عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2014, 03:54 AM
المشاركة 4
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الحلقة الاولى
موشيه هالفى

تقول فيروز
حينما ابدا تدوينى لهذه القصة لم ابدا من بيوت المسلمين ولا بيت من بيوت القشتالين بل ابدئها من بيته هو..شخص اخر لم يكن له مقدرا له المشاركة فى قصتنا لكنه قبع خلف الاحداث ..كل الاحداث .. بيت موشيه هالفى
حيث بدأت النهاية من (هقالاه) اليهود ببيوته المتلاصقة وممراته الضيقة واسواره العالية وحراسه الساهرين –بيوت يسكنها اليهود وحدهم و لايجرؤ غيرهم ان يقطن فيها- بيوت عزلتهم ..قاهال اليهود حيث سارة هالفى وموشيه هالفى

نظرت سارة بعيون ملؤها الدمع تطلع لقامته المهيبة ووجهه الصخرى الذى لا يحمل شئ من سمات قومه وهو يعدل هندامه ايذاناً بالرحيل فقامت من فراشها وهى تداعب بخفة خصلة نافرة من شعره الاسود الفاحم فى تموجات تلتف حتى منتصف رقبته وهى تهتف فى لوعة :-
موشيه
حسبك يا سارة-ويمسح تلك العبرات السخية على وجهها الزهرى –لاتبكى يا سارة لا تبكى حبيبتى- اغمض عينيه وهو ياخذها اكثر فى احضانه يطفئ لهيب لن ينطفئ- كانت جميلة كزهرة يافعة – شعرها المجدول يقارب منتصف ظهرها- وقد فكته كغيمة قاسية تدارى جسدها الفتى الا من غلالة ضئيلة تطيح بعقل موشيه كلما التقاها- لها حاجبان مقوسان وفم صغير ممتلئ وعيون منحرفة غائمة دائما بدمع رقراق وقد افترش يداها الصغيرة كثير من الوشم – لم يعكر صفو جمالها سوى انفها المعقوف الذى ورثته عن بنى قومها
تهاوت بخفة بين ذراعيه
حينمانمى الىه صوت العجوز الغاضب فى حدة وهو يردد سفر التكوين بعبرية غاضبة
فى البدء خلق الله السماوات والارضفِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ،. 2 وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ،. 3 أَمَرَ اللهُ : «لِيَكُنْ نُورٌ». فَصَارَ نُورٌ، ...
ضحك فى فتور ..استيقظ العجوز وان كنت اشك فى انه قد نام – يقرأ التوراة – يا لك من زنديق بثياب حبر يا عفوديا
هم بالانصراف فتمسكت به سارة اكثر وهى تزوى بين حاجبيها
دعك منه- مأفون مخرف
ربت على ظهرها بخفة
رفقا يا سارة –رفقا ايتها الغالية –لا شئ سيفرق بينناا- لا ابوك ولا زوجك ولا طائفتنا كلها –حرص فى الجملة الاخيرة ان تعلو وتيرة صوته حتى يسمعها العجوز القابع فى الحجرة بجانبهم وقد كف عن القراءة تماما ثم عاودها بصوت اكثر غضباً ولم يتوقف الا وهو يلمح طيف موشيه بعبر امامه فى الممر..نادى بصوت حاد موشيه:-
لم ينصت موشيه له واكمل مسيرته حتى الباب فلحقه العجوز وهو يتكئ ع الجدار وقد قام فى اثره وهو يقول بتضرع
موشيه-موشيه يا اخى الصغير
التفت اليه موشيه فى بطء ولم تبين ظلمة الممر شئ من غضب وجهه..كل ما ظهرته امامه صورة العجوز المتكئ على الجدار وشمعة باهته يحملها فى يده
وصوت العجوز يردد
تعالى موشيه تعالى يا اخى الصغير- مر عام منذ فارقت منزلنا –تعالى لنتحدث قليلا- ويكمل بتضرع
اى موشيه – لاتخجل اخاك الكبير-
فى تلك اللحظة خرجت سارة من حجرتها وهى تهتف فى غضب
اذهب موشيه لا تستمتع لهذا العجوز المخرف –كفانا ما نالنا من اذاه
كان صوتها يشق سكون الليل فى بيوت اليهود وقد سمع بالفعل اصطكاك الشبيابيك المفتوحة فضولا لسماع صوت سارة المجلجل–فلطم العجوز على صدغيه وهو يوقع الشمعة ارضا
يا عار بنى هالفى يا عار بنى هالفى وهو ينظر من كوة الجدار على الابواب التى بدأ ساكنيها فى الخروج بالفعل على صريخ سارة ابنته الغاضبة
امرها موشيه فى حدة
اذهبى سارة واغلقى فمك-فطاوعته بانكسار –كانت تعرفه اذا كسرت له امر-خبرته سنوات طويلة وعرفت ابدا انه لايقبل بالرفض-فتحت باب حجرتها وهى تشاهده يعود عبر الممره لحجرة ابوها عفوديا دون ان يساعده فى الوقوف
اغلقت حجرتها وهى تعود ذاكرتها لعام مضى

جلس موشيه على الثرية الباهتة وعفوديا يجلس ببطء امامه
سمعت انك حظيت بمنزل فى قصر الخليفة-لا يقارن بمنزلنا الفقير
ضحك فى استخاف
حصلت عليه بنفسى دون مساعدة بنى اسرائيل-انا الطبيب الخاص للخليفة
نظر اليه بعيون واهنة
وبنى اسرائيل تفخر بك موشيه
فاتكا على رسغه وهو يغمز بعينة حالكة السواد باستهانة
وبنى هالفى هل يشعرون بالفخر وانا اغزو بيتوهم ومخدع ابنتهم ليلا
عقد العجوز حاجبيه وهو
كفى موشيه
كفى ايها الشقى –نتغاضى جميعا –عن تدنيسك فراش حزقيال –كل ابناء الحى يتغاضون عن فعلتك الشنعاء
وانك الحقت العار بسارة ابنتى وبزوجها دون ان يطرف لك رمش
فضحك فى مرارة
اجبرتنى ان اجعل من سارة عشيقتى
طلبت منك زواجها فزوجتها حزقيال اخيك الاخر
زفر العجوز فى عمق
الشريعة تمنعنى ان ازوجك اياها انت عمها
وقف موشيه فى غضب
عن اى شئ تتحدث تمنعنى الشريعة ان اتزوج سارة ولا تنمعها ان تزوجها بحزقيال شقيقنا-اى عبث تتحدث ايها المخرف
انا عمها وهو عمها –زوجتها اياه قهرا وانت تعرف ولعى بها وتحدثنى الان عن الشريعة –ثم امسكه من ياقة قميصه
انك تتحدث الى موشيه ايها المخرف اعلم بنى اسرائيل بشريعتها
همس العجوز فى ضعف وهو يخشى قبضة شقيقه الفتى فلم يكن موشيه يتجاوز الثلاثون من عمره
بل اتحدث عن شريعة المسلمين – انت تعمل لديهم ويرحبون بك وسوف تتبوا اعلى المناصب –لماذا تظننا جميعا نتغاضى عن ذهابك لفراش سارة انا وحزقيال وكل الجيرة
نتركك تنفس غضبك يا موشيه- لم نحرمك سارة امرا كهذا لا نفشيه ابدا-لكن زواجك منها كان سيجعل المسلمين يتوجسون منك خيفة فلن يقبلوا ابدا بزواج العم من ابنة اخيه
انك عندهم موسى اللاوى ولست موشيه هالفى
كان موشيه يفكر فى عمق
والعجوز ينهض متكئا عليه
انهض موشيه الحبيب –تعالى اخى الصغير –فيتبعه فى صمت حتى مدخل الدار التى احتلت ربوة عالية
انظر موشيه


احلامنا ترقد فوق التلال الزرقاء غافية حتى اذا ما اشرقت الشمس علىها اينعت اشجار راسخة تغزو كل ارض الاندلس وتعيد مجد بنى عابر

احفظ يهويدتك فى قلبك فقلب اليهودى يغلق على اسراره لكن كن مع المسلمين فى شرائعهم حتى تحظى بمكانة عالية ..ساعتها سنحصل على مبتغانا ..امارة تضم بنى عابر ..سنعود بوطن يضم كل اليهود..لنعيد مجد شلومو
تراقصت شياطين الجحيم امام موشيه وافتر ثغره عن بسمه غادرة وهو يرمق بنى قومه وقد نظروا اليه من خلفات شرفاتهم
وكأنه املهم الاخير
همس عفوديا بصوت كالفيحيح يولد فى بنى اسرائيل كل مائة عام من يقودهم وانت المختار يا موشيه
زفر بعمق واحلامه تتراقص امامه بشراهة تطلع مرة اخرى للتلال الغافية فى فجر الاندلس وصوت الجامع القريب يؤذن فى عمق وصوت رخيم
الله اكبر الله اكبر
عقد حاجبيه فى عمق ويد عفوديا الواهن تغوص فى ذراعه يوما سنمع صليل كنيسنا بفضلك انت موشيه
لم يجبه موشيه بشئ
تراءى له جسد سارة باهتا عند االباب فامتطى جواده بعنف وطار به لا يلوى على شئ
فصرخت سارة مذعورة وطيفه يتلاشى بينما اطبقت يد عفوديا على فمها وشدتها يد اخرى قاسية عجوز شعرها بقسوة – يد حزقيال زوجها وقد امسك فمها وكتمه رغم سنه فقد كان ذو هامة جبارة مكتنزة – همس لعفوديا وسارة تقبع تحت قدميه مشتنجة باكية مرتعشة
اذهب عفوديا لتتلو صلاتك
بينما سحب سارة المنتحبة كالشاة الى حجرتها
وهو يلطمها بعنف وقسوة
وهى يصرخ بنشوة
اصرخى ما بدا لك عاهرة بنى اسرائيل – فكلما ضربتك عارفوا انى اؤدبك
كلما ضربتك نسوا ان ذيل حزقيال مدنس يا عاهرة بنى هالفى
كانت صرخاتها تترد فى حى اليهود وموشيه ينتظر بجواده حتى يخرج من القاهل حيث اعتادوا اغلاق حيهم بابواب حديديه وصوتها يسك مسمعه لكن احلامه كانت واسعة
احلامه تعنى وطن لبنى قومه
وطن فقط لليهود
امارة هو حاكمها0 بل مملكة هو ملكها – سيعيد مجد شلومو مهما كلفه الامر
كانت افكارة متلاطمة متلاحقة كامواج الاطلسى حتى انه لم يشعر بالوقت وجواده يقف امام قصر الخليفة حيث فتحت له الابوب بكل تبيجيل