عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2015, 03:55 PM
المشاركة 7
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي يوم الجمعة ( الجزء الثالث ) ياما في حكايات
رجعنا لكم بعد الفاصل اللي ههريكوا بيه كل شويه علشان تفضلوا متمسمرين هنا في مكانكم مش قادرين تقلبوا المحطة علشان تشوفوا عازف عمل ايه و ايه اللي حصل له في اليوم العجيب اللي طلع لنا بيه ده .. و طبعا بعد ما شربت الشاي و سيجارتين معاه و عدلت الطاسة زي ما هو كمان شرب الشاي ( يعني اشمعنى هو يشرب شاي و انا لأ أما عجايب و الله ) جيت لكم من تاني عشان نكمل الحكاية لحد ما يقوم يروح يصلي و نشوف سوا ايه اللي هيحصل .. يلا معايا نكمل الحكاية بتاعت اليوم اللي مش هيعدي على خير ده .






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

طبعا الصورة مليانة بالكلام اللي جواها و اللي ممكن نقول عليها أشياء كتير جدا جدا جدا . لكن ايه رأيكم لو كان ده اسلوب الحوار في القهوة وقت ما طلع صوت واحد من اللي قاعدين و كان راجل عجوز شويه و واضح ان المعسل عامل شغل كبير مع اسنانه لدرجة انه بيطلع صوته بالعافيه لكن في نفس الوقت كان بيتكلم بعصبية غريبة جدا و صوته عالي أوي لدرجة ان كل اللي قاعدين انتهبوا له و عنيهم برقت كلها مرة واحده و هو بيشوح بإيده للي قاعد جمبه لدرجة انه خبط الجرنان من ايده قطعه عشان مكتوب اعلان عن شقق سكنية متوسطة المستوى بأسعار تبدأ من 125 ألف جنيه و الباقي على أقساط كل قسط 1200 جنيه .
طب انت يا عم الحج معترض على ايه هما بيعلنوا انت مالك تقرا الإعلان ليه حد قالك انهم عايزينك تسكن في شقة زي دي مثلا .. انت تسكن في شقة أكبر من كده .
المهم الراجل اتنرفز و أخدته العصبية و فضل يزعق بعزم ما فيه و الله ده حرام عليهم لما يقولوا كلام زي ده بيحرقوا دم العالم الغلابة . هما مين دول اللي في اسكان متوسط و معاه 120 ألف جنيه على الأقل و يحط ايجار لمدة 10 سنين كل شهر 1200 جنية . دا انا عالمعاش و كنت ساعي أد الدنيا في وزارة الزراعة و لما طلعت عالمعاش كان كل مرتبي مجابش 370 جنيه . و المعاش دلوقتي مش بيكمل 200 جنيه في الشهر .
فرد عليه الراجل صاحب الجرنان و قاله طب يا عم الحج مالك في ايه متعصب كده ليه هما بيقولوا على مزاجهم احنا مالنا . قال الراجل بعصبية أكتر . لما الواد ابني عايز شقة عشان يتجوز فيها و يشوف حاجة زي دي و هو لسه يدوبك متخرج و مش لاقي شغل و شويه و هييجي يرزع جنب مني هنا عشان يطفح له كباية شاي بسبب ان مفيش مية في البيت عشان آل ايه بيصلحوا المواسير . أول مرة أشوف مواسير بتتصلح في البلد كل اسبوع . دا على اساس أننا هاريين المواسير شغل . يا سبحان الله فيهم و ياترى التصليح ده فين بالظبط إلا ما شفت عربية ماشيه بتعمل أي حاجة .
فرد عليه صاحب الجرنان تاني و قال له بردو فين المشكله انت زعلان ليه . قاله الراجل . يا ابني انت عارف يعني ايه 120 ألف جنيه يعني لو بعت كل اللي ورايا و اللي أدامي و اللي حوشته طول عمري مش هعرف أجيب طوبتين على بعض من اللي اتحطوا في الشقة دي . رد الراجل صاحب الجرنان و كان واضح ان الكلام أثر فيه و إن كان مظهره يدل انه شاب في مقتبل الحياة . يا عم الحج بالله عليك ما تقلب علينا المواجع و خلينا قاعدين كافيين خيرنا شرنا الواحد معدش عارف يعمل ايه . انا قاعد هنا من امبارح بالليل و مكسوف أروح بيتنا أو أشوف أبويا و أمي علشان كل ما أبص في عنيهم أحس اني مش قادر اعمل أي حاجة . انا خلصت دراسه من 6 سنين و معايا بكالريوس هندسة يعني باشمهندس أد الدنيا بس من منازلهم . كل ما اروح أي مكتب اشتغل فيه خاص يقول لي هنختبرك 6 شهور معانا بدون أجر و بعد كده نشوف هنقدر نشغلك معانا ولا لأ .
و أنزل المواقع و اتلطع في الشمس طول اليوم من صباحية ربنا لحد ما الدنيا تليل و ارجع البيت زي الفرخة المدبوحه يدوب أشوف السرير معرفش انا فوق الدنيا ولا تحتها و تاني يوم الصبح ألاقي أبويا بيعطيني اللي فيه النصيب علشان مواصلاتي و احتياجاتي . طب أنا اعمل ايه و هو على أد حالة يدوبك مصاريف اخواتي اللي في التعليم و كان فاكر اني لما أخلص هقف جنبه و اساعده لقاني زودت عليه الحمل زيادة . حتى الجرنال اللي انت قطعته ده مش بتاع النهارده ده جرنال أنا جايبه من أسبوع عشان انشغل فيه عن البلاوي اللي جوايا لدرجة اني حفظت كل كلمة فيه و أوقات كنت أستخدمه فرش أنام عليه في أي حته وقت ما اكون عايز أنام كل ده عشان اكون قريب من المكان اللي انا ماسك إشراف عليه و مرجعش البيت علشان مكلفش أهلي فوق طاقتهم .
في الوقت ده دخل القهوجي في الكلام و قال له طيب يا باشمهندس أنا راجل خريج كلية حقوق يعني محامي أد الدنيا و من 10 سنين و انا متخرج رحت مكاتب محاماه علشان اتدرب فيها و لعل و عسى ممكن أشتغل فيها . بعد ما أقضي فترة في التدريب و الكتابة و المذكرات للباشا المحامي الكبير ييجي يقول لي انا ممكن أعطيك 200 جنيه في الشهر و 50 جنيه من كل قضية تجيبها للمكتب . يعني لو جبت لي قضيتين تلاته بالكتير من المحكمة أكون قدرت ألم لي حوالي 350 جنيه و بعد ما لفيت و حفيت رجليا من الدوران عالمكاتب دورت على بلد تانيه أروح لها علشان اهرب من بلدنا و مصمصة الشفايف من اللي رايح و اللي جاي لما يشوفوني و انا عامل زي الشحات في المحكمة عشان اجيب لي قضية للباشا صاحب المكتب واطلع بال 50 جنيه منها . و لما جيت هنا من 7 سنين اشتغلت مساح جزم ( أكرمكم الله حذاء ) معايا صندوق وورنيش و أمشي على القهاوي أمسح للناس و ألمع لهم و في يوم طلب مني صاحب القهوة اني اقف معاه هنا لأنه حس اني طيب و ابن حلال و أمين و اديني معاه من 7 سنين . و لا حد يعرف عن أي حد أي حاجة و كلنا في الغلب مع بعض .
و عازف بين هذا الحديث يكلم نفسه . يا ترى مين في الناس دي غلطان و مين بيتكلم صح .
لأنه بمنتهى الصراحه كان كل ما يسمع قصة من قصص الناس اللي قاعدين دول حتى القهوجي المبتسم . يقول و الله الراجل ده بيتكلم صح .
في اللحظة دي يقطع التفكير صوت المسجد ليعلن عن القرآن الكريم و افتتاح مراسم صلاة الجمعة . فيتوقف الجميع عن الكلام و يبدأوا في مساعدة القهوجي في لم الكراسي من الشارع و جمع الكبايات و الفناجين من كل مكان و يدخلوا جميعا علشان نقف صف أدام الحنفية اياها علشان نتوضا و نروح صلاة الجمعة .
و بعد ما اتوضيت يعني بعد ما جه عليا الدور و اتوضيت بسرعة طبعا عشان مضيعش مية كتير لأنها كانت ضعيفة جدا و كنا خايفين تقطع خرجت برا القهوة ووقفت أفكر في سؤال صعب جدا ...

أصلي الجمعة فين بمنظري المهبب ده . هقدر أدخل المسجد إزاي و انا بالبيجاما كده .
بصراحه منظر مهبب اللي كان فيه عازف و كلامه لنفسه كان مأثر في نفسيته أوي لدرجة انه كان هيعيط أنه مش هيقدر يدخل المسجد بالبيجاما .
وقف عازف يبحث عن مسجد يكون فيه كلام الخطبة مهم أو له معنى و بيخاطب فيه الخطيب حاجة معينة في سلوكيات الناس أو انه يعلمنا حاجة من تعاليم الدين . و أخيرا وجد أحد الخطباء بيتكلم عن شيء محتاج يسمعة أوي عازف .. الخطيب كان بيتكلم على الصبر . ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااه أد ايه الكلمة دي ريحته أوي . مشي عازف ناحية الباب و قبل ان يدخل افتكر انه بالبيجاما . لف نفسه و راح قعد على استراحه من بتوع انتظار الميكروباص القريبه من المسجد عشان يسمع و لما الخطيب يقيم الصلاة يقف مع الناس اللي هتهجم على الجامع وقت إقامة الصلاة بسرعه و معاها سجاجيد الصلاة بتاعتها و هو يروح يقف معاهم و يصلي مع أي حد تاني على السجاده بتاعته .
و سمع عازف للخطيب و هو يتكلم عن الصبر على الشدائد و أن كل شيء في الحياة صعب و مفيش راحه و دايما الانسان مخلوق للتعب و المشقة و ان أوقات الراحه عنده قليلة جدا علشان يكون دايما في حاجة انه يدعي ربنا أكتر و يخضع لطاعة الله أكتر و اكتر .
أثر الكلام أوي في نفسية عازف لدرجة انه كان هيعيط من اللي جواه من تعب و من منظره و ان الناس بتعدي ادامه تشوفه و هو قاعد تستغرب أوي الراجل ده قاعد كده ليه .
المهم أقام المؤذن الصلاة من هنا و خير اللهم اجعله خير هجوم جحافل من التتار على المسجد علشان تلحق الصلاة . دا المسجد من جوا يا اخوانا فاضي . ( ولا حياة لمن تنادي ) الناس متمسمرة في الشارع و كل واحد فارد السجاده بتاعته أدامه و الصفوف معووجة و اللي بيسأل التاني القبله منين و حاجة توجع القلب . طيب يا اخوانا ما في جوامع تانيه لسه مخلصتش ما تروحوا هناك . لأ اصل الجامع ده ناس كتير بتنتظره لأنه اسرع جامع بيخطب و بيخلص الصلاة بسرعة انما الجامع التاني ده تبع جماعة اسلامية بياخد في الخطبة لحد قبل صلاة العصر و احنا مش فاضيين يا عم انت ( الله أكبر ) .. وقف عازف يخبط كف على كف و استحضر عظمة و جلال الصلاة و بدأ يساعد الناس اللي جنبه على انهم يقفوا في صفوف معتدله . و قال ( الله أكبر ) ....





و هنا يا مشاهدينا الآعزاء عرفنا اليوم مشي إزاي مع عازف لحد ما جت الساعه حوالي 1و نص الضهر . يا ترى يا هل ترى ايه اللي مستخبي لك يا عازف لحد ما تروح ترمي نفسك على السرير أو على الأرض الله أعلم ....................

نطلع فاصل تاني و اللي هيتكلم هو حر .
فاصل أعزائي المشاهدين و نرجع لكم تاني .. و اياكم اياكم تغيروا المحطة خليكم معانا شويه

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب