الموضوع: خطْبُ السّكوتْ
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
22

المشاهدات
6859
 
عبدالعليم زيدان
أديـب وشاعـر

عبدالعليم زيدان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
489

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Apr 2009

الاقامة

رقم العضوية
6859
11-12-2010, 04:13 PM
المشاركة 1
11-12-2010, 04:13 PM
المشاركة 1
افتراضي خطْبُ السّكوتْ





يا دهرُ مالكَ,أحتويكَ فتنفرُ
فأعودُ أعمى,بالخطى أتعثّرُ؟؟

ماكان ذنبي في الحياةِ أتيتها
قسراً خُلِقتُ وفي لظاها أُسعرُ!!

لمّا نأى عنّي المرادُ وأدبرتْ
سفنُ النّجاةِ لغير بحرٍ تمخرُ

أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثةٌ
صبحٌ,وعيدٌ,والرّغيفُ الأخضرُ

فغسلتُ كفّي من نعيمِ عطائها
ونهمتُ صبراً كي أطيقَ فأصبرُ

ونكرتُ عدلاً لا يُناصرُ ظالماً
ونصرتُ ظلماً لا يُحسُّ فينصرُ

النّاسُ ناسٌ في العناصر كلّها
لا أبيضٌ لا أسودٌ لا أصفرُ

والبحرُ كونٌ شُرِّعتْ أبوابهُ
وأرى المراكبَ,بعضها لا يعبرُ!!

فلكم رغبتُ عن المسرّةِ بالأنا
ولكم كرهتُ سحابةً لا تمطرُ

* * *

يا أيّها ال سكنَ الظّلامُ قلوبنا
أينَ الوفيُّ المستنيرُ المبصرُ؟

أطلقْ لسانكَ كي تقومَ فقد طمى
خطْبُ السّكوتِ,وكلّنا يتكدّرُ

واخلعْ نعالكَ إن مررتَ بشاعرٍ
إنّ اللّسان بدون حدٍّ أبترُ

واعمرْ ضياعكَ بالتّأملِ مرّةً
ترقى ودونكَ كلُّ شيءٍ يَصغرُ

فالدّهرُ أنتّ إذا ملأت فصولهُ
وإذا تغيبُ فقد تموتُ الأشهرُ

أشعل صباحك كي تفيق مع النّدى
علّ اليباس بخيل كفّكِ يُزهرُ

أنتَ الخليفةُ مذ أرادَ خليفةً
لكن بصمتك,قد تموتُ الأنهرُ

هذا المساءُ مراوغٌ وحبيبتي
لجمت صباها مذ تخاذل عنترُ

أمست حكايا من غبار خيولها
وغدا النّبيذُ بحانها لا يسكرُ

جرحُ الغريب كرامتي يا أمّتي
لكنّ جرحُ الأهلِ فينا أكبرُ

هذا نذيرُ الشّؤْمِ فلتتنبّهوا
واللّومُ شؤمٌ بعد كأسٍ تُكسرُ

تعبتْ أكفُّ الموت وهي تزورنا
وتأففّتْ في كلِّ يومٍ نُقبرُ!!

مالي إليكِ سوى القصيدة معبرٌ
سأموتُ فيها ثمّ فيها أعبرُ

بغدادُ قتلٌ لا يحرّكُ ساكناً!!!!
والقدسُ إن لعنت(0000) تُعذرُ