قـالوا حـجم العـتب على قـدر المحـبـة ، وقـالوا : العـتب صابــون القـلوب ، وقال عمـر بن الخطـاب رضـي الله عنه : " لا تقـطع أخـاك على ارتياب ، ولا تهجـر دون استعتاب " !!
فمـا أجمـل العـتاب بين الأحـبـاب عـندما يُـقـام لهـدف وتـُذكـر معـه الأسـبــاب ...!
أمـّا العـتب العـشـوائـي ، فهـو شبيــه اللـوم وأكـبر قــوالــب التهمــة ؛ حيـن لا توضـع النقـاط على الحـروف ولا يتحـدّد العـتب ؛ بل يتحـوّل مع أول جـلسـة إلى نبــرة غـضب ، وكأنّ المُـعاتِـب يقــول : سُـحقـًا للــودّ القـديـم ..!
كثـيرًا ما نسمـع مـن بعـض النـاس أو نصـادف الـقليـل من الأشخـاص يتصنـّعون - أو يتـّصِـفـون - بعشـوائية العـتاب وأيدلوجية التفكيـر الوعائي القـائم على الأوهـام والتصـورات الخاطئة والإمـلاءات النفـاقيـة والتعبئات المـلوثـة - من أصحاب القلوب السوداء - للتفـريق بين الإخـوة والأقـارب والأصدقــاء بهـدف زرع الفـتنة وإضـرام النيــران فـي حـطب التنافـر والبغـضـاء ، لِـيخرج الفـاعل المـستتـر بقـهقـهة تـدوّي عـبر الأرجـاء ويضـع على طـريق الحـب والصـداقـة أشـواكـًا مسمــومـة ، وعبـثـًا .. تحاول بشتـى الطـرق أن تفـهم الأمـر أو تفـسّـر هـذا الموقـف وتسأل صديقـك بكل إلحــاح ، ما سـبب ( غضبك ) وما دليـلك ولمـاذا الاتهـام وكيف تصـفني بكـذا وكـذا وأنت تعـلم كـل شيء عـني ؟؟؟ ويـردّ صديقـك ( بكلماتٍ محـفوظـة ) " يُـردّدها " لا تسألني ولـن أخبركـ بدلـيل ولا يحـقّ لك التحقيـق معـي فأنا لـستُ سجينـًا لديـك !! ... ثـم تنظـر إليـه نظـرة شفـقـة وتعـرف من عـيـنيـه أنـّه مُـعبأ كـ ( اسطوانات الغـاز ) لِـينفجـر أمامك وتصـبح عائمـًا في دوّامـة العـتب العـشــوائـي ..!!