عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 10:33 PM
المشاركة 44
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المشهد ( الثامن عشرة ) خروج الروح الكافرة **



= السلام عليكم أيها الأحياء الميتون عما قريب =
في هذا المشهد قول الله تبارك وتعالى
( ولكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) (34) الأعراف

نعم اذا جاءت ساعة الوفاة فلا تتأخر ولا تتقدم
– فالأجل والرزق–
أمران لم يختلف عليهما العلماء على أنهما مكتوبان ومحددان لا يتغيران أبدا-
فعندما يحين الأجل لا يستأخر ساعة ولا يستقدم ساعة – وقد أوضحنا في الأمس مشهد قبض روح المؤمن – كيف ينسل عزرائيل روحه من جسده كما يسل الشعرة من العجين
– وفي مشهد اليوم سنحدثكم كيف يسلخ عزرائيل روح الكافر من جسده –
وستلحظون الفرق بين خروج روح المؤمن – وخروج روح الكافر -

= فقال عليه الصلاة والسلام : إن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر
ثم يجيء ملك لموت حتى يجلس عند رأسه فيقول :
أيتها النفس الخبيثة أخرجي الى سخط من الله –
قال :فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح
ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث؟
فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا –
حتى ينتهي به الى السماء الدنيا فيستقتح له فلا يفتح له –
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى
فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له : من ربك فيقول هاه هاه لا أدري –
فيقولان : ما دينك فيقول : هاه هاه لا أدري
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم
فيقول : هاه هاه لا أدري –
فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وهمومها ويضيق عليه قبره حتى يختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول :
من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث – فيقول رب لا تقم الساعة


= وفي رواية أبي داود وغيره ثم يقبض له يعني للكافر أعمى أصم ومعه مرزبة من حديد
لو ضرب بها الجبال لصارت ترابا فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب
إلا الثقلين فيصير ترابا ثم يعاد فيه الروح

= ها قد رأيتم كيف يقبض عزرائيل روح الكافر-

= وبهذا المشهد تنتهي حياة الآنسان - ويسجل في سجل الوفيات وينتهي أمره ككائن حي
ويسارع أهله في تجهيزه لدفنه فيغسل ويكفن – ويحتفر له قبره –
وينزل فيه – ويسوى فوقه التراب ويملأ عينيه وفمه وأذنيه وكأن شيئا لم يكن
وهنا يأتي الامتحان الصعب ! هذا الامتحان هو آخرالامتحانات بل وأصعبها وأشقها -
ولا مجال لاعادته فاذا كان الميت مؤمنا بالله حق الايمان لم يتتعتع ولم يتردد
وأجاب عن أسئلة الملكين بيسر وسهولة واتسع عليه قبره وكان روضة من رياض الجنة
واذا كان فاجرا من الأشقياء اشتعل عليه القبر نارا وأقعده الملكان
فتانا القبر وهما منكر ونكير- وهما ملكان موكلان بسؤال الميت في قبره
وهذان الملكان أزرقان أفرقان لهما أنياب وأشكال مفزعة وأصوات مزعجة وحان موعد السؤال من ربك ومن نبيك وما دينك ؟
فتراه يتتعتع في الكلام ويتردد ولا يفقه ما يقول
فيقول كالأبله ( ها ها ) – فتراه يضيق عليه قبره ويشتعل عليه نارا - فلا صلاة تقف عن يمينه – ولا صيام يقف على شماله ولا قرآن ينير ظلمة قبره

= فاكثر من قراءة القرآن الكريم – وتحديدا سورة يسن التي تسمى قلب القرآن
فقد ورد أنه ضرب بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر
وهو لا يحسب أنه قبر.. فاذا قبر انسان يقرأ فيه ( سورة الملك ) حتى ختمها
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله
ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر- فاذا قبر انسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها – فقال النبي (صلى الله عليه وسلم هي المانعة.. وهي المنجية .. تنجيه من عذاب القبر) .

ها قد رأيت كيف أن قراءة سورة الملك تنجيك من عذاب القبر-
والقرآن بشكل عام يكون شفيعا للإنسان
ولكن هناك بعض السور لها خصوصية ومكانة خاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم
منها سورة الملك والإخلاص والحشر والرحمن وفصلت والكهف وفاتحة الكتاب ويسن

فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم قال :
إن في القرآن لسورة تشفع لقارئها ويغفر لمستمعها
ألا وهي سورة يسن تدعى في التوراة المعمة
قيل : يا رسول الله وما المعمة ؟ قال: تعم صاحبها بخير الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة
وتدعى الدافعة القاضية
قيل : يا رسول الله وكيف ذلك ؟
قال : تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة
ومن قرأها عدلت له عشرين حجة
ومن سمعها كانت له كألف دينار تصدق بها في سبيل الله
ومن كتبها وشربها أدخلت في جوفه ألف دواء
وألف نور وألف يقين وألف رحمة وألف رأفة وألف هدى ونزع عنه كل غل

= والانسان العاصي ا ذا خرجت روحه من بدنه وكفنه أهله ودفن تحت التراب وسوي عليه التراب وعاد أهله من المقبرة
يدرك أنه في القبر فيحاول اللحوق بهم لكنه لا يستطيع فتبدأ رحلة العذاب داخل القبر عندها
يسأل الله الرجعة – أي الرجوع الى الدنيا – حتى يعمل صالحا ولا يكون بهذا الحال –

= فكان الربيع رحمه الله قد احتفر قبرا في بيته – وكان يأوي اليه ويغطيه بخشبة- ويجلس فيه على هيئة الميت- يفكر في حاله ويتذكر فتنة القبر- وسؤال منكر ونكير فاذا اشتد به الحر وقرب الظلام نادى بأعلى صوته ( رب ارجعون- لعلي أعمل صالحا ) 99 المؤمنون
ثم يرفع الخشبة ويقول : يا نفس ها أنت قد عدت فاعملي ما قلت .
= فاقرأ المعمة –واقرأ المانعة والمنجية – لتدافع عنك في قبرك -


لا تنسوني من الدعاء ..
ألقاكم في الغد القريب بإذن الله تعالى .. هذا إن عشت ليوم الغد

..... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف