مرت ايام كانت فيها شعبية اردوغان عند العرب فوق الريح وربما مساوية لشعبية مهند بطل المسلسلات التركية او اكثر قليلا. حتى ان البعض راوده حلم بعودة الخلافة العثمانية وان اردوغان سيكون الخليفة الذي يكمل مسيرة الرجل الجليل السلطان عبد الحميد العثماني.
ولو اراد اردوغان ترشح نفسه للانتخابات عند العرب في تلك الفترة لفاز فيها بنسب فلكية حتما في ظل تلك الشعبية الطاغية.
واتصور ان هذه الشعبية ارتفعت بسرعة الصاروخ العابر للقارات ووصلت الي عنان السماء خاصة بعد ان أسقطت طائرات تركية طائرة روسية ، وبدى ان اردوغان في طريقه للتحالف مع المملكة العربية السعودية للوقوف امام التدخل الروسي الفارسي السافر في بلاد الشام وتخليص أطفال سوريا.
لكن الامور انقلبت فجأة مع تنحي رئيس الوزراء السابق وتولي الحالي. حيث اعقب ذلك تقديم تركيا الاعتذار عن حادث الطائرة الروسية وسارع اردوغان الي موسكو التي رفعت من وتيرة اعتداءتها على المدن السورية مثل حلب في ظل سكوت تركي.
وها هو اليوم يستقبل الرئيس الروسي بوتين في أنقرة والتي تأتي زيارته في أحلك الأوقات وأصعبها على أطفال سوريا بسبب تلك الغارات الروسية التي يجمع العالم انها وحشية وتمثل جرائم حرب تستحق ان تدان وتحول الي المؤسسات الدولية لمعاقبة مرتبكيها. كما انها اي روسيا تعطل مشروع غربي لوقف اطلاق النار بالفيتو في مجلس الأمن.
لا بد ان الكثير من العرب وجد لاردوغان عذرا في تبني سياسة مهادنة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وعلى امل ان يعود الي فروسيته وحصانه الابيض ليلعب دور المخلص، لكن اردوغان خلع قفازاته واستمر في انبطاحه امام روسيا رغم عودة الامور الي مجاريها في بلاده، وغالى في مهادنتهم على الرغم من اشتداد عنف الغارات الروسية.
ولا شك ان لذلك معنى واحد ووحيد وهو ان اردوغان سقط في الامتحان .
*