عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2010, 11:51 PM
المشاركة 12
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



أستاذي الفاضل أيوب صابر ..
قبل أن أُمعن في سكب الشكر الباهر لمجهودك الرائع في دراسة نصي هذا ..
دعني أولآ أقدم لك باقة عرفان من البياض لكونك من الوجوه الراقية التي تأبه لتفاصيل الإبداع وأبجدياته المبهمة حيث أوليته عناية فائقة وتحليل لا يجيده إلا قلة من وجوه النقد ,
لذا سأتناول معك بعض النقاط حول ما أوردته في شرحك السابق والمغرق بالشرح الجميل والدلالات المنطقية حول ماهية الإبداع ..
أولا لنبدأ من أول قطرة من مطرك المسكوب ونتناول الموهبة في الأساس لكونها الركيزة التي تستند عليها كافة المعطيات الإبداعية , حيث يقول لانج وإيكيوم عن الموهبة :
" إن المواهب قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا ترتبط بذكاء الفرد، بل أن بعضها قد يوجد بين ذوي الحاجات الخاصة "
ويقول إبراهيم عيد :
" إن القدرة والإمكانية والموهبة ما هي إلا تنويعات على معنى واحد هو الإبداع "
وخلاصة الأمر أن الموهبة عبارة عن قدرة وهبها الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وهي متنوعة ومتعددة ويمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع على النحو التالي :
( 1 ) المواهب الفذة أو النادرة :
وهي قدرات فائقة تقدم للبشرية إنجازات في مجالات عديدة .
( 2 ) المواهب الفائضة :
وهي قدرات تؤهل للانتاج الوفير المؤثر في النواحي الإنسانية .
( 3 ) المواهب النسبية :
وهي قدرات تخصصية مهنية كالطب والهندسة وغيرها .
( 4 ) المواهب الشاذة :
وهي قدرات ذات طبيعة خاصة تفتقد القيم .
أما الإبداع , وهو محور نقاشنا هنا فقد عرفه شتاين بقوله :
" الإبداع هو عملية ينتج عنها عمل جديد يرضى جماعة ما أو تقبله على أنه مفيد " . أو مذهل كما تراه الأغلبية .
ويقول سمبسون :
" قدرة الإبداع هي المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية " .
ويقول كارل روجرز :
" عملية الإبداع هي عبارة عن ظهور إنتاج ارتباطي جديد في العمل نابعا من الفرد ومن الحوادث ومن الناس " .
خلاصة القول في مفهوم الإبداع :
إن عملية الإبداع عملية ذاتية متجددة ( أي تحقيق الأصالة والحداثة ) بمعنى أنها تقدم ما هو جديد وتجدد القديم .
وعملية الإبداع لابد أن تقدم فائدة مقبولة للمجتمع .
فهي نتاج تفاعل المبدع مع البيئة حيث تدرك وتحل مشكلات الفرد والمجتمع والبيئة وعلى ذلك فإن الإبداع يماثل الموهبة في كونه يؤدي إلى فائدة عامة ويخالف الموهبة
في كون الموهبة ذات أصل جيني متنوع متنوع ومتعدد والإبداع عملية مرتبطة بالتصور ( العقلي ) والبيئة ( المكتسبة )
أما العبقرية : فيرى ( هاريس ) أن العقول البصيرة المتوقدة هي العقول العبقرية ومنشأ هذه العبقرية يرجع إلى سرعة الانتقال في العمليات العقلية .
حيث أن العبقرية تعتبر قدرة عقلية تعتمد على الإدراك والتركيز والتحليل والعبقري هو النافذ الماضي الذي لا شيء يفوته .
أستاذي القدير ..
حقيقة وعودة إلى ما ذكرته أعلاه فقد أثرت نقطة غاية في الأهمية حين ربطت ما بين الإبداع واليتم ..
وهنا أنا لا أختلف معك في هذه القاعدة ولكن دعني أنتقل إلى النقطة التالية وأتوقف قليلا إلى حيز هام من الطرح لكونك استندت فيه من خلال فرضية كوني مبدعة أو عبقرية .
وذلك حسب تسمياتك لإنتاجي الأدبي , حيث أشرت وأكدت بإصرار أن الإبداع مرتبط بشكل وثيق باليتم ,
وهذا ما أثار إنتباهي بشدة , وعليه قد لا أُعتبر مبدعة أو عبقرية بناء على شروطك السالفة الذكر وذلك لأني لم أتعرض لفقد والدي يرحمه الله في مرحلة طفولتي أبدآ ,
وإنما حدث هذا بعد مرحلة النضوج بمدة ,
ولا أنكر أبدآ الضغط النفسي والعصبي والعاطفي الذي أصابني جراء هذه الفاجعة بوفاة والدي يرحمه الله إلى حد أنني تركت الكتابة لمدة أربع سنوات لم أستطع خلالها أن أمسك القلم وأحاول المتابعة ..
وبما أنك ذكرت علاقة الألم المصاحب لليتم في تشكيل الإبداع في شخصية المبدع ,
فأنا أرى من منحى آخر أن هناك أمور شتى من المنغصات الحياتية المتفرقة والكربات التي قد قد يتعرض لها المبدع في حياته وتصل في حدتها آلام اليتم وتشبهها في التأثير ,
ويالتالي تؤدي إلى نفس النتائج ..

إذن المسألة متعلقة بالألم العظيم المصاحب لكثيرآ من المحن في حياة المبدع , ولعل اليتم أحد أوجهها ولكنه ليس بالضرورة أن يكون المؤسس العاطفي للعملية الإبداعية ..
هذا والله أعلم ..
مع فائق التقدير والإجلال لشخصك الرائع ..
شكرآ سيدي