عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2013, 11:34 AM
المشاركة 1365
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مشاهدات في حياة «يتيم» (1-4)
سمير محمد

نقلا عن ....صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٧٨) صفحة (١٩) بتاريخ (١٦-١٢-٢٠١٢) حيث نشرت اولا.
٢٠١٢/١٢/١٦



يتعرض الأيتام «مجهولو النسب» لعدد من المنغصات التي تسبب لهم جوعاً عاطفياً، وانكسارات معنوية، وتذبذباً في التفكير، لهذا أحببت أن أوضح شيئاً من هذه المشاهد المؤثرة، وللأمانة في القول والنقل، وعدم النقد الشمولي أو الإسقاط على أحد؛ فكل ما أنقله من المشاهد كانت لمرحلة ماضية قبل «خمس وعشرين سنة» عندما كنت طفلاً. أما الآن؛ فللأمانة لا أعلم عن أحوال الدور شيئاً، فمنذ المرحلة الجامعية انقطعت علاقتي بالشؤون الاجتماعية تماماً، كما أنه من باب الإنصاف أيضاً أن الملاحظات التي سأوردها فإن الشؤون الاجتماعية -ككيان- بريئة منها، فهي تصرفات فردية لا تمثل إلا «بعض» الأشخاص أو الموظفين التنفيذيين داخل الدور الذين قد يتصرفون بطريقة فردية، فالمشكلة تكمن في التنفيذ داخل الدور، وليس في التشريع، فبعضهم قد يجتهد اجتهادات شخصية تنقصها الاحترافية والاحتواء، وينتج عنها آثار سلبية تؤثر في نفوس الأيتام سلباً، ومن تلك السلبيات والمشاهد ما يلي:
من المنغصات التي تواجه «اليتيم» التغيير المفاجئ للمرضعات والأمهات البديلة، وفريق العمل في مراحل متعددة من حياة الطفل، وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً فى عدم استقرار الطفل فى دار الأيتام من الناحية النفسية والعاطفية وعدم شعوره بالاستقرار، فهو محاصر دائماً بإحساس الفقد وعدم الاستقرار الوجودي أو المكاني مما يحسسه بعدم الأمان النفسي، فقد تعود منذ نعومة أظافره أن العالم حوله متغير متحرك لا يخضع لأى درجة من الاستقرار والثبات، فهو بشكل دائم معرض للفراق والبعد عن الآخرين، بعدما كون معهم لغة حوار، وحالة من الاستقرار مع الطرف الآخر الذى يتعامل معه مباشرة، ثم فجأة يغيب عنهم دون اعتبار لرغبته وتقبله.
ومن السلبيات أيضاً التي تواجه «اليتيم»، الازدواجية في التربية، وعدم وضوح فلسفة التربية والعقاب، فتجد أن الطفل «اليتيم» يخضع للعقاب على السلوك بحسب طبيعة شخصية من يعاقبه، فإن كانت الأم البديلة التى كانت تعمل معه ترفض سلوكاً معيناً بحكم التربية والتنشئة التى خضعت لها؛ فإنه يعاقب عليه بطريقة أخرى تعودت عليها الأم البديلة الأخرى التى تراها من وجهة نظرها صحيحة، ويمكن ألا يعاقب الطفل «اليتيم» على نفس هذا السلوك مع أم بديلة أخرى، ومع مراقب ومشرف آخر، فيخضع لتربية مختلفة، وأسلوب عقاب مختلف، ناهيك عن أن نفس السلوك فى نفس الفترة قد تقبله الأم البديلة من طفل ولا تقبله من آخر، أو تقبله المديرة فى وجود زيارة للدار ولا تقبله فى وقت آخر.
إلا أن أهم الحاجات التي يحتاج إليها الطفل «اليتيم» بدرجة كبيرة نظراً لأهميتها كونها مطلباً أساسياً للطفل حاجتة الماسة للأمن سواء كان الأمن المكاني، أو الأمن النفسي، أو الأمن الوجودي، فالأمن من أهم الاحتياجات الفسيولوجية؛ فتخيل لو أن لديك كل شيء وينقصك الإحساس بالأمان النفسي عندها سوف تفقد كل الأشياء مهما كانت جميلةً قيمتها؛ لأنك ببساطة لا تحس بالأمان عندها ستفقد الاستمتاع بالحياة.
ومضة حقيقة
«برنارد شو» حكيم ساخر خلد التاريخ أقواله، يقول: «نعلم الطفل الكلام ثم نبذل جهداً أكبر لنسكته، حرية التعبير هي الحق الأول في دستور العالم الأول».

=====================
ان اردت التعرف على اثر اليتم ومآسي وظروف الطفولة على الدماغ وصناعة العبقرية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية ...انقر على الرابط ادناه .