عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2014, 01:41 AM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أهلا أستاذي الكريم محمد مجاهد

لا أنفي أن للثقافة دورها في الحكم على الأعمال الإبداعية
كما ليس غريبا أن تفوز نصوصك بالمراتب المتقدمة في القصة القصيرة
لكونها مشبعة بالتعابير الرصينة و محكم سردها ، و كلها تشويق تأخذ إليها المتلقي .
أنا مؤمن أن الأدب يستطيع احتواء الاختلاف ، كما يستطيع استيسعاب كل التمظهرات الثقافية مهما كان الموضوع المتناول ، في الوقت ذاته أعتقد أن الخصوصية الثقافية تبقى مصدر اعتزاز و مصدر إلهام أيضا ، حتى و نحن نتناول بالنقد ظاهرة مجتمعية ، فالأدب يلامس الجوهر بكثير من الجرأة المفعمة بالجمالية .
شخصيا رغم ثقافتي البسيطة و التي تنهل بشكل أو بآخر من البيئة الاجتماعية بكل ما لها و ما عليها ، أجدني غير ميال إلى تسوير الأعمال الإبداعية وغلقها على المحيط ، فالقصة و الرواية في الأخير تصور الواقع من جهة و تتناوله بعين متفحصة و متطلعة لاستكشاف روابطه الخفية و تعرض ما يموج فيه من رؤى متضاربة .
أما النقد عموما فهو و إن استند إلى قواعد علمية فتبقى الذاتية الفردية و الجمعية حاضرة بكل حمولتها حتى عند المحترفين . لكن مهما كان النقد فهو تعبير عن رؤية لا تلزم النص في الغالب و لا الكاتب ، بل تبقى مجرد قراءة للنص وفق ظروف معينة و وفق أنموذج معين .
عندما قرأت شكري لأول مرة وجدت أدبا و وجدت أسلوبا و وجدت جرأة ، و وجدت تمردا و تعطشا للانعتاق ، وجدت احتجاجا ، و وجدت ظاهرة نفسية تفتح نفسها للملأ ، لكن رغم كل هذا يبقى أدبه يتنازعه السؤال ، ماذا يريد شكري أن يقول من وراء هذا الكم الهائل من الخروج عن المألوف . رغم أن جيلا خطا على منواله لم تلق أعماله من الاهتمام ما لقيه أدب شكري .
فلربما هنا يطرح السؤال ، هل أدب شكري هو القوي أم الظرف الذي جاء فيه باعتباره ثورة على المألوف .

تقديري لكم سيدي