عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
3518
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
04-14-2018, 04:23 PM
المشاركة 1
04-14-2018, 04:23 PM
المشاركة 1
افتراضي القصيدة .. ذلك المجهول .. نصائح ومحاذير
القصيدة .. ذلك المجهول .. نصائح ومحاذير
======================
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
تأثرت كثيرا من شكوى شاعر شاب أقدر اجتهاده في عالم القصيدة .. من قوله أنه سيترك كتابة الشعر لأنه منذ ستة شهور لم يستطع كتابة شيئ ... عز علىَّ ذلك وحاولت أن أجد له مايعين أو يساعد على تجاوز الأزمة التى تمر بالجميع ... وهو ما أقدمه هنا راجيا أن أكون قد وُفقتُ :

أولا : القصيدة .. ذلك المجهول :
يقول نزار :
فيما يتعلق بي تأتيني القصيدة أول ماتأتى بشكل جملة غير مكتملة وغير مفسرة .. تضرب كالبرق وتختفي كالبرق .. فلا أحاول الإمساك بالبرق بل أتركه يذهب مكتفيا بالإضاءة التى يحدثها .. وأرجع للظلام وأنتظر إلتماع البرق من جديد ... قد يطول انتظاري له وقد يقصر .. لكنى لا أحاول أبدا استحداث برق صناعي ... ومن تجمع البروق وتلاحقها تحدث الإنارة النفسية الشاملة وأبدأ العمل على أرض واضحة .
تجيئني القصيدة بشكل مباغت أحيانا .. تدخل علىَّ وأنا في المقهى وأحيانا تركب معى الأوتوبيس وأحيانا تشد معطفي وأنا أجتاز الشارع
فهى إذن حاضرة قبل حضورها ولا تنتظر سوى الفرصة المناسبة لتفتح الباب وتدخل ز
طبعا أنا أفكر فيها لكن التفكير فيها لايقدم ولا يؤخر في زمان حضورها
هناك قصائد كقصيدتى ( حُبلى ) ظللت أفكر فيها عشر سنوات ولم تحضر إلا في السنة الحادية عشرة
هوايتى المفضلة هي الجلوس أمام ورقة نظيفة أنتظر السمك الذي قد يحمله البحر .. قد يجيئ السمك في يوم أو أسبوع أو شهر أو قد لا يجيئ ... فأخلاق السمك وأخلاق القصائد متشابهة
والمطلوب فيمن يحب الأسماك الجميلة أن يصبر لأن البحر دائما يكافيء الصابرين
باختصار أريد أن أقرر :
1- إن القصيدة هي التى تتقدم إلى الشاعر ليكتبها لا العكس وبتعبير آخر ليس الشاعر هو الذي يكتب القصيدة وإنما هي التى تكتبه

2- حضور القصيدة على الورق متأخر جدا على زمن تكونها الحقيقي وشكلها الأخير - اي الشكل الذي نقرؤه - هو المحطة الأخيرة التى يصل إليها القطار بعد سفر طويل قد يصل إلى ألوف السنين الشمسية .


ثانيا : نصائح ابداعية

في البدء كانت الكلمة
والكلمة فضاء فسيح ؛ تذوقا كانت أو ابداعا
وفي كلتا الحالتين تحتوينا .. تعتصرنا .. حتي نصبح كائنات هائمة في نورانيتها حيث لا يطيب لنا التفاهم بعد ذلك الا مع كائنات من نفس الفضاء .. تلك الكائنات المرهفة في عالم الكلمة .
ولأن الابداع كما يقولون :
( ترجمة لمعاناة المبدع وتعبير عما يتفاعل في ذاته ) او كما قال ابن منظور في لسان العرب " انه الانشاء علي غير حذاء أو مثال " .
لذلك يكون الابداع ملكا للمبدع وحده ؛ ولا يقبل السرقة أو الاغتصاب .
لكننا قد نستفيد من تجارب الآخرين ؛ ونصائحهم أن كانوا مخلصين فيها واذا كانوا جادين في نقل حصاد خبراتهم الي السالكين طريقهم في فضاء الكلمة الفسيح .

من هؤلاء الشاعر الألماني الكبير " ريلكه " حيث قرأت له من سنوات نصائح عدة لشاعر في البداية لم أقرأ مثلها نقاء واخلاصا في النصيحة .. رأيت أن اقدمها الي الاخوة والاخوات اصدقاء واعضاء " همس الثقافية " .
فماذا يقول الشاعر الالماني الكبير ؟ :

** اياك والوهم الذي قد يأتي اليك في هيئة كلمة أو عبارة مشجعة .. بمعني الا نقف عندها حتي لا نتأخر أو يسبقنا الآخرون .

** ان نظرة الناشئ متجهة الي الخارج .. وعليه ان يتجنب ذلك فلا أحد يستطيع أن يمنحك العون أو الصفح ... لا يوجد سوي طريق واحد .. التمسه بنفسك .. ابحث عن الحاجة التي تجعلك تكتب !1
والذات هي النبع الحقيقي والمرشد الوحيد الذي لديه القدرة ان يكون دليلك !!

** الوحدة .. هي عصاك السحرية ؛ بمعني أن تأوي الي نفسك كثيرا ولا تعامل أحدا ؛ اي أن تكون الوحدة وسيلتك لخلق زاوية شديدة الخصوصية للكشف والمعرفة .

** الأسئلة ضرورة للمبدع ؛ والعبرة ليست في طرح الأسئلة علي الذات .. ولكن في المعايشة ؛والاحساس .. لتأت الاجابة من منطلق المحبة والارتباط بالطبيعة أو التعلق بها ؛ وبما هو بسيط أو ثانوي فيها مما لا يعيره أحد انتباها .

** القراءة هي الدعامة الرئيسية والسند الكبير لكل مبدع ... وهنا عليك بقراءة الابداع .. وقلل من قراءة كتب النقد .. وفهم الاعمال الصعبة يأتي بالمحبة ؛ فاترك بذرة الاحساس تنمو وتنضج في الظلمة .. في اللاوعي .. انتظارا لساعة ولادة .

** أكتب ماتراه بما تراه .. وتجنب تلك الموضوعات السائدة لأنها الأكثر صعوبة .. اكتب أحزانك .. رغباتك ... افصح عن الأفكار التي ترد علي خاطرك ... وبصراحة حميمة ... واياك أن تتهم يومك بأنه فقير ؛ واذا حدث فاتهم نفسك ولا تتهمه ؛ لأنه لا شيء فقير أمام المبدع ولو كان في سجن لا قدر الله .

** كن صبورا ؛ وليكن نموك وفق قانونك ؛ ذلك
أن الفن _ الابداع - يحتاج الي رقة أكثر مما تحتاج فراشة والي قوة أكثر من قوة ثور والي سياسة اكثر من سياسة نمرة والي صبر اكثر من صبر نملة !!

ذلك ماقدمه "ريلكه "
ولعل خلاصته أن يتحلي الانسان بالصدق فيما يكتب وعليه بالصبر وعدم التعجل حتي يصل الي مايصبو اليه .

ثالثا : تريد أن تصبح كاتبا .. محاذير راعها

تريد أن تصبح كاتبا
==========
تشارلز بوكوفسكي
==========

إذا لم تخرج محمومة منك
رغما عن كل شيء
فلا تفعلها .
إذا لم تخرج دون أسئلة
من قلبك ومن عقلك ومن فمك
ومن أحشائك
فلا تفعلها .
إذا كان عليك أن تجلس لساعات
محدقا في شاشة الكمبيوتر
أو منحنيا فوق الآلة الكاتبة
باحثا عن الكلمات
فلا تفعلها .
إذا كنتَ تفعلها للمال أو الشهرة
فلا تفعلها .
إذا كنتَ تفعلها
لجلب النساء إلى سريرك
فلا تفعلها .
إذا كان عليك الجلوس هناك
واعادة كتابتها مرة بعد أخرى
فلا تفعلها .
إذا شق عليك مجرد التفكير في فعلها
فلا تفعلها .
إذا كنت تحاول الكتابة مثل شخص آخر
فانس الأمر
إذا كان عليك انتظارها
لتخرج مدوية منك
فانتظرها ...بصبر
إذا لم تدو منك أبدا
فافعل شيئا آخر .
إذا كان عليك أن تقرأها أولا لزوجتك
أو صديقتك أو صديقك
أو والديك ؛ أو أي أحد على الإطلاق
فأنتَ لست جاهزا .

لا تكن مثل كثير من الكتاب
لا تكن مثل آلاف البشر
الذين يسمون أنفسهم كتابا
لاتكن بليدا ومملا ومدعيا
لاتدع حب ذاتك يستهلكك
مكتبات العالم قد تثاءبت حتى النوم
بفضل أمثالك
لا تضف إلى ذلك

لا تفعلها
إلا إن كانت تخرج من روحك كالصاروخ
إلا إن كان سكونك قد يقودك للجنون
أو للانتحار أو القتل
لا تفعلها
إلا إذا كانت الشمس داخلك
تحرق أحشاءك

لا تفعلها
عندما يحين الوقت
إذا كنتَ مختارا
ستفعلها الكتابة من تلقاء نفسها
وستستمر بفعلها مرارا وتكرارا
حتى تموت
أو تموت هي داخلك
لا توجد طريقة أخرى