عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2010, 08:15 PM
المشاركة 24
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (20)

قمْ يا وليدُ شفاكَ الله


مهداةٌ إلى الشاعر وليد قنباز
وقد أقعده المرض




حطَّمتُ من حُرقتي دَنِّي وأقداحي
ورحتُ أشربُ آلامي وأتراحي

أنوسُ كالظلِّ في أضواءِ راعشةٍ
كطائرٍ جِدِّ غدَّاءٍ وروَّاحِ

وهناً تؤرجحُني الأضواءُ مختلِجاً
مالي يدٌ في اختلاجاتي كلَّواحِ

أهيمُ في " صالة الإبداعِ "* أسألُها
عمَّنْ غزاها بأقلامٍ وألواحِ

أديرُ عينيَّ في أرجائها وجِلاً
أُقلِّبُ الطَّرفَ بحثاً عنك يا صاحِ

وأحبِسُ الدَّمعةَ الحرَّى وأُطلقُها
إذْ لمْ أَجدْكَ مع الفرسانِ في السَّاحِ

* * *
" وليدُ " يا بسمةَ الشِّعرِ الذي انبثقتْ
أنوارُه في شراييني ومصباحي

" وليدُ " يا مبدِعَ السِّحرِ الذي شهدتْ
له المنابرُ في شرحٍ وإيضاحِ

" وليدُ " يا فاتحاً لي كلَّ مُغلقةٍ
إنِّي كسرتُ بقُفلِ الغيبِ مفتاحي

* * *
ماذا أقولُ ؟ ومنْ يُزجي ندى قلمي
وكيف أُوجِزُ أفكاري لشُرَّاح ؟

وكيف أشدو ولا ألقاكَ مبتسماً
بين الحُضورِ ولم أُبصِر سوى اللاحي

قفْ يا وليدُ على ساقيكَ منتصباً
بإذنِ ربِّكَ واهجُرْ كلَّ جرَّاحِ

قفْ يا وليدُ وبادرْ بالمسيرِ إلى
دارِ الثَّقافةِ لا تسمعْ لنُصَّاحِ

أُتلُ المثانيَ واستنجدْ بمن نزَلتْ
آياتُهُ هديَ أفكارٍ وأرواحِ

عُدْ للحديقةِ صدَّاحاً على فَننٍ
وانْسَ السَّقامَ وغازلْ كلَّ صدَّاحِ

أين الهديلُ وأين الرَّاحُ هلْ نفدتْ ؟
أين العنادلُ هل نامتْ بأدواحِ ؟

* * *
أشرِقْ " وليدُ " علينا في مجالسِنا
فخَمرةُ الشِّعرِ قد حنَّتْ لأقداحِ

والمصبِياتُ على شَدْوٍ وهدهدةٍ
تشتاقُ عِطرَ الهوى من كلِّ فوَّاحِ

ذوِّبْ يراعَكَ توِّجها بمُرقصةٍ
من فنِّكَ البكرِ واسكُبْها مع الرَّاحِ

إنَّا عهِدناكَ وضاحَ السَّنا عبِقاً
كالزَّهرِ في كلِّ إمساءٍ وإصباحِ

* * *
قُمْ يا " وليدُ " شفاكَ اللهُ صلِّ بنا
وادعُ الإلهَ بتجويدٍ وإفصاحِ

لُذْ بالذي قدَّرَ البلوى وأنزلَها
واجأرْ إليهِ بإصرارٍ وإلحاحِ

إنِّي أُصلِّي وأدعو اللهَ مُبتهِلاً
كيما تعودَ لإنشادٍ وتَصداحِ

فاللهُ يُصغي لعبدٍ شاكرٍ ورِعٍ
في النَّازلاتِ عليه جدِّ مِلحاحِ

فارفَعْ يديك إلى ربِّ العبادِ ولا
تقنَطْ فديتُكَ أنت الأزهرُ الضاحي

وأنتَ من أنتَ في تقوى الإلهِ فقُمْ
وخلِّصِ النَّفسَ من تهويمِ أشباحِ

ثبِّتْ فؤادَكَ لا تعباْ بنازلةٍ
إنَّ الذي سطَّرَ البلوى هو الماحي

واسفحْ دموعَ الرِّضى فالبرْدُ في يدِه
ومَنْ سواهُ لمهمومٍ ومُلتاحِ

أقبلْ عليه وقلْ يا ربِّ خُذْ بيدي
وافتح طريقَ الشِّفا يا خيرَ فتَّاحِ



21/8/2001

*صالة الإبداع : صالة المركز الثقافي في حماة