عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2014, 05:39 PM
المشاركة 45
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أدب روان عبد الكريم لا يتخذ من المرأة موضوعا للهوية كما في الأدب النسائي عامة الذي ينطلق من مظلومية المرأة كسند وكقضية في نفس الوقت ، لكن روان نأت عن نفسها لعب دور المحاماة عن المرأة ، بل تنظر للمرأة كشريك للرجل على العموم ، إذا استثنينا إعطاء البطولة في رواياتها للعنصر النسوي ، و بعض الإشارات الطفيفة التي لا تؤثر على كون المرأة شريكة للرجل بدل ند قوي أو تابعة كما توحي بعض الكتابات النسائية ، أو كما هو الحال في المجتمع التقليدي . فأدب روان ليس تنويريا يتناول القيم المجتمعية بنظرة نقدية ، وليس واقعي الطبع و لا ينقل الحقائق الاجتماعية و يضفي عليها مركزية في النص ، لكن هذا لا يدل على أنها غضت الطرف عن المرأة كلية بل جعلتها امرأة إنسانة فاعلة في منظومتها المجتمعية ، و خاضت بها مختلف العقبات ومختلف الأدوار ، من ناسكة و ربة بيت وثائرة و عميلة و متسلطة ...
روان لا تريد حشر المرأة في زاوية ضيقة يحبطها الإحساس بالدونية بقدرما ترى أن المرأة تنخرط فعليا في زمرتها المجتمعية و تتشرب من مناهل الهوية السائدة ، وتعيش أزمة هوية المجتمع عامة و ليس فقط نصفه ، في رواياتها الثلاثة تناولت روان العاطفة بكثير من التحكم ، بل بطلاتها غير موفقات إلى حد ما في علاقاتهن الحبية ، فديان باعت حبيبها و أمها تخلت عن زوجها ، و نتالي شحت في التعبير عن مشاعرها ، وأمها أيضا فارقت زوجها ، و قليلا ما نجدها تتحدث عن الوئام في العلاقات الزوجية ، فهي لاترى في المرأة كيانا متدفقا من العواطف مسخرة لمتعة الرجل بل ترى المرأة تحكّم ما يناسب الظرف و لا تتطغى عليها المشاعر العاطفية ، و تكبح حتى غريزة الأمومة عندما يستدعي الأمر ذلك كما بين زرد وأمها .

يتبع