عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2011, 10:17 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولدت الشاعرة الإنجليزية كريستينا جورجينا روسيتي (1830 – 1894) في حي من أحياء العاصمة البريطانية لندن لأبوين إيطاليين. كان شقيقها دانتي غابرييل روسيتي (1828 – 1882) شاعراً ورساماً. تلقت روسيتي تعليمها في البيت وشجعتها عائلتها على الكتابة. وقد ظهر نبوغها في سن مبكرة، مما جعل جدها ينشر لها مجموعة شعرية في المطبعة التي كان يملكها ولم يتعد عمرها سبعة عشر ربيعاً.



كان للدين أثره العميق في حياتها وأعمالها الشعرية. فقد رفضت الموافقة على خاطبين من الشخصيات المرموقة لأن أحدهما تحول إلى مذهب مخالف لمذهبها ولأن الآخر كان ملحداً. ولعل مشاعر نكران الذات هذه كانت وراء تكرار تيمة العزوف عن العواطف الدنيوية في شعرها وكان إيمانها العميق مصدر إلهام كبير لها وسبباً في ذهابها بالاتجاه الروحاني.



لم تكن روسيتي تتمتع بصحة جيدة. وقد أدى المرض بها إلى العجز مع بلوغها سن الخمسين. لكنها استمرت في الكتابة فأصدرت عملين أدبيين حت قبل وفاتها بعامين، بالإضافة إلى مجموعة من قصائدها المتأخرة أصدرها شقيقها الكاتب والناقد ويليام ميشيل روسيتي.



كانت روسيتي تعتبر أعظم شاعرة نسائية في اللغة الإنجليزية حتى عصرها. وقد تم ترشيحها للقب أميرة الشعراء، لكن مرضها الأخير حال دون وصولها إلى اللقب. وفي مطلع القرن العشرين خبت شهرتها في ظل اتجاهات الحداثة. لكنها عادت إلى الواجهة في السبعينيات من القرن الماضي، حيث اهتم النقاد والباحثون بدراسة أعمالها مجدداً، وأصبحت تعتبر من أعمدة الأدب الفكتوري.



تميزت أفضل أعمال روسيتي الشعرية بكونها قوية، وشخصية، وتلقائية. صدرت للشاعرة في حياتها عدة مجموعات شعرية، إضافة إلى ديوان شعري للصغار احتل مكانة خاصة بين كتب الأطفال التي صدرت في القرن التاسع عشر.


ترجمة: نزار سرطاوي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)