل بين الفصول، مفسحاً للمتلقي أو القارئ أن يشارك في اللعبة، وخصوصاً ان السارد نفسه لا يفتأ يرسل ما يشكك في نظام النص، كأنه ينتقل ببطله من يوم شديد الحر الى: "الترابط غير الموفق لنص كنت قد أضعت خيط المعنى فيه"، أو كأن ينتقل بالبطل من لعب الورق الى النص - اللعبة، والعالم - اللعبة: "كلمات غير مترابطة، حاملة معاني متشابكة، تطوف من حولك في حلقة. أي رجل محتجز في أي قلعة من ورق اللعب؟ أي خيط؟ أية شريعة؟". وإذا كان السارد لا يفتأ أيضاً يقطع السرد مشككاً، كأن يذكر كلمة ثم يعترض نافياً معناها أو مواءمتها، فالنص جاء محكم البناء، بقدر ما أفسح لمشاركة التلقي. وربما كان ذلك سرّ البساطة في الرواية، إذ تكاد توقف شطرها الأول على التأمل والتحليل، فيما تكاد توقف شطرها التالي على الوصف، وبالطبع لا يخلو كل شطر مما قام به الآخر، وكل ذلك عبر شخصية مركزية واحدة ديدلوس بالكاد يسمع صوت سواها، وفي الآن نفسه يصخب فيها العالم أيّما صخب.
ينبعث كافكا وتنبعث الكافكاوية في هذه الرواية، ولكن عبر بصمتها الفرنسية وبصمة العالم المعاصر عموماً. فـ"النائم" شاب جامعي في الخامسة والعشرين، يطل علينا في اليوم الأول لامتحان شهادة الدراسات العليا في علم الاجتماع العام، وأمامه كتاب ريمون آرون "دروس عن المجتمع الصناعي"، وهو يخوض مغامرة النوم التي تفتق العتمة والوحدة والذاكرة بالتأمل.
لم يعان ديدلوس من المسائل الميتافيزيقية، لكن الشعور بالوجود وبالاستغراق في العالم بدأ يملص منه، وماضيه وحاضره ومستقبله في اختلاط. إنه يعيش في فراغ: "أنت مسرنم، محارة"، ولا يخرج إلا ليلاً، كالجرذان والقطط والوحوش. إنه يقدم الاستقالة التي طال أمد تعليقها، من العالم الذي يؤشر منذ البداية في الامتحان وفي كتاب آرون. وينمّ المجاز الروائي مغامرة النوم، عن قرين الشاب، فالشاب لا يذهب الى الامتحان، بينما "بديل شجي مفرط الانضباط يؤدي عوضاً عنك الحركات التي لم تعد تقوم بها". ثمة إذاً من يذهب الى الامتحان وهو يعلم ما يجب أن يقال عن الاستلاب والعمال والعصر الحديث وأوقات التسلية والياقات البيضاء والأتمتة "عن ماركس منافس توكفيل، عن فيبر خصم لوكاش". ومع ذلك فصاحبنا لا يعلم الكثير، وليس له أي رأي، لذا لا يرغب في رؤية أحد، ولا في التحدث أو التفكير أو الخروج أو التزحزح من مكانه، مدركاً أن الحياة الحديثة قليلاً ما تقدر مثل هذه الحالات.
إنه "ضائع في بلاد العميان". وما يبلبله ليس الطابع المباغت لتحوّله النوم بل شعوره الغامض الباهظ في انه لا يعيش تحولاً التحول - كافكا. وهكذا تغدو الغرفة زنزانة، والنائم سجيناً داخل السرير، ولا تفتأ المرآة المشقوقة تشقق صورته وصورة العالم. بيد أن الرواية سترسم النائم في فضاءين: أولهما: قريته التي يؤوب اليها شهوراً لا يكاد يحدّث خلالها والديه، إذ تستغرقه الطبيعة، هو الذي يجهلها. وعلى رغم دعوتها ومحبتها، يطبق عليه اليأس: قيل كل شيء، والحياة رحلة منظمة، وكل شيء معدّ منذ الآن لموته. إنها مليارات من الأوامر، والرعب الناعم الذي يريد تسيير كل ساعة، فيما النائم الذي لا يكره البشر ولا نفسه، لا يتمنى إلا أن يكون شجرة، وإلا أن يتخفف من الانتماء الى البشر، من الضجيج الذي لا يحتمل.
الفضاء الثاني هو باريس، بعد عودة "النائم" من القرية ومن مركز الكون وأجمل الجزر المهجورة: حجرته، والى الصحراء التي لم يعبرها أبداً أحد: باريس. يمضي صاحبنا في عيشه، ويشتغل الوصف الدقيق للشوارع والأحياء الميتة وللمقاهي ودور السينما: وصف متواتر وطاغ من زوايا للرؤية متوالدة ومتراكبة، وصف يؤثث الموصوف ويرسم هوية من يصف، فيوفر المجال الفني لاكتناه الشخصية والفضاء، ولقراءة الشرط الاجتماعي السياسي والثقافي والاقتصادي. وبذا يتوفز المجال الفني لاكتناه الروحي في الفرد والجماعة، في العصر. فالنائم الذي بات غير مرئي، وصافياً، هو بمثابة الحر ولكن مثل بقرة أو قرد، غير المستيقظ والذي لن يستيقظ، غير الميت والذي لن يستطيع الموت تخليصه. هذا النائم وقع في الفخ، حيث لا مخرج ولا معجزة ولا حقيقة. وكل ما يفعله باطل، وكل ما يبحث عنه ضلال. وهو إذ يقرئنا ميزانيته أو "لوموند"، يغرقنا في هجاء العالم، وفي ما يواجه به العالم: العزلة والنسيان والشفافية، وباختصار: اللامبالاة التي ليس لها بداية ولا نهاية، الحال الهامدة غير المجدية من العطالة والثقل، والتي تفكك اللغة وتشوش الاشارات. ومعها يحيا صاحبنا داخل ما لا نهاية له، ويصير السيد المجهول للعالم الذي لم يعد للتاريخ تأثير عليه.
إزاء ذلك، وفي باريس المدينة المتعفنة القميئة والخسيسة والحزينة، المدينة الجيفة، تعود لعبة المجاز الروائي مع الجار بدرجة أدنى مما رأينا. ولكن في مفصل حاسم يستثمر ما تناثر قبلاً من أن اللامبالي ليس متجاهلاً ولا معادياً في مواجهته للعالم، أو من أن الوظيفي هو الأكثر رياء وإحراجاً، وهو من أسوأ القيم، لكنه جلي وواقعي. فالنائم يعنت على جاره ذي الحياة الأخرى التي هي - أحياناً - جزء من حياة النائم: "لعلك من دون أن تدري، وأنت قرينه الأخرس، أنت أيضاً جزء منه".
مع هذا المفصل الحاسم تقترب الرواية من نهايتها، فتنجز "فَرْنَسَةْ" أو عصرنة الكافكاوية. وإذا بهذا الذي لم يمت ولم يجن، لم يعد السيد المجهول للعالم الذي لم يكن - من قبل كان القول: لم يعد - للتاريخ تأثير عليه، ولا للطبيعة. وإذا كنا بذلك سنبرح الرواية والنائم خائف ومنتظر، فالرواية تدعنا أمام السؤال عما إذا كان هذا شأن الشباب الفرنسي وحده، أم هو أيضاً شأن - أو من شأن - الشباب حيثما عصفت به الحضارة أو التخلف، حيثما عوقته الديكتاتورية أو الفقر أو العمل أو الثقافة أو العولمة أو كل ما تضيق به حياة البشر في أرجاء الأرض، وخصوصاً حيث نحيا؟