الموضوع: للياسمين جراح
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2011, 08:31 PM
المشاركة 9
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
للياسمين جراح
========
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============

عندما كانت تهل
تسبقها دائما تجلياتها الأنثوية
ينبئ عنها وقع الخطى الرشيقة
وعطر الياسمين ؛ توأمها المحبب .
تثير حواسك كلها
تستفزها
وفي براءة الأطفال جلستْ إليه
جرى رنين صوتها في مسامعه
ومع بحة كلماتها يتفتح من بين شفتيها القرنفل .
فتصحو نوارس الهوى في قلبه
ويتمايل على رفة هدبها ورقصة حاجبها الأيمن
تحرك يديها فتتولد منهما أشعة من نور
في عينيها هودج لغريب أو عابر سبيل
لاينتهي مجلسها معك إلا وقد أصبحت قتيلا ؛ يعشق قاتله !!
يهزمك تألقها
ياسمينا أبيض
أو فيروزا أزرق
ماينبت أسفل جفنيها من نعناع أخضر
حدثته .. فلم يلتفت !
كان في صمت جمال المشهد
يأسره في حديثها إحساس عام بالحيرة

تهاجم الحياة قائلة :
أورثتنا أهوالا تشيب لها الجدائل
يتفتت الصخر منها
وتحترق الخمائل .

كانت تبحث عن لحظة أمان مفقودة
أو رجل بمعنى الكلمة .. يكون غريبا مثلها ...
آه .. لو أعود طفلة تلهو
بلا دمع أو وجع !!
يحبني شاعر
أو يكتب لي قصيدة
لا جنس فيها ولا أسِرَّه !!
لا عُرْيَ فيها ولا خوفَ من أجنة
لا أستار تُرْخى ولا أكنة !!

أريد رجلا من فصيلة الإنسان
لا واحدا من قطيع الأنعام
أريد رجلا يعاملني في البدء
كبيت حرام
يرجم في حضرتي الهوى والشيطان
ينتظرني حتى يبزغ الفجر
مع الأذان .. وتكبيرة الإحرام !!

ولأنه غريب مثلها بين الأنام ..قال :
تعالي
نسافر إلى زمزم والمقام
نبكي هناك ذنوبنا والآثام
فقد نعود طفلين
يحملنا طوق الياسمين
أو أجنحة الحمام
نقاء وبراءة وحنين !!

قالت :
ليس في العمر بقية
يذبل الياسمين بين صبح وعشية
وياعابر السبيل
إن للياسمين جراحاً
تعقبها المنية
فوداعا ياغريب الدار
والهوية
فأنت لا تدري
جانية أنا أم ضحية !!!
القدير حسام الدين
ها أنذا عدتُ والياسمين يشدني اليه..
فمساؤك ياسمين لا جراح فيه..
هي صرخة العمر حين يهرب من بين أصابعنا ولا نملك سوى الشجن
نختصر تأوهات الماضي وأفراحه واتراحه بتمتمات وبضع دمعات ساخنة ..
ترى هل من مفر من ذنوبنا مهما تعاظمت ؟
سؤالٌ يتهالك على حوافِ الثواني كل ثانية
تحية لك وشكر كبير لحرفك الماتع