عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2013, 01:36 AM
المشاركة 7
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الحلقة الخامسة
*************

[justify][justify]
اليوم بدأت الكتابة ، بصورة مختلفة بعض الشئ ، سؤالا راودنى بلا أدنى مقدمات ، ألا يوجد جانب فلسفى فى حياة هذا الشاب - غريب الأطوار - ؟ ، ألا نلقى الضوء عن حياته التى عشها قبل هذه الأحداث الشريدة ، يا لركاكة الأسلوب ، يا لبعد المعنى ، لا أستطيع ... نعم إنه العجز عن التعبير بل عن مجرد الكلام ، لا أجد تعبير أستطيع أن أصف به ما يجول من فكر داخل أحشاء عقلى المظلمة أركانه ، أتعلمن لا أعرف هل فى حياتنا ما نفخر به ؟ ، ألا فى حياتنا ما نحبه ؟ ، هل فقدنا لكل ما بين جوانح عقولنا من أحساس ؟ هل فقدنا ما بين قلوبنا من فكر ؟ .. رحمة فى بعض من الأمر ، لا أعلم و لكن كلا منا له و عليه ، تخيل أنك أنت من غاب عنه واقعه ، ليظهر له أمر جديد ، حياة جديدة معروضة عليك ، بلا أى ذكريات بلا أى خوف بلا أى سوء ، صفحة غلقت بكل ما فيها و ما تحمله من ألام و أفراح ، لتبدأ بحبر قلمك خط أول الخطوط فى صفحة بيضاء ناصعة البياض ، دائما ما يتمناه البعض فرصة ، فما أجملها من واحدة ! ، اليوم لا حديث لك عنه أم ماذا عزيزى كاتب الكلمات و سارد السطور ؟ ، أعرف أننى أستطردت كثيرا فى كلام ممل بعض الشئ، و لكن لا أعلم لماذا دائما لانحب واقعنا و ننطوى تحت رداء الخيال لنعيش بين أركان أفكارا خادعه خداعة مع من نحب و مع من نختار حيث نريد المكوث و السكون و الأبداية السعيدة الواهمة ، ألا نختار الخيال ؟ ، ألا فى الواقع مرارة ؟ ، إننا و الله من صنع مرارة الواقع لا هو ، و كما قال الشافعى : نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزمننا عيبا سونا – رحمك الله يا إمام ، و تعزينا أيها الزمان لما فينا - .

وا أحر قلباه ممن قلبه شبم ... و من بجسمى وحالى عنده سقم - رحم الله المتنبى و سيف الدولة الحمدانى - ، هذه الكلمات التى أستيقظت عليها مسامع صاحبنا ، حيث أن خالد فى الصف الثانى الثانوى ، وهذا النص من مقرر النصوص لمادة اللغة العربية ، و كأن صديقنا له حث أدبى عال فأنظر لما أبداه على ملامحه دون أن ينطق ، و كأن ما يجول بين خواطره ، أننى أين ممن له شبم بقلبه و من له بجسمه سقم ؟ ، و نظر إلى خالد ، و لكن خالد و كانه شعر بالذنب ، فأعتذر له عن الأزعاج ، ولكن الفتى أبداه إعتزاره هو عما سببه من فوضى فى أركان المنزل ، ولكن خالد أستوقفه بأنه دائما ما كان يريد أن يكون له أخا أكبر منه سنا و هذا حلم قد تم تحقيقه على يدك بأمر من الله ، و أنظروا معى بدأ الحديث يأخذ جانب من الإنسانية ، أعتدال جسد صديقنا مستندا على الجدار ، و أستدار خالد بكرسيه ناحيته ، ليبدوا حدثيا إنسانيا أخاذ ، يسأله خالد ألا تتذكر أى شئ عن حياتك السابقه ، فيجيب لا ، فيكمل خالد حديثه كيف لنا بين عشية و ضحها أن ننسى أناسا أحببنا ودهم ، و بين هذه المحبة تجدد لقائهم ، هل نستطيع أن نمحو عقولنا من كل ما فيها ؟، فهنا بدأ صديقنا ينظر له بأشد نظرات التأمل الحزينة الخانقة ، و تكاد عينيه تغرورق بدموع منسكبة من عينيه متهللة لإطلاق سراحها من سجن أفكاره المظلم ، و صمت خالد فجأة و نظر له و قال لا أحب أن أراك هكذا ، بل سأكون معك أساعدك إلى أن تلتقى بمن غاب عنك و أوجعته بغيابك عنه ، فبدأ صديقنا بمسح عينيه من دموع كادت أن تتدفق ، و أبدى شكره عن كل شعور طيب و لكنه سيرحل اليوم إلى حيث يشاء به الله ، فأكمل خالد كلامه بالله عليك لا تحمرنى من شعورا أردت عيشه ، حالما به أعواما مضت و أعواما أخرى ستأتى ، فى وسط هذا الحديث ، فتح الباب ، و إذ بها هدى ، تخبر أخاه بأن الطعام مجهز على الطاولة ، و لكنها ترى ظهرة الموجه ناحية الباب و ترى أمام التائه - كما أطلقت عليه - جالس على الأرض مسندا ظهره إلى الجدار ، فسألت بضحكة إذن فإنى قطعت حديثا تمنيت أن اعيشه منذ البداية ، فأخبرها اخاه بأنه يريد أن يذهب ، فقالت له دع هذه الأفكار تنجو من سجن رأسك لتغادر بلا رجعه ، أنت ستظل هنا حتى يعود لك ماضيك بكل ما يحمله من متاعب ليلقى بها على عاتقك بلا رحمه ، فأبدى صديقنا الشكر لكنه بداخله كان قد نوى الرحيل على الأكثر بعض لحظات من الأن ، فسألته من بعد عن حياته ألا يتذكر منها أى شئ ، فأبدى أنه لا يتذكر أى شئ ، و إذ بأخيها يطلق كلماته حيث قال ، فى يدك اليمين خاتم ، إذن قد تكون لديك خطيبة ، ألا تتذكرها أيضا ، فأجابه و هو ينظر لخاتمه و يحركه إستدارة وبعد حينا من الصمت قال : لا لم أتذكر أى شئ ، خالد إذن فهيا بنا لتناول الطعام ، قبل أن يخر صريعا بين يدى حسن و حسين و إبتسامة جميلة هادئه على محياه .
هناك بعض الأمور المفقودة بين سلاسل هذه القصة ، الأمر الأول منها " هل الرجال الذين أختطفوه يعرفونه أم فعلوا ذلك لمجرد حضوره حين وقعت جريمة هم – على أغلب الظن من دبرها ؟ " ، الأمر الثانى " هل هم حقا من دبروا الجريمة ؟ " ، الأمر الثالث " هل هو له علاقة من قريب أو من بعيد بتلك الفتاه المجنى عليها ؟ " الأمر الرابع " هل هذا الرجل الذى يأويه فى كنفه – عطفا – رأه بمحض المصادفه أم عن ترتيبا و إعداد ؟ " ، الأمر الخامس " ما علاقة أبنة هذا الرجل – هدى – بهذا الفتى و ماذا تعرف عنه و تخفيه ؟ " ، أما الأمر الرابع " أيكون لأحد الأفراد دور غير مفهوم بلا أى ظهور ؟ " ، الأمر الأخير و الأهم و الأشمل " هل حقا فقد صديقنا الذاكرة أم يدعى ذلك لشئ يجول فى خواطره ؟ " ، قد لا .. بل نعم ... إذن فلتكن .

الضابط فى مكتبه ، جالسا على مقعده ، و ها هو جرس الهانف يضرب بصوته العالى أرجاء المكان ، لينتبه له بعد وقت ، إذن فد كان مستغرقا فى تفكير بعيد الأمد ، فإذا به الضابط على معاونه فى القضية ، يخبره بأنهم قد عرفوا بيانات المجنى عليها ، و إذ بالضابط ينتفض من مقعده و يهب واقفا و علامات الدهشة الفادحة تنتشر بين أركان وجهه ، فالسؤال ماذا سمع ؟ ، ماذا قال له على ؟ ، أو بمعنى أدق و أكثر واقعيه " من هى ؟ " ، " من هى ؟ " .
إلى هنا أنتهى اللقاء الذى - لا نرغب فى لأن ينقطع ، و كذلك نتمنى أن يكون الأحسا من جانبكم - بكم اليوم ، لازال الكثير ينتطرنا و أياكم ، نجولفى الحلقة القادمة بين أحداث جديده فأرتقبوها ، شكرا على حسن المدوامه ، وكالعاده دام لكم صديقا و أخا و أياى ، و دمتم له و لى كذلك ، لقاءنا قريب فأنتظرونا .

[/justify][/justify]