الموضوع: التوسل !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2014, 08:13 PM
المشاركة 42
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و البينة كما يُعرِّفها العلامة حسن المُؤيد :
هي عبارة عن ما يكشف عن القضية كشفاُ لا لبس فيه و لا يقبل الجَدل و لا النزاع،و هي دليلٌ لا يحتاج معه إلى دليل ، و لا مزيد استدلال و لا برهان ، و لا يعتمد على براهين أخرى من غيره ، و إنَّما البينة تحمل برهانها معها.

و كل مسائل الاعتقاد و العبادات في الإسلام عليها من كتاب الله و سنة نبيه البينات من الآيات المحكمات و الأحاديث الصحيحة التي لا يرتقي شك لها و لا يقع فيها نزاع بين طرفي القضية.

أمثلة:
قضية التوحيد:
و هي أهم مسائل الدين بل قضيته الكبرى ، و إذا تصفحت الوحيين : القرآن و السنة ستجد بيناتها أصرح من عين الشمس في رابعة النهار و لا مزيد على بيانها و لا مساحة للشك في فهم معناها و وضوح مقصديتها:
قال تعالى:

( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) [الإسراء: 23]
و قال جلَّ شأنه:
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات: 56]
وقوله : ( وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً ) [الإسراء: 39]
وقوله :
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) [الفاتحة: 5]،
وقوله :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [الأنبياء: 25] ،
وقوله :
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [النحل: 36].

ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن معاذ - رضي الله عنه - قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار فقال لي: " يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً.
قلت: أفلا أبشر الناس؟.
قال: لا تبشرهم فيتكلوا ")

_ و قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)) رواه البخاري و مسلم .

و جاء وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:
((من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة)) رواه البخاري و مسلم .

و في صحيح ابن حبان من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(
إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ رجلًا مِن أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ عليه تسعةً وتسعينَ سِجِلًّا كلُّ سِجلٍّ مدُّ البصرِ ثمَّ يقولُ له: أتُنكِرُ شيئًا مِن هذا ؟ أظلَمك كتَبتي الحافظون ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ فيقولُ: أفلك عذرٌ أو حسنةٌ ؟ فيُبهَتُ الرَّجلُ ويقولُ: لا يا ربِّ فيقولُ: بلى إنَّ لك عندنا حسنةً وإنَّه لا ظُلمَ عليك اليومَ فيُخرِجُ له بطاقةً فيها: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فيقولُ: احضُرْ وزنَك فيقولُ: يا ربِّ ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلَّاتِ ؟ فيقولُ: إنَّك لا تُظلَمُ قال: فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ والبطاقةُ في كِفَّةٍ فطاشت السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ يُقالُ: فلا يثقُلُ اسمَ اللهِ شيءٌ).


وقفة:
تأمل أيها المسلم و يا ايتها المسلمة كيف عرض المنهج الرباني قضية التوحيد _ التي يسعد من جاء بها على الطريقة الصحيحة في نعيم مقيم ، و يشقى بضدها من خالف المنهج الحق في نار الجحيم _ عرضا جليّاً جازما لا يقبل فيها لكن و ربما و لعلّ و أرى .
و هو منهج البينات في كل قضية تهم المسلم في الدنيا و الآخرة.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا