عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2016, 03:10 PM
المشاركة 22
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لكل ذلك الا ترى بان تركيا بكل ما فعلته ومن خلال مواقفها تجاه القضايا المحلية والدولية كانت تفرد خرج سرب البنك الدولي والنظام العالمي وكان لا بد من ضربها وإعادتها الي بيت الطاعة ؟
السؤال الان أيضاً ما طبيعة العلاقة التي ستربط تركيا بالدول الغربية بعد الانقلاب ؟ وهل ستتأثر تلك العلاقة ؟ هل ستتأثر كل الملفات التي لتركيا دور فيها بسبب نوعها الجغرافي ؟


مجلس الأمن الدولي لن يدخل إليه إلا دولة قادرة على الاسغناء عن العالم كله ، بمعنى دولة لها اقتصاد حقيقي ، غير قائم على التصدير لوحده ، دولة تمتلك سوق داخلية تغطي على الأقل أكثر من ستين بالمئة من اقتصادها و لا تعتمد على السياحة و التصدير كمورد لها ، فحتى البرازيل ثامن اقتصاد عالمي لم تستطع بعد ضمان مقعد في مجلس الأمن ، و لها قوة بشرية أكثر بكثير من تركيا ، حتى الهند بكل مؤهلاتها لم تستطع بعد الدخول إلى هذا النادي ، أما طلب تركيا فهو مجرد حلم ، فهي لم تستطع دخول حتى الاتحاد الأوروبي الذي هو كيان اقتصادي لا أكثر ، فكيف لها الدخول إلى مركز صنع القرار الدّولي ، مجلس الأمن يشترط في الذي يريد الدخول إليه أن يكون قادرا على زعزعة استقرار العالم لمدة طويلة و امتلاكه مقومات الصّمود ، و هو شيء بعيد على دولة كتركيا .

ربما أن أردغان يقرأ السياسة بشكل مختلف عن حقيقتها ، و هذا ما يجعله يتصرف بنوع من عدم النّضج ، فلنفترض مثلا أن تركيا تعرضت للحصار الذي تعرضت له إيران طوال سنين عديدة فهل تقوم لها قائمة ، هذا دون الحديث عن دولة كروسيا التي تعرضت للحصار منذ قرن من الزمان ، و رغم ذلك تبقى مقومات الدولة قائمة فيها ، و ليس فقط دولة بل دولة فاعلة .

مستقبل تركيا مع الغرب ليس مفرحا على كل حال ، من تصرفات أردغان ضد الانقلابيين ستتحرك الدعاية الغربية لمحاولة عزلها أكثر وستبدأ بتكبيل رؤوس الأموال و جعلها تبتعد عن تركيا ، و سيتم أيضا محاصرتها عسكريا عبر تقليص استفادها من عقود التسلح والتكوين ، رغم أن الغرب يتصرف بكثر من البطء عندما يتعلق الأمر بتغيير في الاستراتيجيات ، فتركيا لن تحس بهذا إلا بعد سنوات ، ما لم يحدث طبعا شيء في العالم قد يجبر الجميع على التصرف بشكل مختلف .