عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2013, 10:34 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اسلوب ساحر ومدهش وفيه منسوب هائل من طاقة البوزيترون.
النص بالغ التأثير وشديد الدرامية وفي النص عدة منعطفات حادة ولحظات صاعقة وكأنها قنابل يدوية تتفجر بين يدي المتلقي. فالمقدمة تعطي صورة شخص صلب شديد قوي اقرب الى صفة المصارع الضخم، ليكتشف المتلقي ان المذكور معاق الحركة.

وبينما يسهب الكاتب في الفقرة الاولى في الحديث عن الخادمة يكتشف المتلقي ان الاهم هو شخصية فارس المعاق كنتيجة لحادث.

وبينما يشدنا الكاتب لحل مشكلة وصول فارس الى الكرسي المتحرك نجد ان الاهم هو ذلك اللص الذي يقتحم عليه المنزل.

وبينما يدفعنا للتعاطف مع حال الحرامي البائس يفاجئنا اللص بتصرفه الاجرامي حين صفع فارس المعاق دون رحمة.

ونتفاجأ اكثر بالطريقة التي اسقط فيها الكاتب اللص ليصبح فريسة في يد فارس.

ثم تنفجر قنبل اخرى وهي ذلك السكين الذي ينغرس في صدر فارس. لكن الاحداث لا تتوقف هنا بل نجد فارس يستعيد قواه ويطيح برأس اللص في طرف السرير لينزف هو الاخر ويتحول المشهد الى شيء مرعب، وينتهي بالموت ربما لفارس واللص بعد ان كانت البداية مفعمة بالحياة والارادة والصلابة وفي ذلك توظيف ليتمة الحياة والموت من ناحية وتوظيف للنقائض من ناحية اخرى.

النفس السردي اقرب الى السرد الروائي، لكن عناصر القصة القصيرة كلها متوفرة. الزمكانية مناسبة والاحداث تساند بعضها بعضا والشخصيات مكتملة البناء وهي ديناميكة متطورة.

اللغة قوية ومكثفة وتحمل معاني بالغة التأثير.

وفي النص حشد هائل من عناصر التأثير وهو غني بالحركة والانسنة وايقاظ الحواس، ولذلك يجد المتلقي بأن النص ينبض بالحيوية.

العنوان يأسر المتلقي ويثير فضوله والبداية مزلزلة والنهاية غير متوقعه فيها انقلاب حاد.

تبدو القصة سرد لاحداث واقعية وكأننا بصدد جريمة حقيقية لكننا عندما ننتهي من النص ندرك ان القاص ربما اراد اسقاط افكاره على احداث واقعية.

وفي الجزئية التي يصف فيها القاص طريقة دخول اللص الى المنزل نجد ان القاص ابدع في الوصف وحشد تفاصيل اثرت النص خاصة انه استخدم في هذه الفقرة الارقام التي هي لغة الكون ولها وقع شديد على عقل المتلقي.

" رأى مقبض باب الغرفة يستدير ثم انفتح عندها سمع الرجل ضجيج رأى فيه أن دخوله بهذه الطريقة المفزعة تسبب في سقوط فارس من سريره إلى الأرض ,تقدم الرجل إلى فارس وفي يده مسدس من عيار 9 ملم بلجيكي الصنع وفيه مخزن يتسع لـ 13 طلقة يبدو انها ترسانة كافية لعمليات السطو على المنازل ".


شكرا لصاحب النص وارجو منه الاستمرار في امتاعنا وإن لم يكن قد فكر في كتابة رواية من قبل فعليه الاندفاع لعمل ذلك فهو يمتلك ادوات السرد الجميل حتما. وهذا الاسلوب الاقرب في تقديري لاسلوب ادجر الن بو.