عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 01:01 AM
المشاركة 23
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



5



للاتصال بالمريخ ومخاطبة الأرواح


للإبلاغ عن سلوك وحش البحر


ووصف حظ الأفلاك والكهانة والتقصي


واستنتاج الأمراض من التوقيعات


واستنباط الحياة من تجاعيد الكفوف


والمآسي من الأصابع


وإطلاق الفأل من تنوة البن أو أوراق الشاي


وحل ألغاز المحتوم بأوراق اللعب


والعبث بالخماسيات أو بأحماض الباربيتوريك


أو تشريح الصورة المتغيرة إلى أهوال ما قبل الوعي


لاستكشاف الرحم أو القبر أو الأحلام


كل هذا اعتيادي


تضييع وقت ومخدرات وموضوعات للصحافة


ـ وسوف تكون دائماً ـ حين تغشى الأمم المحن والحيرة


سواء على شطآن آسيا أو في إدجواير رود


إن فضول الناس ينقب في الماضي والمستقبل


ويتعلق بذلك البعد


ولكن فهم النقطة التى تفصل اللازمني عن الزمن


هي وظيفة القديس وليست حتى وظيفة


ولكن شيئاً يمنح ويمنع في فناء حياة بأكملها


في الحب والشوق والتفاني والتسليم


وليس هناك لمعظمنا سوى اللحظة المنفصلة


اللحظة داخل الزمن وخارجه


ونوبة الذهول في شعاع من ضوء الشمس


والزعتر البري لا يرى


أو برق الشتاء أو مساقط المياه


أو الموسيقى التي تسمع بعمق حتى أنها لا تسمع بتاتاً


ولكنك أنت الموسيقى طالما عزفت الموسيقى


هذه ليست سوى إشارات وتخمينات


إشارات تتبعها تخمينات والبقية صلاة


وملاحظة ونظام وفكر وحركة


فإذا انتصف تخمين الإشارة


وإذا انتصف فهم المنحة فهو التجسد


وهنا يصبح الاتحاد المستحيل لمدارات الوجود واقعاً


هنا ينهزم الماضي والمستقبل ويتصالحان


حيث لم يكن الفعل سوى حركة


لما يدفع وليس فيه مصدر لحركة


تسوقه قوى شيطانية ممسوسة


والفعل الصحيح هو الحرية


من الماضي والمستقبل معاً


ولمعظمنا فهذا هو الغرض


الذي لم نعد هنا لنتعرف عليه


فنحن لم نهزم لأننا واظبنا على المحاولة


ونرضى في النهاية


إذا ماغذي تحول رفاتنا الزمني


(غير بعيد من شجرة السرو)


حياة تربة خصيبة




ترجمة :عمر الفاروق عمر






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)