الموضوع: حبيبي .. طيف!!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3414
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
01-06-2012, 07:44 PM
المشاركة 1
01-06-2012, 07:44 PM
المشاركة 1
افتراضي حبيبي .. طيف!!
حبيبي .. طيف !!





التقينا على كراسي الانتظار في أحد مختبرات مستشفى .. من ملابسه توضّحَ لي بأنّه

من دولة مجاورة.. لا أدري لماذا شعرت وكأنني أعرفه طوال حياتي,

أهي رقته أم بسمته؟ لطفه أم هدوءه الذي يوحي أن الدنيا ما زالت بألف خير...؟ سمعتهم لما نادوه باسمه الكامل "الطيب حسن" نعم اسم على مسمى .. غادرت إلى البيت وما زالت هيأته في ثوبه الأبيض الفاخر وشماغه الزاهي منطبعة في ذهني. يا له من رجل لافت للأنظار.. ولكم هو وسيم!!



وعلى الفور بحثت عنه في جوجل ووجدته هاهي ذي صورته يعمل مراسلا رياضيا في إحدى الصحف, حتى (الإيميل) خاصته لقيته. ولظروفي المرضية كنت أمضي معظم وقتي على الحاسوب, ولأنّني ضعفت أمام جاذبيته أرسلت له طلبا للصداقة, وجاءتني موافقته على الفور.



ومنذ البداية أمتعني حواره واستمرت محادثاتنا لساعات طويلة, يا لثقافته وسعة اطلاعه. وفجأة ملأ عليّ حياتي وكل فراغي.. بعد فترة أحسست بتغيّر مشاعري نحوه.. حتى صرت أغار عليه, لا أرغب ولا أريد إلاّ بقاءه معي طيلة الوقت... كاشفني بحبه وبأنّه على استعداد للمجيء كي يتعرف علي شخصيا بهدف الزواج, لكنني لم أستطع الموافقة بسبب مرضي واعتلال صحتي فقلبي ضعيف لا يحتمل, ولهذا أنا ممنوعة عن خوض هذه التجربة..



فلما صارحته بهذا تقبّل الأمر بهدوء, واستمر معي حوالي العام, كنّا نتحاور عن النجوم في السماء, عن الحياة والموت, الأرواح وإعادة تشكيلها وتناسخها , وأيضا في السياسة, في المرأة والرجل وفي كل شيء. ونشترك في سماع الأغاني الطربية الجميلة, صار بعد زمن مجرد الإصغاء له قمة المتعة عندي..





لكنه تغيّر وابتدأ يبتعد عني تدريجيا حتى قطع كل صلة له بي .. هذا الفراق جرح انوثتي فلم أحاول البحث عنه, لكنني حزنت من أجل ذلك خصوصا لم أستطع شيئا فأنا فتاة مريضة, فأنا فتاة مريضة وكنت أتوقّع هذه اللحظة ورضيت بواقعي.. فلكل شـيء نهــاية،، وهــذا ما أدركـته منذ الـبداية..!

..



بعد غيابه عني أربعة أشهر, تردّت حالتي الصحية كثيرا, وذات يوم سقطت صريعة الحمّى, استيقظت على حين غرّة فرأيته واقفا قرب سريري يشع هالة من نور.. ما أجمله من انسان, كلاّ.. لم يكن انسانا وإنّما ملاكا! بدأ يضع بنفسه كمّادات باردة على جبيني ورأسي .. يمسك بيدي ويغمرها بيديه يشد عليها بحنان, يشد أزري ويحثني على مقاومة مرضي, حتّى بدأت أتعافى وهو قريب مني لم يتركني, وعمّ دفئه روحي فدعوته شمسي ويا أغلى ناسي. ذات صباح شعرت وكأنّني بكامل صحتي فالتفتّ إلى مقعده قربي, لكنه كان قد اختفى مع شديد أسفي ...!!



بعد استعادة صحّتي عدت إلى حاسوبي.. للبحث عنه, وذهبت إلى موقع عمله في الصحيفة من خلال النت, لكن صعقت عندما صفعت عيناي صورته موشحة بشريط أسود, وخبر نعيه ...



الطيّب حسن - ملاكي مؤنس وحدتي وجليسي.. حبيب عمري -

قد فارق الحياة منذ أربعة شهور إثر صراعه مع داء السرطان الخبيث ..........!!