عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
4300
 
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


صفاء الأحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,174

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Sep 2012

الاقامة
بين الألف والياء

رقم العضوية
11559
12-26-2012, 02:14 AM
المشاركة 1
12-26-2012, 02:14 AM
المشاركة 1
افتراضي ماتت قبل أن تولد ~
ليس بعد ..
وبدون أي مقدمات ..
أحبكِ أنتِ .. وأهيم بكِ عشقا ..
أنت ملاك بشري ..
تأخذين أحلامي على أجنحة من نور إلى حيث الأمل..
أنتِ ..
لست كباقي النساء ..
فيكِ شيء من ملامح أمي ..
في عينيكِ سحر ما ..
وماء عيني لا ينسكب إلا شوقا لكِ أنتِ ..
لم أشعر برعشة إلا عند الشتاء وعندما أصادفك أنتِ ..
لكن في رعشتي بك شيئا ما ..
أكثر حميمية ودفئا من رعشة الشتاء ..
منذ أعوام يبللني تحت نافذتك المطر .. وأنا أنتظر ..
إطلالة القمر ..
ثم يأخذني اليأس .. من عيني الدموع تنهمر ..
وهل في زحمة الضباب يطلع القمر ..!!

سأنتظرك يا أنا
في كل يوم .. عند ذات النافذة وتحت المطر ..
سأنتظر ساعة .. يوما .. أياما .. أو حتى دهر ..
سأنتظر .. سأنتظر ..




بدأ الفجر بالتماثل لعبور الجسر الفاصل بين ليل ونهار .
فبدت للوهلة الأولى خيوط الشمس النائية خلف الجبل الذي يقابل دارنا تتنكر للطلوع ، وتشق طريقها رغما عنها بين الغيمات الموازية للأفق . حتى الغيمات في تلك اللحظة بدت لي منهكة ، إذ تباعدت وأخذ الشفق يشق مجراه من بينها دون أدنى مقاومة .
طائر السنونو يقف على شباك غرفتي الشرقي ، ويغرد بخفوت وكأنما أصابته حمى الشتاء هو الآخر ، كل شيء يبدو عابس هذا الصباح .
انتهيت من مراقبة الشفق وتماثلت الشمس للطلوع ولم تعد تقوى عيني على مواصلة النظر ، الشمس تبدو شاحبة ، وأشعتها تؤذي بصري ولا تعطي للجو أيّ حرارة تُذكر فبرودة هواء تشرين فرضت طغيانها على حرارة الشمس هذه المرة . فآثرتُ التوقف عن النظر إلى حيث المشرق .

صنعت لنفسي فنجان قهوة ( سادة ) ، ثم عدت أدراجي إلى حيث كنت ، وبدأت أراقب كل شيء من جديد .
الأفق .. الغيمات المنهكة .. السنونو المسكين .. الشمس الشاحبة ..
لحظة !
أسمع طرقا ما على نافذتي ..
بينما كنت أجيل بصري في أركان الصباح وجدته واقفا تحت نافذتي..
وبدأ يرميها بحجارة صغيرة وكأنه مراهق يعشق بنت الجيران ..
انتابتني الحيرة والدهشة على حد سواء .. " انه مجنون ..." هكذا قلت لنفسي..

ثم فتحت نافذتي كي أخبره أن يرحل قبل أن يراه أحد .. وقبل أن أنبس ببنت شفه.. بدأ يصرخ ..
" أنتِ من تعتقدين نفسكِ .. بالفعل أنتِ فتاة مغرورة .. وهل تعتقدين أنني أحبك .. لا أنا لا أحبك .. والرسالة التي وضعتها بدفتركِ منذ أسبوع ليست لكِ وصلت إليك عن طريق الصدفة .. أنتِ أعيدي لي رسالتي .." وما زالت دهشتي هي سيدة الموقف .
صمت لبرهة ثم أردف قائلا :
" وهل تعتقدين أنني هنا منذ ساعات .. لا أنا مررت بالصدفة وكان خليق بي أن أوضح لكِ سوء الفهم وأن تعيدي لي رسالتي.. و .. "
ثم قاطعته وقلت له : " عن أي رسالة تتحدث ؟ .. أنا لم أجد أي رسالة بدفتري. عن أي شيء تتحدث أنت ؟ ثم أن رسالتك ربما ذهبت لمكانها الصحيح .. ارحل من هنا " .
أغلقت النافذة وأنا اسمع صوته يردد " أيتها المغرورة أنا لا أحبكِ .. يا مغرورة .. يا مغرورة .. "

ثم اعتلت ابتسامة غريبة الأطوار ملامحي عندما تذكرت حديثه بأنه لم يكن هنا منذ ساعات .. مع أن أذنيه شديدتا الاحمرار وكذلك أنفه .. ويبدو متجمدا فلم أرى شيئا يتحرك سوى لسانه .. علّه يكذب .. ضحكت ضحكة ما . ثم توجهت الى حقيبتي وبدأت أفتش دفاتري .

فوقع بيدي ظرف أحمر رائحته شهية .. تشبه رائحة الأرض بعد أول هطل ..

فتحته ببطء شديد فوجدت ورقة بيضاء مكتوب عليها بحبر أزرق جاف ..
" ليس بعد ..
وبدون أي مقدمات ..
أحبكِ أنتِ وأهيم بكِ عشقا ..
أنت ملاك بشري ..
" ...الخ

قرأتها مرارا وتكرارا ثم ابتسمت كثيرا .. هرعت إلى نافذتي فتحتها فلم أجد سوى ورقة صغيرة معلقة بحجر مكتوب عليها .. [ وداعا ، فات الأوان .. ]

لكنه قال لي سوف ينتظرني دهر .. !!
أواه .. ربما كانت تلك الليلة قارصة البرودة .. ربما !

الأفق .. الغيمات المنهكة .. السنونو المسكين .. الشمس الشاحبة ..
كلها لا تزال بخير ..
ها قد علمت سبب عبسة هذا الصباح .







قصة عشق ماتت قبل أن تولد .




أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!