عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 12:15 AM
المشاركة 42
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المشهد السادس عشر من مشاهد الرحلة الى المقابر
( صفة الموت)






= أنت الآن مسجى على فراش الموت تنتظر ملك الموت
يدخل عليك – اما يبشرك بالجنة أو بالنار -
الان سأترك وصف خروج الروح لمن وصفوها
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لو أن ألم شعرة من شعر الميت
وضع على أهل السموات والأرض لماتوا أجمعين
لأن في كل شعرة ألم الموت ولا يقع الموت ولا يحل في شيء
إلا مات
= وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال :
لو أن قطرة وضعت على جبال الدنيا كلها لزالت .

= وروي أيضا – أن النبي ذكر الموت وغصته وألمه
فقال : هو قدر ثلاثمئة ضربة بالسيف .

= وقال شداد بن أوس يصف الموت :
الموت أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلي في القدور – ولو أخبر أهل الدنيا بالموت
لما انتفعوا بعيش ولا تلذذوا بنوم –

= وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار :
حدثنا عن الموت ؟؟
فقال : هو كغصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل
فأخذت كل شوكة بعرق
ثم جذبه رجل شديد الجذب فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى

= هل لك أخي المستمع بعد كل ما استمعت اليه
من وصف الموت أن تعيش المشهد بكل ما فيه بدقة
تخيل ألم ثلاثمئة ضربة بالسيف
تخيل أنك تنشر بالمناشير وتقرض بالمقاريض ؟
وكأنك بداخل قدر تغلي فوق النار ؟


= وروي عن الحسن رحمه الله أنه قال :
لما مات خليل الرحمن اجتمعت اليه أرواح الأنبياء
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقالوا :
إن الله تعالى اتخذك خليلا من بين سائر الأنبياء والرسل
فان كان الموت خفف عن واحد فأنت هو
فأخبرنا كيف وجدت طعم الموت ؟
فقال : أواه – وجدته والله شديدا – والذي لا اله غيره –
هو أشد من الطبخ في القدور – والقطع بالمناشير-
أقبل ملك الموت نحوي بكلوب من حديد –
فأدخله في كل عضو مني – ثم استل الروح من كل عضو
حتى جعلها في القلب -
ثم طعن في القلب طعنة بحربته المسمومة بسم الموت
فلو أني طبخت في القدور سبعين مرة
لكان أهون علي
فقالوا : يا ابراهيم – لقد هون الله عليك الموت –
فاذا كان هذا حال الأنبياء فما يصنع بالمخطئين ؟
كفى بالموت طامة
واذ بجبريل عليه الصلاة والسلام عندهم يسمعهم فقال لهم :
يا أرواح الطيبين ما بعد الموت أشد وأطم وأعظم من الموت .

= وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
الموت غصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل
أخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب
فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى .
= وذكر في بعض الأخبار أن داود عليه السلام
كان في محرابه فاذا بدودة كالذرة – فقال في نفسه :
ما يعبأ الله بهذه الدودة ؟
فأنطقها الله سبحانه وتعالى وقالت :
والله يا داود اني أعبد الله سبحانه وأخافه وأسأله
أن يهون علي الموت

= وروي أيضا أن موسى عليه السلام لما صارت روحه الى الله سبحانه وتعالى قال :
يا موسى كيف وجدت الموت ؟
قال موسى : وجدت نفسي كالعصفور حين يقلى على المقلاة
لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير.

= وفي رواية أخرى – قال موسى :
وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد القصاب .

= وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال لابنه عند الموت :
ليتني ألقى رجلا عاقلا عند نزول الموت يخبرني بما يجد
فقال له ابنه : قد نزل بك الموت فصف لي الذي تجد ؟
فقال لي : يا بني كأن جنبي في تخت
وكأن غصن شوك يخرج من قدمي الى هامتي
وكأني أتنفس من سم إبرة( ثقب ‘برة)
ثم مد يده وقال : اللهم لا قوي فأنتصر
ولا بريء فأعتذر – اللهم اني مقر مذنب مستغفر
ثم مات رضي الله عنه -

= وجاء أيضا : ‘ن الله سبحانه وتعالى قال لابراهيم صلى الله عليه وسلم لما مات :
يا خليلي مت – قال : يا إلهي مت
قالها ورددها عليه ثلاثا – قال الله تعالى :
يا خليلي كيف وجدت طعم الموت ؟
قال ابراهيم صلى الله عليه : كسفود
( والسفود عود من حديد يوضع فيه اللحم ليشوى )
محمي جعل في صوف رطب ثم جذب –
قال الله سبحانه : أما أنا قد هونا عليك الموت

= هذا أهون الموت – عود من حديد محمي جعل في صوف رطب ثم جذب من الجسم
يا الهي – رحماك يارب هون علينا الموت
اذا كان هذا أهون الموت عند خليل الله ابراهيم
فكيف يكون الموت علينا
بل كيف يكون الموت على الظالمين ؟
يقول الله جل وعلا
( ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم ..) الآية 93 الأنعام

= هذا حال الظالمين – فما هو حال المؤمنين –
ومع أن للموت كربة شديدة إلا أن رحمة الله تعالى بالمؤمنين تخفف هذه الكربة عنهم ويتلقاهم بفضله
فقد روي أنه لما مات عبد العزيزبن سليمان العابد
رآه بعض أصحابه وعليه ثياب خضر
وعلى رأسه اكليل من لؤلؤ
فقال : كيف كنت بعدنا وكيف وجدت طعم الموت ؟
وكيف رأيت الأمر هناك ؟
قال : أما الموت فلا تسأل عن شدة كربه وغمه
إلا أن رحمة الله وارت عنا كل عيب وما تلقانا إلا بفضله .

= ويروى انه لما احتضر صخر بن الحارث
قيل له : كأنك تحب الحياة؟ قال : القدوم على الله شديد .

= الموت من الأشياء المخيفة ومن الحقائق المكروهة
ولكن ليس الكل يكره فهناك يرجو لقاء الله
ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

= ويروى أن الخليفة سليمان بن عبد الملك
قصد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد منصرفه من الحج وكان معه من ذوي خاصته
ابن شهاب الزهري ورجاء بن حيوة وغيرهما فسأل :
أما ههنا رجل ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقيل له : بلى ههنا أبو حازم أدرك منهم من أدرك
وأخذ عنهم فقهه وعلمه
ولو أرسلت اليه يا أمير المؤمنين أتاك
فبعث اليه فجاءه وجلس ثم سأله :
ما لنا نكره الموت يا أبا حازم ؟
قال : لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم
فأنتم تكرهون النقلة من العمران الى الخراب
قال سليمان : صدقت يا أبا حازم
فكيف القدوم على الآخرة ؟
قال : أما المحسن فانه يقدم على الآخرة كالغائب يقدم على أهله من السفر
وأما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتفاه
فإن شاء عفا وان شاء عذب
فاستعبر سليمان وبكى بكاء شديدا
وبكى من حوله

= فاللهم هون علينا الموت وسكراته
والسلام عليكم دار قوم مؤمنين -
لا تنسوني من الدعاء ..
ألقاكم بإذن الله تعالى في المشهد القادم.
هذا إن عشنا ليوم الغد


........ يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف