عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2020, 08:32 AM
المشاركة 1494
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَخْيَبُ مِنْ حُنَيْنٍ ....

قد اختلف النسابون فيه ، وقد ذكرت قول أبي
عبيد وابن السِّكِّيت فيه في حرف الراء عند
قولهم " رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْن " وأما الشَّرقي بن
القطامي فإنه قال : كان حُنَين من قريش ، وزعم
أن أصل المثل أن هاشم بن عبد مناف كان رجلاً
كثيرَ التَّقَلُّبِ في أحياء العرب للتجارات والوِفادات
على الملوك ، وكان نُكَحَة ، فكان أوصى أهلَه أنه
متى أتوا بمولود معه علامته قَبِلوه ، وتصير علامة
قبولهم إياه أن يَكْسُوهُ ثياباً ، ويلبسوه خُفَّاً ، ثم
إن هاشماً تزوج في حيٍّ من أحياء اليمن ، وارتحل
عنهم ، فوُلِدَ له غلام فسماه جَدُّه أبو أمه " حُنَيْنَاً "
وحمله إلى قريش مع رَجُل من أهله ، فسأل عن
رهط هاشم ، فَدُلَّ عليهم ، فأتاهم بالغلام ، وقال :
إن هذا ابنُ هاشِمٍ ، فطالبوه بالعلامة ، فلم تكن
معه ، فلم يقبلوه ، فرد الغلام إلى أهله فحين رَأَوْه
قالوا : جاء بخُفِّ حُنَيْنٍ ، أي جاء خائباً حين جاء
في خف نفسه ، أي لو قُبل لألبس خف أبيه .
وقال غيره : كان حنين رجلاً عبادياً من أهل دومة
الكوفة وهي النجف محلة منها ، وهو الذي يقول :

أَنَا حُنَيْن وَدَارِي النَّجَفُ
ومَا نَدِيمي إلا الفَتَى القَصف
ليسَ نَدِيمي المنجَلُ الصلف


وكان من قصته أن دَعَاهُ قومٌ من أهل الكوفة إلى
الصحراء ليغنيهم ، فمضى معهم ، فلما سَكِرَ سَلَبُوه
ثيابه وتركوه عُرْيَاناً في خُفَّيْهِ ، فلما رجع إلى أهله
وأبصروه بتلك الحالة قالوا : جاء حنين بِخُفَّيْهِ ،ثم
قالوا : أَخْيَبُ مِنْ حُنَين ؛ فصار مثلاً لكل خائب
وخاسر ، ثم قالوا : أصحب لليائس من خفي
حنين ، فصار مثلاً لكل يائس وقانط ومكدر .