عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3081
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
12-31-2013, 03:05 AM
المشاركة 1
12-31-2013, 03:05 AM
المشاركة 1
افتراضي الحيرة بين عام مضى وعام قادم
سلام الله عليكم

لا أحب الذاتية ، و أتطلع دوما إلى شيء من الموضوعية ، رغم أن المنطق جاف و لا يتسع للتأويل و صدره ضيق جيدا ، يؤمن بالمعادلات الصارمة . أتصور أنه لولا الذاتية لما تم تحديد أدبيات المنطق والمنهاج العلمي ، فالذاتية هي رغم كل سلبياتها منبع الإبداع . فكل انتاج علمي مهما بلغت دقته مرتبط بذات إنسانية هيأت له أسباب الوجود . قد لا أكون محبا للذاتية لكن في الوقت ذاته لست على قطيعة معها ، بل أجد نفسي أحيانا أمارس ذاتيتي على المواضيع ، بل أحن إلى ذاتي الحائرة كلما تأقلمت مع واقع معين و صارت على منهاج رتيب صارم ، بل أحيانا أجد كل من رسم مسارا لحياته و تخندق بين حيطانه رمزا للرتابة و توقف التاريخ ، فبعض الفوضوية الذاتية هي ما يجعل لإعادة الترتيب رونقا خاصا . عام مضى بكل مالنا وماعلينا ، لعل المحتفلين بأعياد الميلاد سواء المرتبطة بالتدين أو المرتبطة بالذات ، يحاولون بطريقة ما دفن الماضي و الانشراح نحو المستقبل ، فيحاولون التيمن باللحظات الأولى من كل سنة يباشرونها . قد تختلف الفلسفات بين التحسر على ما مضى والبكاء عليه في محاولة للانتقام من الذات التي لم تفلح في اسكات جوع الحيرة التي تفترسها ، و بين تلك التي تزغرد المستقبل و تعيش على الحلم الجميل فتفتحت فيها أسارير الوهم الفواح مع كل خطوة نحو المستقبل ، و قد تجد اتجاها ثالثا قاطع الماضي كما المستقبل فيؤمن بعيش لحظته بل يرى الحياة على طبيعتها لحظة مستمرة لا يلمس فيها الماضي و لا المستقبل ، بل يأخذها ببساطة فيغترف منها كيف يشاء غير آبه بالزمن .
كلما حلت نهاية العام جاءتني كل تلك الاتجاهات دفعة واحدة يتصارعن أيها تستحق الظفر بروحي فيجدنني في حيرة . تلك الحيرة التي تحاول أن تقول كلمة ، تحاول تحسّس القيمة ، تحاول ملامسة الذات و مبتغاها ، فلا أقف فيها إلا على حقيقة واحدة أن صورتي تتغير ، فلا أعتقد أن صورنا و هيآتنا بمعزل عما يختلج في عمق الذات الحقيقية التي تتوارى واء الجسد ، فحتى لو حاولت تجاهل القلق والحيرة و أو حاولت التعبير عن كونك عصيا على التغير ، وتحاول فرملة الحياة ، فصورتك تحكي عكس ما تلزم به الذات .
قد تكون السنة الجديدة مرحبا بها عند البعض و موطن تشاؤم عند الآخرين ، و قد يستغني الكثيرون عن تحمل مشاق هذا الحيرة ، لكن ذلك لا ينفي أننا نتغير .

و كل تغير و أنتم بخير