عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2013, 10:56 AM
المشاركة 11
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

الفصل الخامس
قرار



مد موشيه يده لديان كى تنهض..نظرت إليهمن خلف غيمة دموعها ..تجاهلت يده...نهضت وهى تنفض الرمل من بنطالهاويدها..مستاءة من منظرها الفوضوى كما بدا لها فى انعكاسة الشمس على نظارةموشيه الرمادية

كانت الشمس قد بدأت فعلياً فى الرحيل تاركة اخر اشعتها الباهتة على وجه ديان المتورم من البكاء
غمم موشيه فى تعاطف
تثيرين الرثاء ديان بما تفعلينه بنفسك
زمت ديان شفتيها
لاتقلق نفسك بشأنى ..انا فى حالة جيدة ..اعرف ان ثمة حياة جديدةتنتظرنى..مازلت شابة ولدى الكثير لأفعله..لن تتوقف حياتى بسبب خالد..كما لمتتوقف بسبب ابى وامى..لايعنى هذا انى ساكملها مع هذا الرؤوال الذى وضعتموهفى طريقى ...ولا فى عرضكم لأزور اسرة ابى فى القاهرة
لست بحاجة لكل هذا..قدمت لأسرائيل زوجى هدية ..فقط من أجل اسرائيل
وانا راضية تماما عما قدمته
هم موشيه بقول شيئاً ما
فلوحت له باصبعها محذرة
ولا انوى تقديم المزيد سوى فى عملى الذى اجيده..كمبرمجة كومبوتير
قهقه موشيه بصوت عالى وهو يصفق بيده بينما هبت رياح مفاجئة لتعبث بشعر ديان القصير وتثير كثير من الرمال التى دخلت عينيها
رفت عينيها بقوة من الم شذرات الرمال ..أعطاها منديل ورقى ..مسحت عينيها وقد زاد المها
دفعها موشيه برقه كى تسير معه نحو مقهى الفندق
بعدما انتهت من غسل وجهها واستعادت شيئاً من رباطة جاشها
وجدت موشية يجلس على الطاولة ويده تعبث بهاتفه فى حركات دائرية لانهائية
اشار اليها
تعالى ديان
احضرت لك قهوة بالحليب
تعالى عزيزتى ستنعشك كثيرا
فى الحقيقة كانت بحاجة شديدة لقهوة الذكريات هذه..ومع برودة الجو فى المقهى المفتوح رشفت قهوتها بنهم
كانت تجلس فى مكان منعزل من المقهى وحيدة مع موشيه حيث فضل النزلاء الاخرون الجلوس فى الداخل اتقاءاً للبرودة
تنهدت برضى وهى تغلق سترتها
شكرا لك موشيه على القهوة
امسكها من رسغها
لم أنهى حديثى ديان
همت بالاعتراض فاشار لها ان تجلس هامساً
رأتنى ليلى خارجاً من المبنى بالأمس وهى ستربط الخيوط ببعضها فماذا ستفعلين ديان
عقدت حاجبيها فى غضب وما ادرى ليلى بزيارتك لى ..المبنى واسع وقد تكون فى زيارة اى شخص أخر
ضحك بتملل:-
هذه اسرار مهنة لا ينبغى الكشف عنها ولكن ليلى فى طريقها لكشف علاقتك بالقبض عن ابنها
لم يخبرها عن علاقته السابقة بليلى ولا اتصالاتها المتكررة وطلبها لقاؤه
جلست وهى لا تدرى ماذا تفعل..لا تريد خسارة ليلى بعد ان خسرت خالد
ليلى لن تتفهم ابداً ما دفعها لذلك
وضع امامها موشيه ظرف متوسط الحجم
سالته فى شك
ما هذا
اجاب دون مدارة
صور عائلتك فى القاهرة
تعلمين ان لك اخوة
غممت
اعرف انى لى اخ او اخت
بل اخ واخت عامر وندى
ازاحت الظرف تجاهه وهى تقول بعصبية وما شأنى بهم
انا ابنة اسرائيل و........ز
قاطعها فى نفاذ صبر
استمعى الى ديان..اخذت من وقتى الكثير
اننالن نرسلك للقاهرة للتجسس كما تخشين..لن ترتادى اماكن عسكرية للتصوير ولنترتبطى بعلاقة عاطفية مع احدهم لاجل اسرار الجيش او ما خلافه
هىفقط زيارة لن تأخذ من وقتك اكثر من عدة اشهر ..نريد ان تعيشى وسط المصريين ..نريد معرفة اتجاه تفكيرهم بعد فشل حصار الاتحادية ..اين يتجهالمصريون..بالطبع لن تفعلى هذا بمفردك
هناك لجنة من الخبراء سيتم وضعك تحت اشرافها لعدة اسابيع لتلقينك كيفية القاء الاسئلة وتجميع الاراء وعمل تقرير
قاطعته ديان فى حدة
ومن قال انى اوافق ..هل خدعت نفسك بخوفى من ليلى او خسارتى لها
كان خالد جزء من نفسى وضحيت به..فلماذا تعول على على نفسك ان الم خسارة ليلى سيكون اقسى من الم فراق خالد
ابتسم موشيه بخبث
فى الحقيقة الذى اخبرتك به هو شق من الامر ولكن هناك شق اخر لا يقلاهمية عن التقرير ..امر يتعلق بداليا
اتسعت عينا ديانوهم تغمم
داليا..هل عرفتم من هى
انفرجت اسارير موشيهوتراجع فى كرسيه وهو يرقب الاهتمام المفاجئ على وجهها وقد تحفز جسدها
وضحك سخرية الانثى هى الانثى
افتحى المظروف ستعرفين من هى داليا
وقبل ان تمسكه بيدها امسكه بخفة
وهى تنظر له فى غضب
فتحه وهو يتلذذ بفضولها
وضع صورة امامها لرجل فى اواخر الستينات
احمد الليثى عجوز فى الستينات من عمره ..يملك الشركة المصرية للحواسب
وصورة لشاب فى اوئل العشرينات
عامر احمد الليثى فى اوئل العشرينات ..يدرس فى هندسة الالكترونيات
وصورة لفتاة رقيقة لا تكاد تتخطى مرحلة المراهقة
ندى احمد الليثى
ثم صورة لضابط بالقوات المسلحة
حاتم محمد الليثى رائد بالقوات الجوية المصرية
وهو بالمناسبة ابن عمك ان فاتك الامر ويقطن مع ابيك نفس المنزل بعد وفاة والده وهو صغير
اما الصورة الاخيرة فهى لشقيقته وابنة عمك
تعمد موشية ان ينظر اليها كثيرا ثم ينظر لوجه ديان
ابنة عمك
داليا احمد الليثى
نظرت اليه بشك ولكن شكها تضاعف لذهول وحيرة
فالصورة التى وضعها امامها اثارتها بشكل مخيف وحدقت فيها بانهيار
تذكرت لقاؤها الاول بخالد
تذكرينى بشخص ما
فابنةعمها تكاد ان تكون نسخة كربونية منها فقط مايختلف بينهما هو اللون والفمالقوى الممتلئ الذى تملكه داليا والنمش الذى يغطى وجه ديان
جاءها صوت موشيه سحيقا
رغمكل ما فعلناه بخالد واستخدمنا وسائل شتى من التعذيب رفض الافصاح عن دالياتماما..لقد كانت مفاجئة ان نجد ابنة عمك بهذا الاسم والمفاجأة الاكبر هىالشبه الشديد بينكما
لا معلومات لدينا عن لقائها بخالد..كل مانعرفه انها كانت تعمل بالخدمة الارضية لمصر للطيران..لاى مدى تعرفت بخالد ..لا توجد معلومات مؤكدة
كل ما نعرفه انها ترفض ان تتزوج رغم بلوغها الثامنة والعشرون..يهمس البعض بقصة حب فاشلة.
لكنلا يخفى علىأحد طبيعية عملنا شديدة الحساسية هناك شيئاً يربط داليا هذهبالذات بخالد..لا نبنى عملنا على المصادفات..هناك شيئا يربطها بشبكة ماتخطط لعمليات داخل اسرائيل
يرجح ان خالد لم يرتبط بك عبثا وانالامر كان مخططاً..قبل ابلاغك عنه رصدنا معلومات تخص الامن القومىالاسرائيلى واتعرفين ما مصدرها ديان
اتسعت عينيها من الصدمة وهو يلقى بالكلمة شديدة على سمعها

الحاسوب خاصتك ديان


قادت ديان سيارتها ببطء فى شوارع تل ابيب

تركها موشيه بجملة اخيرة ..ننتظر درك خلال اربع وعشرين ساعة..والا اعتبرى لقاؤنا لم يتم..ثم اردف وهو يضع بعض الشيكلات على الطاولة
على حساب اسرائيل
عدل سترته وهو يقول انت محظوظة يا فتاة اذا لم تقع رقبتك تحت المقصلة ..كنت المشتبه الاول وليس خالد
خبطت بيدها ع المقود..كانت اعصابها مثارة وخفقات قلبها متزايدة ..والغيظ يكاد يقتلها وهى تردد
وهم كل ما عشت فيه وهم
لكن لماذا
كان صوت موشيه جيات يندفع باغنية شرقية ذاعت شهرتها كثيرا فى السنوات الاخيرة
لطالما احبت صوته ..يتحدث عن الحب والخيانة والشوق
طفرت الدموع من عينيها فاوقفت السيارة
وجدت نفسها فى ميدان رابين.. كيكار مالشى سابقا حثتها الزحمة ان تسير مجددا
هتفت فى حنق حقا انك المدينة التى لا تنام
نظرت لساعة يدها انها الثامنة مساءا..انها تقود منذ اكثر من ساعتين بلا هدف
وجدت نفسها تسير فى منطقة الميناء حيث اكبر تجمع للنوادى والحانات
تبحث عنها بلهفة..بصديقة طفولتها..يائيل عزارئيلى
وجدتها بجانب احد البارات تجاذب اطراف الحديث مع احدهم
ناداتها يائيل..يائيل
تمايلت يائيل بفستانها القصير الفاضح ووجها المصبوغ وهى تمضع علكة بكل اريحية واتكئت على نافذة سيارة ديان
هتفت
ديان ..ايتها الشقية لم ارك منذ سنوات
اشارت لها ديان وسط الصخب والهرج
اركبى
يائيل..لدى عمل

زفرت ديان فى غضب ..اركبى سادفع لك