عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2012, 07:38 PM
المشاركة 5
عبدالله بيلا
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد الله بيلا

تقول "*شاءتِ الأقدار أن يجتمع رجلٌ وامرأة على قارعة الزمن..وأن يعزما على مساعدة الحياة في مواصلةِ تراجيدياتها ..فصار أن كنتُ نتيجةً لهذا اللقاء..

خرجتُ من النور إلى الظُلمة في شهر يناير في اليوم العشرون من عام ألف وتسعمائة وواحدٍ وثمانين ..وذلك بمشفى الأطفال والولادة الكائن بحي جرول بمكة المكرمة ..

*أكتب الشعر بكل أشكاله وأركِّز على الغرض الإنساني من الشعر ..لأنه الأقدر على التعبير الحي الخالد، والأنجع في معالجة هموم العالم ومشكلاته...".

- واو يبدو اننا عثرنا على كنز ادبي هنا...فيلسوف في ثوب شاعر.

- اذا انت ترى الحياة مسلسل تراجيدي وما نحن الا ممثلين في هذه المسرحية التراجيدية المتواصلة فصولها والتي نسميها الحياة!
- وانت ترى بأنك خرجت من النور الي الظلمة! فالحياة هي تراجيديا وظلمة!
- وانت ترى العالم غارق في الهموم والمشكلات.

- الا تعتقد ان نظرتك للحياة فيها شيء من السوداوية؟ خاصة انك ما تزال في ريعان الشباب؟!
- هل تعتقد ان هذا هو مصدر ميلك للكتابة الادبية والشعر خاصة؟
- هل هو الالم والظروف التراجيدية والهموم والمشكلات؟
- هل ترى بأن الشاعر مواطن عالمي؟ لا يمكنه الا ان ينفعل لما يدور في بوركينافاسو وزمبابوي وهورشيما والصومال وبغداد مثلا ؟
أستاذ/ أيوب صابر ..
شكراً لك لأنك تجترحُ من الإجابات أسئلةً غائرة ..

*الحياة سوداء ..مهما حاولنا طلاءها بكل ألوان الزيفْ،إذ ليس هناك من أوقاتٍ متاحةٍ للسعادة إلاّ في أضيقِ حدودها..الألمُ هو ما يجعل الحياة سوداويةً في ناظري..ولا أظنها نزعة تشاؤم بقدر ماهي نزعة واقعيةٍ وصدق...ربما حين أتقدّم في العمر ..
ستكون للحياة صورةً ابهى وأنضر .. ربما !

*الحياة بكل ما فيها .. أكبر داعٍ للإبداع بكل صوره وأشكاله ..وأظن أنَّ الألم أو (النظرة التشاؤمية) من أفضل محفزات الكتابة ولكنها لا تُعطي الكتابة قيمةً جمالية في نفس القارئ الذي ألِف قراءة ما يلامسُ مشاعره ويدغدغ أحاسيسه وعواطفه..وهذا حال القارئ العربي في الغالب.

*الألم .. الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية..
الجهل وتفشي العصبيات والقبليات ..
تناحر الأديان والإثنيات ..
كل هذا يجعل الحياة أقل جمالاً مما نتوقع،وكلما تأملَّت صورةً فضائية للكرة الأرضية..
قلتُ في نفسي: أعلى هذا اللاشيء .. نصطرع ونصنع الحروب؟!

*الإنسان بحق..قبل أن يكون شاعراً يجب ألاّ يتجرَد من كينونته الكبرى..
وهي العالم بكل ما فيه..وعندها سنصل إلى تطبيق نظرية الإنسان العالمي الكوني
حينها لا يقف دينٌ أو لغةٌ أو جنسٌ أو عرقٌ ..حائلاً بين تواصلٍ إنسانيٍ لا حدود ولا أمداءَ له.
والشاعر من باب أولى يجب أن يكون عالمياً إنسانياً وأن تكون الدعوة الإنسانية هي أولى اهتماماته
وأقصى مدارك الكلمة لديه..يأسى لأسى العالمِ ..ويفرحُ لفرحه ..وقد قلتُ عن الشاعر:

مهنتي أنْ أوزِّعَ الحبَّ في النـ = ـناسِ..وما ضرَّ أن أموتَ شقيَّا !
هكذا أحبُّ أن أكون .. وأن يكون كل شعراء العالم.