عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
4312
 
مها الألمعي
من آل منابر ثقافية

مها الألمعي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
186

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
السعودية(عسير)

رقم العضوية
9506
06-05-2014, 10:26 PM
المشاركة 1
06-05-2014, 10:26 PM
المشاركة 1
افتراضي حياةٌ مسروقة (قصة قصيرة)
حياةٌ مسروقة (1)


~



أصبحت إطلالة الشمس هي الموعد المشؤوم للبداية الجديدة
منذ عرفت هذا المكان هجرتني النهايات أنا فقط أبدأ
لا شيء ينتهي أمر مرعب أن تتعلق تعلق قهري بشيء ما
نهايته الوحيدة أن يُقطع عنك النفس وهذه بحالها بداية أخرى ترعبني جداً
لا أعتقد البتة أنني جيد للحد الذي يفرحني وضعهم لي في حفرة صغيرة ويودعونني بغير بكاء
وأُقدِم أنا على حياة أخرى لا أعرف كيف عدتي لها
صوت نشاز يقترب يأمر بالنهوض هو يعلم أننا لا ننام بكفاية ونقطع هذا الجزء اليسير
لأجل أن يتكسب هو من خلف مظاهرنا المثيرة للشفقة .. اعتراف بائس لكنها تظل الحقيقة
في اليوم الثاني لي هنا بعد أن تركني عمي لهم بتروا قدميّ
لم تسمح شدة الألم أن أفكر في لماذا فعلوا هذا ؟ سقطتُ مغمًى علي كاستجابة فورية لفعلتهم الوحشية
أوه كنت قد أخذت على نفسي وعدا أن لا أساويهم بالوحوش احتراما لها فهم أكثر منها قسوة أدنى منها رحمة
بعد أن استفقت كنت أترجم ألمي في نداءات طويلة لعمي الذي أعلم يقينا بأنه لن يعود
لكنه شيء من التمسك بالحياة
الحياة التي لا أريد أن يُقطع عنقها هنا
صوت إسماعيل يشتد ولا زلت أنا على الفراش أنتظر مساعدة من أحدهم ،كلهم نفروا إليه
اصطفوا خلف بعضهم وبعد عملية الاحصاء افتقدني وجاء بخطواته الواسعة
سقطت علي عصاه الطويلة ضربا
ثم حملني ووضعني في السيارة المهترئة كقطعة خشب عليها أن تجد مكانا مهما بلغ صغره
وتدس نفسها فيه
بطبيعة الحال لا أرد على خصومة إسماعيل ونهره وسبه لا أرد رداً فعلياً تهتز به حبالي الصوتية
وتفتح شفاهي بوابة الخروج
لكني أخبر الله عن كل شيء أخبره وأنا أعرف أنه يرى ويسمع ويحيط بكل شيء علما
أحاديثي الصامتة التي أرفعها إلى الله تشعرني بالأمان
وأنني في حماية أقوى من بطش إسماعيل وعمي
عمي الذي جعل جزءا يسيرا من الألاف السعودية أغلى مني
توقفت السيارة بعد مسيرة متوسطة الطول لكنها علي أنا الذي بالكاد أتنفس من هذا الازدحام البشري
كسنة ضوئية تُفتح الأبواب ويصطفون خلف بعضهم جلوسا على الأرض
قبل ساحات الحرم المكي ببضع أمتار ويجلسني إسماعيل على قطعة كرتون
وأستغرب في كل مرة كيف يعتقد أن الخشب قد يشكو من حرارة الأرض لكنه هذا التصرف الوحيد الذي يعاملني به
على أنني إنسان أو كائن حي هذا أكثر صدقا فأي مخلوق له روح سيشكو الحرارة
وأنا الذي سقطت إنسانيتي أكثر من يعلم كيف يُحقِّر الإنسان ألم كل مخلوق سواه
يتفقد مظاهرنا إسماعيل علها تكون ببؤس كافي لجلب كثير من المال وفي كل مرة يذهب مرتاحا
مؤمنا أنه سيحارب بنا الضمائر البيضاء التي جاءت لتودع ذنوبها في مكة وتكمل بنا عمل التُقى

*مها