عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2016, 07:53 AM
المشاركة 1427
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع

تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- يلتجىء محمد براد في لعبة النسيان إلى تنويع أساليبه لخلق رواية بوليفونية حديثة، إذ يوظف بشكل متوازن الأسلوب غير المباشر أو الخطاب المسرود الموضوعي.

-حيث يقوم الراوي بنقل الأحداث وتقديم الشخصيات والمشاهد وعرض الوقفات الوصفية عندما يؤثث الفضاءات ويزينها أويموهها أو يشينها بمقاطع وصفية.

- ويعتمد في ذلك على وصف خارجي يحدد المعالم والقسماتويستبطن المناحي النفسية والعوالم الداخلية سابرا أغوار الذات الإنسانية فيسلوكاتها الشعورية واللاشعورية.

-ويخفف الكاتب من تدخلات الراوي العالم بكل شيء الذييملك المعرفة المطلقة من خلال رؤية خافية ينظر بها إلى الشخوص مدعيا الحيادوالموضوعية سوى ما يتبادر منه في شكل تعليقات وتقويمات عندما أدخل راوي الرواة إلىحلبة السرد ليشوش على الراوي المطلق الذي يمثل المؤلف الضمني؛ لأن وجود راوي الرواةهو تصحيح لكثير من حقائق الرواية وفضح لأسرار الذات وانطلاق لما هو مضمر ومخفي وبوحبالحقيقة واعتراف بالصراحة.

- ويحضر الخطاب المسرود الموضوعي في تقديم أسلوبإخباري تقريري عن الشخوص والأحداث والفضاءات بطريقة توحي بالواقعية وتموه بصدقالمحكي.

-لذا يعمد الراوي أو راوي الرواة إلى تبني السرد والنيابة عن الشخوص في نقلالأجواء السردية:"

-ويحضر كذلك الخطاب المعروض من خلال السردالمشهدي والحوار وعرض كلام الشخصيات، وهي تتجادل وتبوح باعترافاتها وتدلي بشهاداتهاوتختلف في منظوراتها ومواقفها الإيديولوجية( مثل حوار الهادي مع الطايع).

-ويحضر هذاالخطاب الحواري كثيرا في المشاهد المسرحية والدرامية حيث الشخصيات تعبر عن وجهةنظرها.

- ويتوسل الكاتب بالأسلوب المباشر لنقل آراء الشخصيات وأفكارها وعواطفهاوطروحاتها بدون أن يتدخل الكاتب لتشويه تصوراتها أو تغيير أفكارها.

- ويستندالكاتب إلى الخطاب المسرود الذاتي موظفا المنولوج أو العرض التلقائي أو تيار الوعيكما يوجد عند جيمس جويس وفيرجينيا وولف كافكا...لاستنطاق الذات مباشرة في صراعها معالموضوع عبر استدعاء الذاكرة والأوهام والأحلام ومن خلال التأمل الذاتي والتعبيرالشعوري واللاشعوريبحث عن الأم والزمن الضائع والانطواء على الذات للتلذذ بالغربةالمكانية والضياع الوجودي والثورة على الواقع الكائن إلى درجة اليأس والسأموالعبثية( الهادي) أو الرجوع إلى الصواب والإيمان الرباني( الطايع). إن المنولوجتعبير عن التمزق النفسي والذاتي والصراع الداخلي والمناجاة النفسية.

-وقد أوردالكاتب مقاطع كثيرة من الخطاب المسرود الذاتي ليخلق توازنا أسلوبيا وتعددا صوتياداخل روايته التجريبية.

- كما يلتجيء الكاتب إلى توظيف الخطاب المنقول عبر أسلوب غير مباشر حرالذي يزاوج بين تقنيات الحوار وتقنيات السرد، إذ ينقل الراوي كلام الشخصية بطريقةمباشرة أي " ينوب السارد عن الشخصية في التلفظ بخطابها، أو أن الشخصية تتكلم عبرصوت السارد، وحينها يتدخل الصوتان"

-إذا، فهذا الأسلوب المزدوج يعكس حرية الكاتبفي نسج كلام الشخصية داخل كلام الراوي...

-ويعني هذا اختفاء الراوي من عمله لنقلمشاعر الشخصيات وحياتهم النفسية بدل ترجمتها بطريقة سردية غير مباشرة تفقد الكلامنبرته التأثيرية والمشهدية

-ويلاحظ أن الكاتب قد استعمل عدة أساليب للتعبير عناختلاف المنظورات وتعدد الأصوات وجدلية الداخل والخارج واحترام الصراع بين الراويوالشخصيات بطريقة تعددية حوارية، وهذا ما تدعو غليه الرواية الحديثة التي ابتعدت عنالصوت الواحد والموقف المنفرد:

- وعلى مستوى لغة الرواية فهي لغة متنوعة إذ تجمعبين لغة الفصيح ولغة العامة عبر التهجين والأسلبة والسخرية، كما أنها تستعينبالفرنسية

----


تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

-تتفاعل في الرواية عدة خطابات تناصية ومستنسخات مكونة لنسيجالرواية ويمكن حصرها في الأنماط التالية:
1- الخطاب الديني والصوفي: آيات الذكر- الجذبات الصوفية- العمارة.

2- الخطاب الأسطوري: كرامات الأولياءوخاصة الشريف...

3- الخطاب الموسيقي: نوبة العشاق- الاستهلال...

4- الخطابالإعلامي: التقارير الصحفية والإذاعية....

5- الخطاب الشعري: أورد نصوصاشعرية.....

6- الخطاب التراسلي: أورد رسائل خاصة مثل: رسائل الهادي.....

7- الخطاب النقدي الواصف: فضح اللعبة الروائية....

8- الخطاب التاريخي: يورد الكاتبأحداثا تاريخية خاصة بالمغرب...

9- الخطاب السياسي: التأشير على الصراعاتالسياسية والإيديولوجية بالمغرب....

10- الخطاب الفلسفي: ماركوز- سارتر- فرويد....

11- الخطاب السينمائي: مناقشة فيلم ( حكاية أو....)...

12- الخطابالاجتماعي: فلسفة الأزياء والموضة وأسماء الملابس واستحضار أحداث المجتمع...

13- الخطاب الغنائي: استحضار أغاني أم كلثوم والطرب الأندلسي والجذبات الصوفيةوالملحون...

- كما تحضر خطابات أخرى كالخطبة السياسية والمثل والأحلام والسيرةالذاتية والخطاب الفانطازي

-وعلى مستوى التناص أيضا، تتحاور الرواية مع عدةنصوص إبداعية ونقدية داخلية وخارجية، إذ من خلالها نتذكر سهيل إدريس( الحياللاتيني)، وطه حسين( أديب)، وتوفيق الحكيم( عصفور من الشرق)، والطيب صالح( موسمالهجرة إلى الشمال)، ومحمد شكري ( الخبز الحافي)، وعبد الكريم غلاب( دفنا الماضي/ المعلم علي)، وعبد المجيد بن جلون( في الطفولة)، وعبد لله العروي( أوراق)، وميخائيلباختين في ( الخطاب الروائي وشعرية دويستفسكي)، وسلخ الجلد للكاتب نفسه( الجنس/ الموت...).

- وهذه الحوارية بين اللغات والخطابات يشكل خطاب الأسلبة والباروديا،إذ يقول باختين: " إن اللعب المتعدد الأشكال بحدود الخطابات واللغات والمنظوراتيعتبر أحد أهم سمات الخطاب الساخر" .
- وعليه، فقد أبدع محمد برادة روايةبوليفونية قائمة على التناصية وتعدد الخطابات وتفاعل الأجناس الأدبية والفنيةوتلاقح اللغات واللهجات مما جعل هذه الرواية تستجمع جميع الأصوات الاجتماعية لتعبربكل حرية وديمقراطية عن وجهات نظرها مع حضور المتلقي والمؤلف الوهمي الذي أجبر علىالتنازل عن سلطته للراوي الرواة والشخوص لتعبر عن عوالمها الداخلية ومواقفها تجاه الموضوع.

- تتبنى الرواية التعدد اللغوي والتجريب البوليفوني ولاسيما أنالكاتب يعد من أنصار هذا التيار النقدي في العالم العربي الحديث، ويبدو ذلك واضحافي ترجمته لكتاب باختين ( عن جمالية الرواية ونظريتها) إلى اللغة العربية، ومقالهالمنشور في كتابه أسئلة الرواية/ أسئلة النقد( التعدد اللغوي في الرواية العربية).

---


تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب


- رواية لعبة النسيان لمحمدبرادة رواية جديدة ذات منحى حداثي وتجريبي.

- لاعتمادها على تشظية المتن الروائي إلىعدة حكايات صغرى نووية.

-وتوظيف تقنية الاسترجاع من خلال التذكر والتداعيوالاستيهام، وتحقيق البوليفونية من خلال تعدد السراد ( راوي الرواة/ الهادي/ الطايع/ سي إبراهيم/ نساء الدار الكبيرة...).

-وتعدد الضمائر والأصوات والأجناس.

-وغلبة الحوارية.

-وتداخل الأزمنة.

-والتخييل الذاتي والموضوعي .

-وتناول تيمات جريئة كتيمةالجنس والسلطة والاستبداد.

-كما أن الرواية ذات أطروحة وطنية ووجودية.

-وتهدف الروايةكذلك إلى إدانة الوعي الوطني المزيف والتركيز على الوعي الاجتماعي للجيل الجديدالذي يتمثل في الثورة والرفض والتغيير.

---

تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب


- لعبة الأم : إن حضور الأم في ’’ لعبة النسيان ’’ جوهري , ذلك أن هذا عنوان هذا العمل الروائيمضلل , لأنه في العمق لعبة للتذكر وليس للنسيان .

-مضافا إليها جانب التخييل , حيثتقدم الشخوص من خلال مشاعر وانفعالات أولئك الذين يقدمونهم.

- فالأم في الروايةمضاءة من عدة زوايا سردية وشهادات خارجية , وكل وجهات النظر حولها ترسم صورتهاالجميلة , لأنها تحتل مركز الأسرة , لذلك ستنغرس ذكراها إلى الأبد في شخصية الهادي .

- غير أن الأم تحمل فيالرواية أكثر من اسم : للا الغالية , للا ربيعة , فاس , الوطن .. ولها أكثر من صورة , إنها بين الخيال والواقع , وبذلك تكتسب قيمة رمزية تتجاوز الزمن , ففي البدء كانتالأم / الفصل الأول , ومع النهاية أيضا تبدأ / الفصل الأخير / من منكم يذكر أمي , فرغم تعدد وجهات وزوايا النظر حولها , إلا أنها كلها تصب في إخراجها في صورة بهية .

--
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب



- رواية "لعبةالنسيان" نص إشكالي أسال الكثير من المداد حول هويته الأجناسية ومنذ صدورها فيطبعتها الأولى سنة 1987، كانت مثار جدل واسع على صفحات الجرائد والمجلات الثقافيةونشرت حولها دراسات جامعية ونقدية كثيرة.

- قلة هم الكتاب الذين وزوا بينإنجازين: إنجاز تجسد في الكتابة النقدية التطبيقية، وإنجاز تمثل في الكتابةالإبداعية، حيث لغة الصورة وإنتاج الجمال، ومنهم: إلياس خوري، ونبيل سليمان، ومحمدعز الدين التازي، ومحمد برادة...

- فالرواية بالنسبةلهؤلاء إبداع جمالي يمتلك ثوابت بالإمكان التقاطها وترصدها من داخل الممارسةالنقدية..

- لا تتشكل رواية "لعبة النسيان" منفصول وإنما جاءت حاملة لعناوين هي أسماء لشخصيات فاعلة متفاعلة داخل النص الروائي (مثلا "سيد الطيب")

- أو لجمل شعرية تختزل المضمون ضمن البنيات الحكائية الصغرىوالمشكلة للرواية كبنية كبرى (مثلا "للا نجية أم ثانية" و"الطايع في حومة الكبار")

- إلى جانب هوامش داخل المتن متمثلة في "الإضاءة" و"التعتيم".

- ومدار الرواية منغلقحول الأم،

- لكن الشخصية المحورية هي شخصية "الهادي" (أم هل هو محمد برادة نفسه كمايقول نقاد يعتبرونها سيرة ذاتية