عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2013, 12:38 PM
المشاركة 6
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي منتصف الطريق
الحلقة الرابعة
**************

[justify]
لازال حسام على خليل – ينظر صديقنا طبقا لموعدهما صباح اليوم ، و ها هو ذا الليل قد نصب خيمته ليسدل أغطيتة السوداء حاجبا شمس النهار التى أبت الظهور فى حضوره ، خرج من بيت عمله ليركب سيارة الأمس التى رأينها سويا فى الحادث ، و يبدأ فى السير متجها إلى المنزل الموجود عنوانه بين سطورة بطاقة صديقنا الغائب ، و ما هى إلا نصف ساعة وقد وصل ، ليدق جرس الباب ، و ظل يفعل ذلك مرة تلو الأخرى و لكن لا أمل فى الرد فإن المنزل فارغ ، لتخرج علياء نورالدين ، و هى فتاه قد تجاوزت الثلاثين من عمرها تعيش مع والدتها السيدة جليلة هلال فى هذا المنزل بعد أن فارق أبيها الحياة ، و كانوا يمثلون لـطارق العائلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فسألته عما يريد فأجابها شاب يدعى طارق ، ألا يقطن هنا ؟ ، فأجابته نعم ولكن لماذا ؟ ، فقص عليها ما جرى ليلة الأمس من حادث ، فبدت عليها علامات الدهشة و أخبرته أنها لم تره منذ الساعة السادسة حين ذهب لصديق له فى الناحية الغربية من المدينة ، فسألها إن كانت تعلم من هو و أين منزله فأجابته ، فذهب له مسرعا ، و عادت هى سريعا إلى حجرتها لجلب هاتفها لتقوم بالإتصال بصديقنا الغائب ، و لكن للأسف بدت عليها علامات الحزن و الأسى و الرعب ، عندما سمعت صوت جرس هاتفه يقرع داخل منزله .
وصل الضابط حسام إلى كريم إبراهيم علام صديق صديقنا ، فلم يجده حيث أنه خرج منذ قليل ، فقام الضابط بإيقافها – سيارته – ثم جلس بلا حراك ، أما عن كريم فكان فى طريق إلى طارق لأنه لم يأت الجامعه اليوم و كذلك لم يهاتفه على الإطلاق و هذا أمر غريب ، و عندما و صل و صعد الدرج فوجئ بعلياء واقفة على وجهها رسمت علامات الخوف ، فألقى السلام عليها و سألها ماذا حدث ، فأخبرته بما حدث و أن الضابط قد ذهب ليلقاه فى منزله ، فأخبرها كريم أنه سمع حقا بموضوع الحادث الذى وقع ليلة امس ، و لكن القضية اين ذهب طارق ؟، فتحدثت قائله أيكون ؟ ، و قبل إتمام كلامها أجاب صديقه لا ، أنعلم من هو جيدا و نقل ذلك ، سأحدث أحدى صديقاتى لتحاول أن تعرف ماذا حدث فهى صحفية و خطيبها ضابط ؟ ، فأخبرها بأن تخبره فى حالة حضور اى جديد ، و ذهب ليلحق بالضابط ، فوصل بيته فوجد الضابط ينتظره داخل سيارة الشرطة التى جلس فيها وحيدا ، فالقى السلام عليه و طلب منه الدخول لمنزله و لكن الضابط رفض ذلك مطلقا ، نزل الضابط من السيارة و بدأ فى إتمام الأسلة لصديقنا عن ليلة الأمس وحال هذا الشاب فى هذه الليلة و بعد أن أتم كريم إجاباته التى تفيد بأن الامر كان على ما يرام و طبيعى جدا ، أنهى الضابط أسئلته بسؤال مهم أيكون له يد فى تلك الجريمة النكراء ؟ ، فأجابه طارق لا ، و لكن الواقع أن اليقين من خلال إحساسى يسكن مشاعرى و يطمئنها و لكن الواقع أنى لا أعلم أى شئ عن هذا ، فأنتهى الحوار إلى ذلك الحد و ذهب الضابط راكبا سيارته منطلقا .
أما صديقنا من كثرة ما كان بباله من تفكير أرتمى على فرشته و خر صريعا بين يدى الإرهاق ليغيب الوعى عنه نائما ، و لازالت الأسرة تتم حديثها الذى تركناه نحن ليلة أمس ، رفضت الفتاه – هدى – منطق والدها فى إشغال الشاب فى المتجر و أن ما حدث لـجلال - الرجل الذى كان من قبله - قد يحدث له ، و لكن الوالد أبدى أن جلال ما هى إلا أيام قد تبلغ أسبوعا على الأكثر و يعود لمكانه و هو سيقف معه يساعده ، فبعد مناقشة دامت ما يقرب من ساعة أتفقا أن يعمل و لكن يبدأ العمل فى حالة رجوع جلال - البائع القديم - .
مرت تلك الليلة بكل ما تحمله من متاعب و أستيقظ الجميع و لكن هناك من لم يغمض له جفن – علياء ، كريم ، حسام ، و هدى - ، علياء لا تعلم مصير الفتى الغائب ، أما كريم فصديق عمره الوحيد غائب منذ ليلة دون أن يحدثه و هاتفه قد نساه فى منزله ، و أما عن الضابط فهو مشغول بأمر القضية و كذلك الشاب الذى ظن أنه مفتاح الحل قد غاب بلا حضور – فأين ذهب ؟ - ، و لكن لماذا هدى لم يغمض لها جفن ؟ ، و فيما تفكر ، إذن فهى لها علاقة بـ ......... ، لا سنكمل غدا ، صرتم بألف خير ، دمتم له أحباء و دام لكم صديقا ، تابعوه أنه يحتاج لكم من بعد ربه .

[/justify]