عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2019, 09:03 PM
المشاركة 109
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
ومن قولنا في رجال الحرب، وأن الوغى قد أخذت من أجسامهم فهي مثل السيوف في رقتها وصلابتها:
سيف تقلد مثله ... عطف القضيب على القضيب
هذا تجز به الرقا ... ب وذا تجز به الخطوب
ومن قولنا أيضا:
تراه في الوغى سيفاً صقيلا ... يقلب صفحتي سيف صقيل
ومن قولنا أيضاً:
سيف عليه نجاد سيف مثله ... في حده للمفسدين صلاح
ومن قولنا أيضاً في الحرب وذكر القائد:
مقيلك تحت أظلال العوالي ... وبيتك فوق صهوات الجياد
تبختر في قميص من دلاص ... وترفل في رداء من نجاد
كأنك للحرب رضيع ثدى ... غذتك بكل داهية نآد
فكم هذا التمني للمنايا ... وكم هذا التجلد للجلاد
لئن عرف الجهاد بكل عام ... فإنك طول دهرك في جهاد
وإنك حين أبت بكل سعد ... كمثل الروح آب إلى الفوائد
رأينا السيف مرتدياً بسيف ... وعاينا الجواد على الجواد
وقد وصفن الحرب بتشبيه عجيب لم يتقدم إليه، ومعنى بديع لا نظير له، وذلك قولنا:
وجيش كظهر اليم تنفحه الصبا ... يعب عبوباً من قنا وقنابل
فتنزل أولاه وليس بنازل ... وترحل أخراه وليس براحل
ومعترك ضنك تعاطت كماته ... كؤوس دماء من كلى ومفاصل
يديرونها راحاً مني الروح بينهم ... ببيض رقاق أو بسمر ذوابل
وتسمعهم أم المنية وسطها ... غناء صليل البيض تحت المناصل
ومن قولنا في هذا:
سيف من الحتف تردى به ... يوم الوغى سيف من الحزم
مواصلاً أعداءه عن قلى ... لا صلة القربى ولا الرحم
وصل يحن الإلف من بغضه ... شوقاً إلى الهجران والصرم
حتى إذا نادمهم سيفه ... بكل كأس مرة الطعم
ترى حمياها بهاماتهم ... تغور بين الجلد والعظم
على أهازيج ظبا بينها ... ما شئت من حذف ومن خرم
طاعوا له من بعد عصيانهم ... وطاعة الأعداء عن رغم
وكم أعدوا واستعدوا له ... هيهات ليس الخضم كالقضم
ومن قولنا في شبهه:
كم ألحم في أبناء ملحمة ... ما منهم فوق متن الأرض ديار
وأورد النار من أرواح مارقة ... كادت تميز من غيظ لها النار
كأنما صال في ثنيى مفاضته ... مستأسد حنق الأحشاء هدار
لما رأى الفتنة العمياء قد رحبت ... منها على الناس آفاق وأقطار
وأطبقت ظلم من فوقها ظلم ... ما يستضاء بها نور ولا نار
قاد الجياد إلى الأعداء سارية ... قباً طواها كطي العصب إضمار
ملمومة تتبارى في ململمة ... كأنها لاعتدال الخلق أفهار
تزور عند احتماس الطعن أعينها ... وهن من فرجات النقع نظار
تفوت بالثأر أقواماً وتدركه ... من آخرين إذ لم يدرك الثار
فانساب ناصر دين الله يقدمهم ... وحوله من جنود الله أنصار
كتائب تتبارى حول رايته ... وجحفل كسواد الليل جرار
قوم لهم في مكر الليل غمغمة ... تحت العجاج وإقبال وإدبار
يستقدمون كراديساً مكردسة ... كما تدفع بالتيار تيار
من كل أروع لا يرعى لها جسة ... كأنه مخدر في الغيل هصار
في قسطل من عجاج الحرب مد له ... بين السماء وبين الأرض أستار
فكم بساحتهم من شلو مصرح ... كأنه فوق ظهر الأرض إجار
كأنما رأسه أفلاق حنظلة ... وساعداه إلى الزندين جمار
وكم على النهر أوصالاً مقسمة ... تقسمتها المنايا فهي أشطار
قد فلقت بصفيح الهند هامهم ... فهن حوامى الخيل أعشار