عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2011, 10:28 AM
المشاركة 114
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابرز العناصر المؤثرة في طفولة وحياة الروائي الكبير احمد ابراهيم الفقيه:

- ولد أحمد إبراهيم الفقيه في 28 ديسمبر 1942 في بلدة مزده جنوبي طرابلس، ليبيا.

- ترك القرية مع أبيه وعمره خمسة عشر عاما إلى طرابلس حيث عمل أبوه فى التجارة وكان أبوه يأمل أن يراه مثل جده الفقيه الذى كان مدرسا فى القرية وترك مؤلفات مخطوطة احترقت فى إحدى الهجمات الإيطالية على المدرسة القرآنية (التى كان يعمل بها مدرسا.

- بدأ ينشر مقالاته وقصصه القصيرة في الصحف الليبية بدأ من العام 1959، اتفوز مجموعته القصصية "البحر لا ماء فيه" بالمركز الأول في جوائز اللجنة العليا للآداب والفنون بليبيا.

- التحق بالمعهد الدولى للتنمية المجتمعات التابع لليونسكو بالقاهرة عام 1962م وبعد حصوله على المؤهل سافر إلى انجلترا للحصول على درجة الدكتوراه فى الأدب الحديث من جامعة أدنبرة وكان ذلك فى الخامسة والعشرين من عمره عام 1967 .

- عمل في عدد من المؤسسات الصحفية كما عمل سفيرا لليبيا في أثينا وبوخارست

- كان زمن الفقيه زمناً مفعماً بصراعات وتقلبات، واحتلال أجنبي ومقاومة شعبية...

- الفقيه مسكون بعشق أرض التي نشأ عليها وصحراء تمرغ على رمالها...

- روايته خرائط الروح المكونة من 12جزء، تؤرخ لمراحل من حياة شخصية الرواية الأولى(عثمان الشيخ) ، بين أفراد قبيلته، ثم انتقاله للمدينة واندلاع الحرب العالمية وانخراطه في حياة عسكرية مع محتل، ونزوحه للحبشة، ورجوعه إلى الصحراء وقيامه بمقارعة المحتل، ونهايته كبطل وطني بعد ذلك.... وكأن الفقيه يكتب في هذه الرواية شيئا عن سيرة حياة جده الذي يتحدث عنه في أمكان أخرى.

- ينظر الى بطل الرواية (عثمان الشيخ)، على انه بطلاً إشكالياً تراجيدياً، تقلّب بين الوصولية والواقعية والبراغماتية، يحب ويرحل ويتغرب ويتطور فكراً ويتحول من حال الى حال، تتنقل روحه بين تكوينه الأول كقروي بسيط في قرية لا وجود لها على أرض الواقع، وفي بيت مهجور يختلي فيه، وفي تعليمه للقرآن وعشقه للمرأة الزنجية، وبين هروبه الى الحبشه، وتجنيده وبعد ذلك انسلاخه عن كل ذلك وارتباطه بالمقاومة الشعبية، وتالياً موته شهيداً تخلد الناس ذكراه، ( يذكر ان جد الفقيه مات شهيدا في مقاومته للاحتلال الايطالي).

- عبر في روياتة الثلاثية عن الصراع النفسي الذي يعيشه المغترب و استلابه من الحياة عبر اختلافات الشرق و الغرب ومحاولة البحث عن حالة التوازن.

- في رده على سؤال : من أين تستمد روح الكتابة ؟ يقول الفقيه تأتي الكتابة من ناحية : " من إحساس الكاتب بمآسي الشارع ، وبهدف المتعة والإحساس براحة.

- استطاع أن يهرب من مقصلة القذافي‏,‏ وأن يبدع بعيدا عن سمائه‏,‏ ويحتل مكانة مرموقة في أرض غير الأرض التي ولد فيها‏, وعبر رحلة طويلة وصعبة من الإبداع .

- قول انه ولد في قرية تقع علي تخوم الصحراء, وهي اقرب ان تكون واحة وكان مصدر رزق الواحة هو الاشتغال بالتجارة مع أهل البادية, وكانت القرية تخلو تماما من أي متع الحياة.

- لم يكن المكان وقتها يساعد علي الاستمتاع بالحياة وممارسة ألعاب الطفولة الموجودة في البلاد الأخري أو توافر فرص للتعليم والتثقيف والتحصيل العلمي.

- يقول الفقيه عن طفولته "لقبت عائلتي باسم الفقيه, وهذا اللقب لقب به جدي المباشر, وتصادف وقت اشتغال جدي بهذه المهنة أن حدث تطور في طريقة التعليم علي يد محمد علي السنوسي صاحب الطريقة السنوسية فأنشأ زاوية في مزده( مدرسة قرآن) بدلا من الطريقة البدائية في تعليم الأولاد تحت شجرة في العراء, بعدما وجد السنوسي البؤس والجهل والاحتياج يعم المجتمع الليبي, فبدأ بإنشاء الزوايا السنوسية بليبيا, وكانت مزده هي ثاني مركز لهذه المدارس, وصار جدي أحد مدرسي هذه الزاوية ثم أحد مسئوليها".

- ويقول "لكن القدر لم يمهل جدي أن يعلم أولاده كلهم, وكان أبي أصغر أبنائه, فلم ينل حظه من التعليم إلا لماما, أي ما يعينه علي القراءة والكتابة, وتزامنت وفاة جدي مع مجيء الإيطاليين إلي ليبيا, فعمل والدي بالتجارة وأنشأ حانوتا اي محلا لبيع ما يحتاجه أهل البادية. ثم أنشأ الإيطاليون مدرسة ابتدائية حديثة بالقرية, غير أن الناس انفضوا من حولها, نظرا لأن التعليم فيها كان باللغة الإيطالية, فخاف الناس علي أولادهم من هذا النهج, فلم يقبلوا عليها, حتي عدل الإيطاليون من طريقتهم لإغراء الأهالي فأدخلوا فيها المناهج العربية بجانب الإيطالية, وانتهي الأمر إلي أن صارت تعلم العربية فقط, وكان ذلك في أواخر الأربعينيات, وكانت المدرسة تقتصر علي المرحلة الابتدائية فقط.

- وفي رده على سؤال : هل تعتبر أن وفاة الجد شكلت مرحلة مفصلية في حياتكم؟
- أجاب الفقيه : " لا أستطيع أن أجزم بذلك, ولكن كما قلت لك من قبل إن وفاة الجد تزامنت مع دخول الإيطاليين إلي ليبيا,فانصرف الناس عن التعليم نتيجة عدم الاستقرار, ومع ذلك فلم يتغير وضعنا أو مركزنا بالقرية, حيث كان عمي الأكبر هو شيخ القرية إلي أن اصطدم بالإيطاليين فعزلوه من منصبه".

- يقول عن انتقاله للدراسة إلى طرابلس "الحقيقة أن ذهابي إلي طرابلس تأخر كثيرا, وذلك نظرا لظروف المكان, إذ كان يأتينا فصل الربيع محملا بالرزق وكان والدي يضطر إلي الاستعانة بي, وكان ذلك يتسبب في تركي الدراسة, وحدث ذلك في عامين".

- ويقول فر رده على سؤال: كيف هربت من هذه المقصلة؟ "هم حاربونا وحاصرونا بكل الأساليب الممكنة, وكنت ضمن من تمت محاربتهم, وطاردوني في كل مكان ذهبت إليه, ويهمني أن أشكر الناس الذين ساندوني رغم التعليمات المستمرة والدائمة من رأس النظام بمحاربة من يصنع لنفسه اسما, لأنه يمارس سياسة محو كل الأسماء إلا اسمه هو فقط.

- يصف زمن حكم ألقذافي الذي في خضم الأحداث الجارية حاليا في ليبيا وتسارعها ما تعليقك؟ علينا أن نطوي هذه الصفحة السوداء المؤلمة من التاريخ الليبي, التي استمرت أكثر من أربعة عقود, وذاق فيها شعبنا الويلات علي يد نظام دموي إجرامي متخلف".

خلاصة،،،
واضح أن احمد إبراهيم الفقيه هو أيضا ابن الصحراء، أي انه ابن الشقاء والموت المصاحب لقساوة الحياة في تلك الصحراء كما يقول إبراهيم الكوني، لكن ربما أن هناك عوامل أخرى مهمة أثرت في صناعة احمد الفقيه بالإضافة إلى بيئة الصحراء القاسية وهي موت الجد ( الفقيه المربي والمختار والمدرس والشيخ) الذي تزامن مع دخول الايطاليين إلى ليبيا، أي بينما كان احمد طفلا، ثم حالة الفقر التي كانت تعيشها العائلة مما اضطره للانقطاع عن المدرسة لعامين كاملين لكي يساعد والده في تجارته مع أهل البادية، ثم اثر الاستعمار وإجراءاته ومن ثم بروز المقاومة وبالتالي انتشار الموت في كل مكان، ثم انتقاله وعمره 15 عام إلى طرابلس للدراسة هناك ثم استمرار المعاناة بسبب طبيعة النظام السياسي الذي تحكم في ليبيا والتي وصفها الفقيه بالصفحة السوداء التي امتدت أربعة عقود.

طبعا واضح إن تفاصيل دقيقة عن طفولة الفقيه المبكرة خاصة فيما يتعلق بموت الأب وألام ، والمرض النفسي او الجسدي والحوادث التي يمكن ان تكون قد تركت اثرا نفسيا او جسديا كل ذلك غير متوفر وللأسف، ولا يجود تسجيل تفصيلي لمثل تلك الأحداث التي يمكن أن تكون مؤثره لكن يمكننا ان نقول بأنه عاش حياة ازمة في طفولته المبكرة كنتيجة لكل تلك العوامل المذكورة ( الموت، والصحراء ، والفقر، والغربة الداخلية، والغربة الخارجية، وظلم ذوي القربى).

مأزوم.