عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
19

المشاهدات
8140
 
دكتور محمد نور ربيع العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


دكتور محمد نور ربيع العلي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
163

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Jul 2012

الاقامة
الامارات

رقم العضوية
11374
08-22-2019, 03:44 PM
المشاركة 1
08-22-2019, 03:44 PM
المشاركة 1
افتراضي الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر "
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح .
و" الوِقْـر " بالكسر "
في الآيتين الكريمتين :
بقلم د/ محمد نور العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قوله تعالى " وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وَقـْر " فصلت رقم (5) وقوله تعالى " فَالْحَامِلاتِ وِقـْرًا [الذاريات:2]،

الوَقـر : بفتح الواو وسكون القاف " هو ثقل في الأذن يقال : وقِرت أذنه توقر وقرا فهي أذن موقورة إذا صُمّت . ويقال معنى الوقر : أن يذهب بالسمع كله وقولهم " في أذنه ثقل " أخف من قولهم " في أذنه وقر " كما جاء في كتاب المحكم لابن سِيْدَه ولذلك قال الدمشقي في كتابه اللطائف اللغوية في فصل ترتيب الصمم : يقال بأذنه وقر فإذا زاد فهو صمم فإذا زاد فهو الطرش فإذا زاد حتى لا يسمع الرعد فهو صلخ.

والوقـر: بكسر الواو وسكون القاف هو الحِمل، كما يقال: حملني فأوقر لي راحلتي، أو حمّل راحلتي فأوقرها لي، أي: حمَّلها أقصى ما تستطيع حمله، . فقوله " فالحاملات وقراً " أي: الحاملات أقصى ما يستطاع من حمل.
وعلى ذلك فمن العلماء من قال: إن الحاملات وقراً، هي: الرياح التي تحمل السحب التي أثقلتها وأوشكت أن تسقط،
أو السحب التي حمّلت بالماء. وهذا قول علي رضي الله عنه , وله شاهد من قول زيد بن عمرو بن نفيل الذي تحنّف في الجاهلية قال:
وأسلمت نفسي لمن أسلمت له
المزن تحمل عذبا زلالا .
ومنهم من قال: إن الحاملات: هن النساء الحوامل اللواتي أشرفن على الوضع، أو حملن حملاً ثقيلاً، كما قال الله سبحانه وتعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف:189].

والوقر بمعنى الحمل الثقيل له شواهد في كلام العرب والسنة , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لغلامه سفينة وقد كان غلاما لأم سلمة ووهبته للنبي وذلك حينما خرج ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ابسط كساءك فبسطه فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه عليه فقال النبي وقتها: "احمل فإنما أنت سفينة " يقول سفينة :"فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو سبعة ما ثقل علي".
وقال الذهبي في سيره في ترجمة الشافعي : كتبت عن محمد بن الحسن فقيه العراق وقر بعير من علم . يعني الحِمل الثقيل ، دلالة على الكثرة . وبناء عليه " فالحاملات وقرا " أي حملاً ثقيلا
والوقر بالكسر : الحمل الثقيل يُحمل على ظهر أو رأس . وجمعه : أوقار . ويقال : أوقر بعيره إيقارا . ويقال : نخلة موقـَرة " بالفتح وبناء على ما تقدم نستطيع التفريق بينهما بما يلي :
أولا :
الوقر بالكسر : الحمل الثقيل ويطلق على السحاب مجازا كما ذكر الزبيدي في تاج العروس .
والوقر بالفتح : ثقل في الأذن أو الصمم. وهو كناية عن عدم سماع الحق .
ثانيا :
الوقر بالكسر : يقال فيه " دابة موقَـَرة ونخلة موقرة " بالفتح . وقد أوقر بعيره إيقارا . بينما " الوقر " بالفتح " يقال : وقـِرت أذنه توقر وقرا فهي موقورة وليس موقرة . وقياس مصدرها " وقـَرا " بالتحريك . إلا أنه جاء بالتسكين .
فهذه أهم الفوارق بين اللفظتين فتحا وكسرا . والله أعلم .