عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2011, 05:18 PM
المشاركة 3
عبد اللطيف غسري
شاعر ومترجـم مغـربي
  • غير موجود
افتراضي
قصيدة..
انسِلالُ الشوق
عبد اللطيف غسري

الشوقُ مِن عَينيكِ لا يَنسَــــــــــــــــلُّ
حتَّى يَرِفَّ بحاجِبَيْكِ الليـــــــــــــــــلُ

تتأجَّجينَ مِن التشَوُّفِ جِــــــــــــــذوةً
شَهْلاءَ مِنها الوشوشاتُ تُهِـــــــــــــلُّ

وتُنيرُ في سِفْرِ الهوى أوراقُـــــــــــهُ
وقوافِلُ الكلماتِ فيهِ تُغَـــــــــــــــــلُّ

وأَبِينُ عن نفسي بأمْكنة الـــــــــرُّؤى
وتضيقُ أزْمِنتي بها وتقِــــــــــــــــلُّ

وأراكِ في عَبقِ اللقاءِ وعِطـــــــــرهِ
بَجعًا بعاصفةِ النزوعِ يَحِــــــــــــــلُّ

مَن لي بِأُفْقٍ أحْتويكِ بظِلِّـــــــــــــــهِ
تتدَثَّرينَ فلا يُضيءُ الظِّــــــــــــــــلُّ

هيهاتَ! ترتبكُ المسافةُ مِنكِ مــــــــا
بينَ الدروبِ.. قِياسُها يَخْتــــــــــــــلُّ

حتى الجليدُ يعِجُّ منكِ بياضُــــــــــــهُ
وَهَجًا وتشتعِلُ الرُّبا والطَّـــــــــــــلُّ

وتضِجُّ في شَفتيكِ قهقهةُ اللظــــــــى
والصمتُ يَتعَبُ إِثْرَها ويَكِــــــــــــلُّ

هذا الشعورُ الغَضُّ مَكْسُوٌّ بهـــــــــا
والقلبُ مُسْتعِرٌ بها مُعْتَـــــــــــــــــلُّ

هل تنْظرينَ – بِخَلْوةِ الذكرى – إلى
عَهدٍ تساقتْ مِن طِلاهُ الخيـــــــــــلُ

أيَّامَ كُنتِ سُلافةً مكنونــــــــــــــــــةً
مِن شُرْفةِ النَّجوى شذاكِ يُطِـــــــــلُّ

تتفَتَّقينَ على الدفاتر غَيْمـــــــــــــــةً
منها رذاذُ قصيدتي يَنهَـــــــــــــــــلُّ

وتُدِرُّ فوق جوانحي مطرَ الرِّضــــــا
والحَرْفُ من زخَّاتِها يبْتَـــــــــــــــلُّ

وتشِفُّ في بَرَدِ الكلام نوازعـــــــــي
وتتوه عن غاياتِها وتَضِــــــــــــــــلُّ

وكأنَّني – والصمتُ يَشهَدُ – زورقٌ
أصبو فيَجْرِفني إليكِ السَّيـــــــــــــلُ

وأذوبُ في مَوجِ الشجونِ وأخْتفــــي
والبَعضُ مِنِّي يَحْتويهِ الكُــــــــــــــلُّ

وأهُبُّ فوقَ عُبابِ عشقِيَ طافِيًــــــــا
والبَحرُ في جَسدِ العراءِ يُشَـــــــــــلُّ

آيت اورير – المغرب
13/10/2011