الموضوع: لا
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
2079
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
04-21-2020, 01:56 PM
المشاركة 1
04-21-2020, 01:56 PM
المشاركة 1
افتراضي لا
لا
د. طاهر عبد المجيد


ها قُلْتُ: لا وبَقيتُ حَيَّاً... سالماً من كلِّ شَرْ
ردَّدتها ببساطةٍ... ما اعتدْتُها وبلا حَذَرْ
وَمَضَيْتُ لمْ أغسلْ فمي... سبعاً لكي أَمحو الأَثَرْ
أو رُحْتُ أَرقبُ من شُقوقِ البابِ زُوَّارَ السَّحَرْ
بي رغبةٌ في قولها... بطريقةٍ لمْ تُختبَرْ
أُحْيي بها من عاشَ ظِلاً في بلادي وانتحَرْ
أو من تَشَرَّدَ في المنافي هائِماً مثلَ الغجَرْ
ما عُدْتُ أَخشى قَولَها... كخطيئةٍ لا تُغتفَرْ
سأقولُ لا بلْ ألفُ لا والنَّارُ أَوَّلُهَا شرَرْ
سأقولُها لأَقولَ لا «مهديَّ» بعدُ سَيُنتظَرْ
هو فكرةٌ كالقاتِ تختزنُ الكثيرَ مِنَ الخَدَرْ
آن الأوانُ لقتلهِ... والبحثُ عن طُرُقٍ أُخَرْ
لا أدَّعي أنِّي شجاعٌ لا أُبالي بالخطَرْ
وكأنَّني في الحربِ أو في الحقِّ خالدُ أو عُمَرْ
أنا يا صديقي في السويد فلا يُفَاجِئْكَ الخبَرْ
هنا في السويد تقولُ «لا» فَتَشُمُّ رائحةَ المطَرْ
وتذوقُ نَكْهَتَها اللذيذةَ في المياه وفي الثمَرْ
لا بل وتسمعها بقلبك حيث أمعنت النظرْ
في شَدْوِ أَطيارِ الرُّبى... وحَفيفِ أَوراقِ الشجَرْ
في همهمات الريح في شكلِ السَّحابِ إذا انتشَرْ
في رَدِّ فعلِ بُحيرةٍ... تُرمى بأكثرِ من حَجَرْ
في وقعِ أقدامِ المشاةِ على الطريقِ إذا انحدَرْ
في صوتِ فتحِ البابِ في وَجَعِ الزجاجِ إذا انكسَرْ
هي بصمةٌ محفورةٌ... في كل شيء مبتكرْ
هي أُنس من يحيا هنا... وعذاب حيٍّ يحتضرْ
مهما أَعُدُّ فلن أُعدِّدَ كلَّ هاتيكَ الصوَرْ
دعني أقلْ لكَ يا صديقي بالمفيدِ المختصَرْ
جَرَّبْتُ شيئاً لمْ أُجرِّب مثلَهُ منذُ الصِّغَرْ
وعرفتُ كم هو تافهٌ... من أجلهِ تَعَبُ السَفَرْ
ها قلتُ «لا» وعرفتُ أنِّي الآنَ من جنسِ البَشَرْ