الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2019, 10:46 PM
المشاركة 147
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
في محراب عينيها
بقلم الأستاذ : رضوان مسلماني


يا منْ سافـرتُ وحُبَّها فـي المَـدى البعـيدْ

و تغلغلَ حُبُّـها فـي المَسَامَاتِ فـي الـوَريدْ
و قــدّمتُ روحــي بينَ يديْها كمـا الــوَلـيدْ

و جَعلـتُ لهـا القلــبّ قِــلادةً علــى الجِـيدْ
و كُـنتُ إليهـا كمــا تُـريـدُ ، لا كـمــا أريـدْ

و كُــنتُ فـــي حُبِّهـا كمـا العَاقـــلِ الرشـيدْ
أقِفُ هَائِماُ في مِحرَابِ عيْنيها كما المُـريدْ

فكُـنتُ إذْمـا رأيْتُـكِ كأنّــي فــي يــومِ عـيدْ
أدنــو إليــكِ بلهفــةٍ ملْئَــى بِعــْشق جـديـدْ

و أنقِـشُ فــي حُبِّـكِ تُحفَـةَ الحـرفِ الفريـدْ
و أقـــولُ لـكِ فـــي الشِّعـرِ أعْــذَبَ القصيدْ

و أصــدقّ مشـــاعـــرّ أتـى بنَبـضها وريــدْ
فـإنْ غنّيتُ آهاتــي أتــى الكـونُ فـي ترديدْ

أسكـبُهُ كما المُـزنِ حُبِّـيَ و تطلُبينَ المزيـدْ
حتــى أمْسيتُ فـــي حُبِّـــكِ هائِـمـاً كَــشَريدْ

و الآنَ تأتينَي، و قـدْ تغَّـيرَ صَوتُكِ الغِّـريدْ!
و تَطلُبينَ منّي نِسـيانَكِ ، نِسـيانَ الـوعـيدْ!

بكلماتٍ جعلتْني بُركاناً ، وأنْتِ كمـا الجليدْ!
تطلُبينَ أن أدْفُــنَ حيَّـاً ذاكَ الحُــبَّ المّـجيدْ!

و أوقِـفَ نَبضَـاتِ قلبـيَ ، و أقْطَـعَ الـوريـدْ
حُبَّـــاً أرّقَّ العينـينِ منّـــي نَبْضَـهُ الشَّـــديـدْ

فكيفَ لكِ أنْ تَهْجُري ولقلْبِكِ عنّي أن يميدْ؟
و أينَ أرحَـلُ فتْنتـي ، والقلْـبُ منّــي عَميدْ؟

و كـيفَ لرنَّاتِ قلْبــيَ عـنْ حُبِّـكِ أن تَحِــيدْ؟
و كــيفَ لـكِ أنْ تفْطِميـهِ حُبّــــيَ الــولـــيدْ؟

و حُبُّـكِ لـمْ يـزَلْ فــي شغافِ القلْبِ وحـيـدْ؟
أيـنَ أرْحَـلُ و قلْــبَاً سـِـوى حُبَّـكِ لا يجــيدْ؟

أيـنَ أرْحَلُ و نَبَضَاتٍ كانَتْ بِفَرحَــةٍ تُشـيدْ؟
مُـدُنَاً مِـنَ الأحلامِ رسمْنَاها بِمِـدَادِ الــوريدْ

فكــيفَ لـيْ يا فتْنتـي هَـذِهِ المُــدُنَ أن أُبيدْ؟
و كـيفَ للجنَّةِ الغنَّـاءِ أن تتحـوَّلَ إلــى بيدْ؟

أن أخْنُـقَ القمرَ و قـدْ غنّى فـي حُبِّنا نَشيدْ!
أنْ أُطفِئَ الشّمسَ ودِفئُها فـي عِشقِنَا مَـديدْ!

و كـيفَ لـــي عــنْ مَسَـارِ رُوحِـيَ أنْ أمِيدْ؟
و كيفَ تقولينَ لِرُوحيَ أنْ تَبْـدَأَ مِـنْ جَـديدْ؟

أنْ أُعيدَ الأحْلامَ لِروحٍ صَدَأتْ كما الحَديدْ!
و نَبْضُـكِ يا فِتْنَـةَ الروحِ بـاتَ عنّي بَعـيدْ؟

فَهَلْ لِيَ أنْ أُجْليَ عَـنْ قلبِكِ ظلامَهُ العهيدْ؟
لتبْعَثَ الشّمْسُ ضيائَها ، شُعَـاعَها الـرغـيدْ

ليبعثَ الدِفءَ فــي نَبْضٍ جَمُـدَ كما الجلــيدْ
فتُعْطي ترياقَـكِ مَنْ راحَ فــــي حُبِّـكِ شَـهيد

عَسـَاهُ فتْنَتـي هَــذِهِ الـروحَ للحياةِ أنْ يُعِـيدْ
رضوان مسلماني

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=18652

وحيدة كالقمر