عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2011, 12:25 AM
المشاركة 37
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



لا يبقى إلا الصوت



لمَ أتوقف، لِمَ؟


الطيور رحلتْ للبحثِ عن الجهة الزرقاء


الأفق عموديّ


الأفق عموديّ والحركة تشبه النافورة


والكواكب تدور نورانيةً في تخوم البصر


وتصلُ الأرض ُ التكرارَ في العلوّ


وتتحولُ الحفرُ الهوائيةُ

إلى مجازات الصِلات


النهار اتساع لا تسعه مخيلةٌ

ضيقةٌ لِدودِ الروزنامة


لم َ أتوقف؟


الدروب تمرّ خلال شرايين الحياة


ونوعية البيئة في سفينة زهّاد القمر

ستقتل الخلايا الفاسدة


وما من شئ سوى الصوت

في الفضاء الكيمياوي بعد الشروق


الصوت الذي ينجذب إلى ذرات الزمان


لمَ أتوقف؟


فماذا يمكن للمستنقع أن يكون


سوى مكان تضع فيه حشرات الفساد بيوضَها؟


الجثث المنتفخة تخربش أفكار المبرِّدة


يُخفي الئيم في السواد فقدانَ كرامته


و الخنفساء! آه حين تتكلم الخنفساء!


لمَ أتوقف؟


فلا طائل من تواطؤ الحروف الرصاصية


إنّ تواطؤ الحروف الرصاصية

لا يُنقذ الهواجس الحقيرة


أنا سليل الشجر


وتنفُّس الهواء البائت يوقع الكآبة في نفسي


طائر مات علّمني أن أتذكر الطيران


الاتحاد هو أقصى القدرات


الاتحاد بأصل الشمس المضيء


الانسكابُ في شعور النور


ومن الطبيعي أن تتهرأ طواحينُ الهواء


لمَ أتوقف ُ؟


أنا أحتضن سنابل الحنطة غير الناضجة

تحت ثُديّ وأرضعها الصوت

الصوت فحسب الصوت


صوت التمنّي الشفاف للماء أن يتدفق


صوت اندياح نور النجوم

على جدار أمومة التراب


صوت اندماج نطفة المعنى


وتوسع الذهن المقسوم للعشق


إنه الصوت والصوت

والصوت باق في أرض الأقزام


وإن المعايير مسافرة دوماً

إلى المدار رقم صفر


لمَ أتوقف؟


أنا أطيع العناصر الأربعة


وأنّ عمل تدوين دستور قلبي


ليس عمل الحكومة المحلية للعميان


فما لي بضجيج التوحش المديد

في عضو الحيوان الجنسي


وما لي بالحركة الحقيرة

للدود في الخلاء اللحمي؟


لقد أودعني العِرقُ الدموي للورد بالحياة


فهل تعرف العرقَ الدموي للورد؟



ترجمة: حميد كشكولي




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)