عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2017, 02:31 PM
المشاركة 68
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي القناع الشفاف
القناع الشفاف

أبي الذي عاش طيلة حياته طاهرا بريئا تبدلت أفكاره واستبدل قناعه الفطري بقناع أخر ليصبح شرسا يختلق المشاكل مع الجميع ، قلقت عليه وكرهت أن أراه بهذا الحال. كنت أتسال عن سبب هذا التحول؟ أردت أن اسمع منه ولكن منعني حيائي وخوفي فأبي لم يعد ذلك الرجل الذي اعرفه. وفي احد الأيام سمعت أمي وهي تنتقده قائلة ماذا أصابك ؟ أصبحت تصرفاتك غريبة!
على غير عادته اقترب منها ورفع يده وصرخ في وجهها واخذ يرعد ويزبد ويردد ماذا تقصدين أصبحت مجنونا في نظرك ؟
تلاقت عيناه بعيني والدتي المذعورة . وقف لثوان ثم جلس واخذ يضرب برأسه على الطاولة كأنه في نوبة صرع، ورفع رأسه وقال ثائرا يريدون مني أن أصبح دجاجه،
فقالت أمي بانزعاج ماذا دجاجه !!
فقال أبي نعم دجاجه...
وقام ببطء من مكانه واتجه لنافذة وظل يحدق في الخارج، ثم ارجع البصر نحوها وقال بغضب: تتغير الدنيا لا باس فهذا حالها إنما تتغير الأمثال هذا شيء لا يطاق
أشكو لهم حالتي وهضم حقوقي ، ويقولون لي : هذه ليست مشكلتنا بل هي مشكلتك أنت، صوتك غير مسموع، كان بإمكانك أن تكون دجاجه مزعجه تولول وتصرخ لتبيض بيضه ! لا سمكة تنتج ألاف البيض بدون أن يسمع صوتها...

- انظري الدجاجة التي هي مثل للضعف والهوان في ثقافات العالم اجمع أصبح لها شان عندنا ، يشار لها بالبنان ! ، تخيلي أن أحدا يمتدح رجلا وبدلا من أن يدعوه : يا ذئب ، يناديه:ي ا دجاجه !!
فجأة انفجرت أمي ضاحكة بينما تسمر أبي في مكانه ينظر إليها متعجبا...
اقتربت منه وهي تمسح دموعها التي فاضت من فرط الضحك وقالت بحنان : أنت سمكه وستموت كسمكة هذا قدرك يا عزيزي، لا تقلق فنحن بحرك، انزع هذا القناع عنك انه يشوهك ولن يجلب لك حظا ، بل سيدمر كل شيء جميل فيك ...

مع جملة أمي ، وهذه الكلمات التي لم يتعدى عددها السبع ،عاد أبي تلقائيا إلى وضعه الطبيعي ، وتجلت تفاصيل القصة الغامضة التي أزعجتني
ألان علمت سبب ارتداء أبي لذلك القناع !!