عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
23

المشاهدات
11537
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
09-06-2010, 04:26 AM
المشاركة 1
09-06-2010, 04:26 AM
المشاركة 1
افتراضي سَمَلاتٌ أدبية !!!
كان أبو النشناش النهشلي التميمي من ملاصِّ بني تميم , و كان يعترض القوافل في شذّاذٍ من العرب بين طريق الحجاز و الشام فيجتاحها , فظفر به بعض عمالُ مروان فحبسه و قيَّدهُ . ثمّ أمكنه الهرب في وقت غِرَّةٍ فهرب فمرّ بغرابٍ على بانةٍ ينتفُ ريشه و ينعب. فجزع من ذلك . ثمَّ مرَّ بحيٍّ من لهبٍ . فقال لهم : رجلٌ كان في بلاءِ و شرٍّ و حبسٍ و ضيقٍ , فنجا من ذلك , ثمَّ نظر عن يمينه فلمْ يَرَ شيئاً ,و نظرَ عن يساره فرأى غُراباً على شجرةٍ بانٍ ينتف ريشه و ينعب . فقال له اللهبي : إن صدقتِ الطّيرُ , يُعادُ إلي حبسه و قيده , و يطولُ ذلك به , و يُقتل و يُصْلب. فقال له أبو النشناش : بفيك الحجر . قال اللهبي : لا بل بفيك , و أنشأ يقولُ :


1. وسائلةٍ أينَ الرَّحيلُ و سائلٍ
و مَنْ يَسألُ الصعلوك أين مذاهبُهْ


2. و داويةٍ يهماء يُخْشى بها الرَّدى
سَرتْ بأبي النشناشِ فيها ركائبُه

3. ليُدْرِكَ ثَأْراً أو ليدرك مغْنماً
جزيلاً و هذا الدَّهرُ جَمٌّ عجائبُه

4. إذا المرءُ لمْ يَسْرَح سواماً و لم يُرحْ
سواماً و لم تعطفْ عليه أقاربُه

5. فللموتُ خيرٌ للفتى من قعوده
فقيراً و منْ مولىً تدِبُ عَقاربُه

6. و لمْ أرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجعه الفَتى
و لا كسوادِ اللّيلِ أخْفَقَ طالبُه

7. فَمْتْ مُعْدِماً أوْ عِشْ كَريماً فإنني
أرى الموتَ لا ينجو من الموتِ هاربُه

8. و لو كانَ شيءٌ ناجياً منْ مَنِيَّةٍ
لكانَ أثيرٌ يومَ جاءت كتائبه



تعليق من ديوان الأصمعيات التي نقلنا منه الخبر:

الداوية: الفلاة المستوية البعيدة الأطراف
اليهماء: الفلاة التي لا ماء فيها, و لا علم فيها, و لا يُهتدى لطرقها

* و قوله :
( أرى الموت لا ينجو من الموت هاربه ):
أراد لا ينجو منه فأتى بالمظهر مكان المضمر , و هذا جائز في الشعر .



و أقول :

أن مقالة شاعرنا : و من يسأل الصعلوك أين مذاهبه ؟
هو مَثل جميل في عبارته و معناه, لأنه يقول أن المشرد لا مكان له فيؤويه و لا صديق فيبسط له وجهه و لا أقارب فتعطف عليه
فسؤال السائل له: إلي أين تذهب ؟

هو من باب سؤال السحاب متى تعود.