عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2013, 08:54 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إذا زحفت الجماهير فليس أمامكم إلا الفرار إلى جهنم:
لم يتوقف الحراك الجماهيري ضد العسكر منذ أن وقع الانقلاب، ربما أن هول الصدمة والترويع التي أصابت الناس كنتيجة لما جرى في رابعة أربك الجموع ودفعها للتراجع قليلا ولكنها استمرت في التعبير عن رفضها للانقلاب بشكل أو بأخر وحافظت على زخم الاحتجاج واستمراره حتى عاد ليكتسب مزيدا مع المشاركين والمحتجين وها هي الجماهير تزحف قبل قليل إلى ميدان التحرير.
في قصته بعنوان "الفرار إلى جهنم" كان القذافي، وهو صاحب فكرة الجماهيرية العظمى، مصيبا إذا عبر عن خشيته من المد الجماهير ومن بطش الجماهير إذا ما حصل واندفعت الجموع، وقد استشرف نهايته على يد هذه الجماهير وهذه الجموع حيث قال :


ما أقسى البشر عندما يطغون جماعيا..!! ياله من سيل عرم لايرحم من أمامه!! فلا يسمع صراخة.. ولا يمد له يده عندما يستجديه وهو يستغيث.. بليدفعه أمامه في غير اكتراث! إن طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كلحال.. تزيله الجماعة، ويزيله حتى فرد تافه بوسيلة ما.. أما طغيان الجموع، فهو أشدصنوف الطغيان، فمن يقف أمام التيار الجارف!؟.. والقوة الشاملة العمياء!؟.
وقال أيضا :
كم أحب حرية الجموع، وانطلاقها بلا سيد وقد كسرت أصفادها، وزغردت وغنت بعدالتأوه والعناء، ولكنى كم أخشاها وأتوجس منها!! إني أحب الجموع كما أحب أبى، وأخشاهاكما أخشاه.
وقال: هكذا أحب الجموع وأخشاها كما أحبأبى وأخشاه. كم هي عطوفة في لحظة السرور، فتحمل أبناءها على أعناقها..!! فقدحملت(هانيبال) و(باركليز).. و(سافونارولا) و(داونتون).. و(روبسبير).. و(موسيلينى) و(نيكسون) وكم هي قاسية في لحظة الغضب!! فتآمرت على (هانيبال) وجرعته السم،وأحرقت(سافونارولا) على السفود.. وقدمت بطلها (داونتون) للمقصلة.. وحطمت فكي (روبسبير) خطيبها المحبوب.. وجرجرت جثة(موسيلينى) في الشوارع.. وتفت علىوجه(نيكسون) وهو يغادر البيت الأبيض بعد أن أدخلته فيه وهي تصفق!!
ياللهول!! من يخاطب الذات اللاشاعرة كي تشعر!؟.. من يناقش عقلا جماعيا غير مجسد في أيفرد؟ من يمسك يد الملايين!؟ من يسمع مليون كلمة من مليون فم في وقت واحد!؟.. من فيهذا الطغيان الشامل يتفاهم مع من!؟.. ومن يلوم من!؟.. ومن المن ذاته!!؟


ربما أن الجماهير قد حملت العسكر على أكتافهم في ميدان التحرير في لحظة سرور لم تطل طويلا لأسباب لا حصر لها، بل ويبدو أنها على وشك الانقضاء تماما حيث يظهر بأن الجمهور المعارض للانقلاب يزداد عدده في كل لحظة ويزداد طغيانه...
وإذا ما اندفعت الجموع على شكل سيل عرم ومن دون قائد فسوف يكون طغيانها اشد صنوف الطغيان ولن يتمكن احد من الوقوف أمام تيار الجموع الجارف والقوة الشاملة العمياء..عندها لن يكون أمام العسكر إلا الفرار إلى جهنم.