عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2014, 11:00 AM
المشاركة 16
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الوشاحون المعاصرون:
سنعرض هنا مختصر سير أعلام التوشيح في العصر الحديث مع نماذج من فنهم:

1. إلياس فرحات *:
ولد إلياس
حبيب فرحات في عام 1311 هجري و الموافق لعام 1893 ميلادي بكفرشيما بلبنان ، نزح من لبنان إلى البرازيل سعياً وراء الرزق، وذلك عام 1915 وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، سعيا وراء الرزق و طلبا لحياة الحرية مارس التجارة و لكنه لم يفلح فيها ، اشتهر بدفاعه عن القضية العربية، توفي في عام 1397 هجري و الموافق لعام 1976 ميلادي .
1. موشح تام ( خصلة الشعر) من بحر الرمل :

خُصْلَةُ الشَّعْـرِ التي أَعْطَيْتِنِيهَا = عِنْدَمَا البَيْـنُ دَعَانِي بِالنَّفِيـرْ
لَمْ أَزَلْ أَتْلُو سُطُـورَ الحُبِّ فِيهَا = وَسَأَتْلُـوهَا إِلَى اليَوْمِ الأَخِيـرْ

***
خُنْتِ عَهْدَ الحُبِّ لا بَأْسَ فَإنِّي = مُكْتَـفٍ بِالأَثَـرِ الغَالِي الثَّمِينْ
فَإِذَا مَا عُـدْتُ أَحْيَا بِالتَّمَنِّي = بَعْدَ أَنْ مَنَّيْتِنِـي عَشْرَ سِنِيـنْ
أَحْمَـدُ اللهَ فَمَا الإخْلافُ مِنِّي = إِنَّنِي كُنْتُ لَكِ الصَّـبَّ الأَمِينْ
********
رَاجِعِي سِيـرَةَ حُبِّي رَاجِعِيهَا = فَهْيَ نُـورٌ سَاطِـعٌ لِلْمُسْتَنِيرْ
وَإِذَا مَـرَّتْ بِكِ الرِّيحُ سَلِيهَا = إِنَّهَا تَعْـرِفُ مِنْ أَمْرِي الكَثِيرْ

***
هَيْكَلُ الحُـبِّ تَدَاعَى وَتَرَامَى = تَارِكَاً لِلْعَيْـنِ أَطْلالَ الوَفَـاءْ
كُتُبَاً تُوقِـظُ فِي قَلْبِي الهِيَامَا = كُلَّمَا نَامَ عَلَى ذِكْـرِ الجَفَـاءْ
إِنَّنِي أَرْنُـو إِلِى الخَطِّ احْتِرَامَا = فَأَرَى فِي الخَطِّ أَنْقَاضَ الرَّجَاءْ
*****************
وَأَرَى الأَسْطُـرَ آثَارَاً تَقِيهَا = غَيْرَتِي الشَّمَّاءُ مِنْ عَبَثِ العُصُورْ
وَأَرَى الحِبْرَ وَقَدْ جَـفَّ شَبِيهَا = بِدَمٍ جَفَّ عَلَى بَعْضِ الصُّخُورْ
***
وَأَرَى فِيمَا أَرَى شَكْـلاً فَظِيعَا = خُصْلَـةَ الشَّعْرِ أَرَاهَا فَإِخَالْ
جُثَّـةَ الحُبِّ وَقَدْ خَـرَّ صَرِيعَا = تَحْتَ أَنْقَاضٍ عَلَيْهَا الدَّمْعُ سَالْ
فَيَفِيض القَلْبُ مِنْ عَيْنِي دُمُوعَا = وَتَرُوح الرُّوحُ عَنْ دُنْيَا الضَّلالْ
***************
تِلْكَ آثَـارُ هَوَانَا فَانْظُـرِيهَا = تَعْلَمِي مَاذَا جَنَى ذَاكَ الغُـرُورْ
وَدُمُـوعٌ صُنْتِهَا لا تَذْرِفِيهَا = لَيْسَ يَمْحُو جُرْمَكِ الدَّمْعُ الغَزِيرْ

***
رَبْطَة القَلْبَيْنِ حَلَّتْهَا يَـدَاكِ = وَيَدِيْ تَأْبَى امْتِهَانَ الشَّعَـرَاتْ
لَمْ يُحَرِّكْهَا إِلَى الإِثْمِ جَفَـاكِ = فَهْيَ لا تَعْرِفُ غَيْرَ الحَسَنَـاتْ
لَمْسُهَا مَجْمُوعَة الشَّعْـرِ يُحَاكِي = لَمْسَ هَذَا الثَّغْر تِلْكَ الوَجَنَـاتْ
***************************
إِنْ أَعُدْ بَعْـدَ التَّنَائِي تُبْصِريهَا = مِثْلَمَا سَلِّمْتِهَا يَـوْمَ المَسِيـرْ
فَهْيَ كَالطِفْلَـةِ فِي حِضْنِ أَبِيهَا = لا تَرَى إلا حَنَانَاً وَشُعُـورْ

***
هِيَ أَصْفَى مِنْكِ حُبَّـاً وَودَادَا = هِيَ أَوْفَى مِنْكِ رَعْيـَاً لِلذِّمَمْ
هِيَ فِي غَيِّ الصِّبَا لَمْ تَتَمَـادَى = هِيَ لَمْ تَتْبَعْ هَوَىً جَـرَّ نَدَمْ
أَنْتِ قَوَّضْتِ مِنَ الحُـبِّ العِمَادَا = أَنْتِ خُنْتِ العَهْدَ عَمْدَاً وَهْيَ لَمْ
*************
لَمْ تُرَاوِغْ، لَمْ تُرِ الصَّـبَّ بِفِيهَا = عَسَلاً ، وَالخَلّ فِي القَلْبِ يَفُورْ
قَد وَفَتْنِـي ، وَأَنَا أَيْضَاً أَفِيهَا = فَكِلانَا حَافِـظٌ عَهْـدَ العَشِيرْ

***
كُلَّمَا أَذْكُـرُ أَيَّـامَ صِبَانَا = وَلَيَالِيهَا اللَّذِيـذَاتِ العِـذَابْ
تَصْهَرُ الأَحْزَانُ فِي صَدْرِي الجَنَانَا = فَأُقَاسِي كُلَّ أَنْـوَاعِ العَـذَابْ
فَإِذَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمَـوْتَ حَانَا = وَتَصَـوَّرْتُ نُزُولِي فِي التُّرَابْ
**********************
نَشْقَةٌ مِنْ خُصْلَـةِ الشَّعْرِ تَلِيهَا = قُبْلَةٌ تُخْمِـدُ ذَيَّـاكَ السَّعِيرْ
فَتَخُوض النَّفْسُ بَحْرَ الأُنْسِ تِيهَا = وَيَزُول اليَأْسُ عَنْ قَلْبِي الكَسِيرْ

_________________________
* انظر ترجمته كاملة في كتابنا ( مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر) على شبكة الانترنت.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا