عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2016, 11:37 AM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
Jan 20, 2016حمس rated it really liked it
Shelves: أدب-عربي, قراءات-2015, خفت-منها, كتب-قاسية, قراءات-2014, أدب-السجون

لا أعرف بأى قلم كتبت هذه الرواية
وبأى حبر؟؟

رفقا بقلوبنا يا عتوم ما الذى تفعله بها؟
لسنا أولئك الصابرين المرابطين
لسنا هم
إننا أضعف منهم بكثير
ولا نقدر على حمل ذرة من عذابهم لنخفف عنهم


قرأت هذه الرواية العام الماضى
ولم أجرؤ على كتابة مراجعة عنها

لمحتها اليوم وقرأت اسمها
فانقبض قلبي واستعدت ذكريات قرائتها
وشعرت وكأن لها حسيسًا فعليًا يدوى فى أذني

الأدهى أنى قرأتها فى أصعب فترات حياتى
فكنت أقرأ وبداخلى ألم
وإذا بقرائتى تزيد الألم أضعافًا
وتكسينى حزنًا لا تزيحه جبال ولو حاولت
حتى تلك النهاية الشبه سعيدة
لم تكن سعيدة أبدًا
فهى لا تمحى سنوات من العذاب
لا تمحى سنوات من الضياع
من الألم
من الخوف والترقب

لا تعيد الزمن ولا تجبر الجرح الذى لا يندمل

مازلت أذكر أول يوم قادوه للمعتقل
قضيت وقتًا طويلا لا يفارق ذهنى ذلك المسكين الذى اعترف آملًا فى شربة ماء
فقتلوه بأشنع طريقة
أذكر الخرم الذى صنعه فى الحائط
والذى مرر منه محمود الليرة التى تحوى أسماء آخرين
وصرخت كيف لك أن يخدعك هؤلاء
أذكر الأب العجوز الذى جره ولداه على الزجاج المتكسر تحت لهيب السياط
أذكر حلمة الأذن التى اقتصها الحلاق من أذن سجين
أذكر حين نودى اسم أخيه ليُقتل
أذكر الطعام المبال فيه والذى يأكلونه بأطيب نفس
أذكر الرعب ،أذكر انعدام الإنسانية،أذكر الذل والمهانة،أذكر ذلك الجحيم


أذكر وأذكر , لدرجة أننى لن أقرأها مجددًا أبدًا

_______
الثلاثاء
31-3-2015