الموضوع: ذبح الموصل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2016, 01:43 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
خبراء دوليون: أهالي الموصل يدفعون الثمن الأكبر في معركة التحرير
Oct 21, 2016


الموصل – الأناضول – يخوض المدنيون من أهالي الموصل في الأيام الأخيرة، معركة حياة على جبهتين كلاهما أصعب من الآخر، فإحداهما مع قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية والتحالف الدولي، والثانية مع تنظيم الدولة الاسلامية، فيما يطاردهم شبح ميليشيات الحشد الشعبي الموجودة على خط المواجهة.

وبينما تشتد الاشتباكات بين القوات العراقية وعناصر تنظيم الدولة*من جهة، تتواصل المخاوف الأممية من نزوح نحو 1.5 مليون مدني من سكان الموصل، لكن خبراء دوليين قالوا إن خيارات سكان الموصول في البقاء أحياء صعبة، إذا أصبحوا واقعين بين مطرقة البقاء وسندان الفرار.

البقاء داخل المدينة ذات الكثافة السكانية يجعل المدنيين معرضون للقصف من قبل قوات التحرير من جهة واستخدام تنظيم الدولة لهم كدروع بشرية من جهة أخرى، كما أن قرار الفرار سيجعلهم عرضة للموت على طرقات المدينة التي تتناثر فيها الألغام والعبوات الناسفة، بحسب الخبراء الدوليين.

أندريس كريج، أستاذ الدراسات الدفاعية في جامعة كينجز في لندن (بحثية حكومية)، وصف حال سكان الموصل بقوله يواجهون كارثة إنسانية، مضيفًا: لو أخذنا في الاعتبار أن التنظيم*سيستخدم المدنيين في الموصل كدروع بشرية لحمايته، فإن بقية الإطراف يواجهون مهمة مستحيلة في إبقاء المدنيين على قيد الحياة.

وتوقع كريج وفق دراسته لأنظمة الدفاع أن يستخدم التحالف خلال الأيام الأولى أسلحة ذات تأثير مدمر مثل المدفعية والقوة الجوية، وعندما تسقط هذه القذائف على مناطق المدنيين حيث يختبىء التنظيم*سوف ستقع الكارثة للمدنيين، بحسب قوله.

وعن خيارات سكان الموصل، يعلق الخبير الدولي إما ان يتم قصفهم أثناء الهجوم على التنظيم*أو يحاولوا الفرار وسيتعرضون حينها لإيذاء من التنظيم*نفسه كإطلاق النار عليهم أو الموت بسبب الألغام، هذا يعني ان جميع الخيارات المطروحة وخيمة على حياة المدنيين.

يزيد صايغ باحث رئيسي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت (خاص) قال: هناك مخاطر واضحة يتعرض لها المدنيين أثناء معركة تحرير الموصل، فهم الآن واقعين بين فكي كماشة فعلياً، حتى أن النزوح الجماعي خلال القتال يشكل مشكلة ضخمة أيضاً، مشيراً إلى أنه كان من الضروري رسم سيناريو ما بعد تحرير الموصل قبل دخولها.

ويرى الصايغ أن عدم مناقشة المشكلات الكبرى للعراق، والتي أدت لظهور التنظيم*وانهيار الجيش العراقي عام 2014، سبب رئيسي في عدم إقدام بقية الأطراف على رسم سيناريو ما بعد تحرير الموصل وغيرها من المدن.

راسماً سيناريو ما بعد تحرير الموصل، يتابع الخبير الدولي الحاصل على دكتوراة في دراسات الحرب: النصر في معركة الموصل سوف يقود العراق إلي أزمة أكبر بعيداً عن التنظيم*وهي ان الحكومة العراقية وبقية الاحزاب لن تستطيع الاختباء طويلاً بدعوى قتال التنظيم*، والتي كانت تستغلها لتجنب مشكلات هائلة في مقدمتها المصالحة السياسية وإعادة الاندماج بالإضافة لفساد اجهزة الدولة وفشل الدولة في تقديم السلع والخدمات الاقتصادية والاجتماعية للسكان.

استاذ العلاقات الدولية في جامعة بردفورد أفشين شاهي قال “للأسف، تكلفة تحرير الموصل من براثن التنظيم*ستكون عالية جداً من حيث الخسائر في صفوف المدنيين، وسوف يدفع المدنيون الثمن الأكبر لتحرير الموصل، فقبل عام 2014 عاش حوالي مليوني شخص في الموصل، بينما يعيش حالياً في المدينة نحو 600 ألف شخص، وهذا يوضح كيف دُمر جزءاً كبيراً من البنية التحتية”.

وتابع الخبير الدولي الذي يحاضر في سياسات الشرق الأوسط: لا شك أن المدنيين أصبحوا بين كفي كماشة، إذا بقوا في منازلهم سيكونوا عرضة للقصف والقتل، وإذا حسموا أمرهم وقرروا الفرار فسيقتلون ايضاً من الألغام المتفجرة المزروعة في جميع أنحاء المدينة من قبل التنظيم*.. أمر صعب للغاية فخياراتهم جميعها صعبة.

وموضحاً كيف ينظر التنظيم*لسكان الموصل، قال شاهي: مقاتلوا التنظيم*عددهم قليل، ويعرفون أنه لن يكون لهم الغلبة، لذا يعتقدون أنه ربما يشكل بقاء المدنيين في الموصل ورقة رابحة لهم.. مستندين إلى اثباتهم في السابق القدرة على استخدام المدنيين كدروع بشرية.