عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
6677
 
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د. زياد الحكيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
380

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2008

الاقامة
لندن - بريطانيا - عضو اتحاد الصحفيين البريطانيين

رقم العضوية
5315
11-02-2011, 11:47 PM
المشاركة 1
11-02-2011, 11:47 PM
المشاركة 1
افتراضي كيف نكتب للاطفال؟ د. زياد الحكيم
لا تقل الكتابة للأطفال صعوبة أو أهمية عن الكتابة للكبار. فالقارئ الصغير يعيش في عالم يختلف عن عالمنا نحن الكبار من حيث ، المفاهيم اللغوية والاجتماعية والقيمية وغير ذلك. والكاتب الذي يخاطب الطفل لا بد أن يكون مدركا لتشعبات هذا العالم الصغير الكبير. والخيال في عالم القارئ الصغير ذو دور كبير في حياته وسلوكه. وهو خيال لا تحده القيود المعرفية والاجتماعية التي تحد خيالنا نحن الكبار.



وليس ثمة طريقة واحدة لتعلم الكتابة الا ان يجلس المهتم بالكتابة يوميا ويمسك بالقلم ويكتب. قد لا يكون ما يكتبه جديرا بالنشر في أول الامر، ولكن المثابرة على الكتابة تجعل منها عملا أكثر إمتاعا وسهولة وجودة. واذا توفر شخص يقرأ ويقدم النصح والتشجيع فان ذلك يفسح المجال أمام إجراء مناقشات حول الأسلوب والمفردات والأفكار وتركيب الجمل. هذه المناقشات تفتح آفاقا جديدة أمام الكاتب المبتدئ ، وتمكنه من مواجهة الكتابة من زوايا مختلفة أكثر عمقا وثراء.



ولا بد للكاتب المتخصص في الكتابة للاطفال من أن يولي اهتماما خاصا لرسم الشخصيات. فالأطفال بسطاء في الظاهر فحسب، ولكنهم في الحقيقة أذكياء مثل الكبار، ويستطيعون التمييز بسهولة بين الشخصية الجذابة والشخصية المملة. ويجب على الكاتب أيضا أن يركز على الحوار فيجعله حوارا رشيقا. فالشخصية الواضحة المتميزة والحوار الرشيق الجذاب هما من أهم ما يميز الكتاب الجيد عن غيره من الكتب الموجهة للطفل. ولا بد للكاتب من أن يولي عناية كبيرة لاختيار المفردات. وإذا كنت تكتب للاطفال فلا تنس قيمة التكرار.




وبطبيعة الحال من يريد أن يكتب للاطفال يجب أن يكون مهتما بهم محبا لهم. فيكثر من الاختلاط بهم ويدرس سلوكهم ولغتهم وكيفية حلهم لمشكلاتهم. وفي ذلك مصدر لا ينضب لمادة قصصية تملأ كتبا لا عد لها مخصصة للاطفال. ويمكن أيضا التحدث مع معلمي ومعلمات رياض الاطفال والمدارس الابتدائية ؛ للاطلاع على ما يهم الأطفال. فهؤلاء المعلمون والمعلمات - بحكم صلتهم بعالم الطفل – يمكنهم تقديم نصائح اختصاصية عن الاطفال وخيالهم ولغتهم وتفكيرهم. والواقعية في الكتابة للاطفال ذات أهمية حيوية. فحتى القصة الخيالية يجب أن يكون لها منطقها الخاص. ويميل الأطفال الى القصص التي تصف خبراتهم اليومية.



ويجب ألّا يغيب عن الكاتب أن اطفال اليوم أكثر وعيا من أطفال الأمس. فوسائل الاتصال من إذاعة وتلفاز وسينما وانترنت - كلها جعلت الأطفال يكتشفون كثيرا من حقائق الحياة في سن مبكرة.وبطبيعة الحال لا ينصح الكاتب بأن يغالي في معالجة الجانب القاتم من الحياة. ولكن يجب أن يتذكر أن العالم الذي نعيش فيه ليس عالما مثاليا، وأن النجاح فيه ليس دائما للمجدين المكافحين، وأن الصدق والأمانة ليسا دائما الطريق الى الكسب الوفير. ويجب أن يتذكر الكاتب أيضا أن العنف في عالما أصبح علامة مميزة. فالكاتب لا يحق له أن يتجاهل هذه الحقائق. ولكن في الوقت نفسه على الكاتب أن يشير بوضوح إلى أن الصدق والأمانة وغير ذلك من القيم الايجابية هي مكافأة في حد ذاتها لمن يعمل بها.



وغني عن القول أنه لا يمكن إرغام الطفل على تناول كتاب. فحب المطالعة أمر يتعلق بالجو العام في البيت والمدرسة والشارع. ويتعلق بالقيم السائدة في المجتمع ككل. فإذا كان الآباء والأمهات يشجعون على المطالعة ويشترون الكتب ويقرأون للأطفال منذ السنين الأولى من حياتهم ويصطحبونهم إلى المعارض والمتاحف والمسارح، وإذا كان المعلمون والمعلمات في المدرسة يشددون على أهمية المطالعة ويغرون الأطفال بها، وإذا كان المجتمع ككل يقدس الكتاب والكلمة والفكرة الجميلة ويوفر المكتبات العامة بحيث يسهل على الطفل زيارتها وقضاء وقت ممتع بين الكتب واختيار عدد منها يستعيرها كما هو الحال في الغرب – فإن ذلك من شأنه أن يجذب الطفل إلى الكتاب. زد على ذلك توفير الكتاب الممتع الجذاب الذي أُحسن وضعه وطباعته وإخراجه.



ويمكن للمكتبات العامة والمدرسية أن تلعب دورا في تنشيط المطالعة والتشجيع عليها. وبإمكان دور النشر ايضا أن تساهم في ذلك بأن تقدم نسبة من الكتب التي تنشرها مجانا للمكتبات العامة والمدرسية.



لندن - بريطانيا