عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2010, 04:36 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من قصيدة المتنبي في رثاء جدته:

طلبت لها حظا ففاتت وفاتني ..........وقد رضيت بي لو رضيت بها قسما
فأصبحت استسقى الغمام لقبرها....وقد كنت استسقى الوغى والقنا الصما
................................ ..............................
هبيني اخذت التأر فيك من العدى ........فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى
................................ ...............................
ولو لم تكوني بنت أكرم والد ..........لكان أبوك الضخم كونك لي أما
لئن لذ يوم الشامتين بموتها ..............لقد ولدت منى لأنفهم رغما
تغرب لا مستعظما غير نفسه ................ولا قابلا إلا لخالقه حكما
................................ ...............................
وما الجمع بين الماء والنار في يدي بأصعب أن اجمع الجد وألفهما
............................. ...............................
واني لم قوم كأن نفوسهم ..........بها انف أن تسكن اللحم والعظما
كذا أنا يا دنيا إذا شئت فأذهبي ...ويا نفس زيدي في كرائهها قدما
فلا عبرت بي ساعة لا تعزني ........ولا صحبتي مهجة تقبل الظلما

يرى طه حسن أن هذه القصيدة خالدة يرثى فيها المتنبي جدته وقد ملئت بالعواطف المكظومة والأهواء المكتومة والخواطر التي لا يعرب عنها إلا بالإشارة والتلميح.
فهو قد طلب لجدته حظا لم يدركه لأنها أسرعتإلى الموت ولان هذا الحظ أبطأ على طالبه. وهو يسأل كيف يستطيع أن يثأر لها من الحمى التي قضت عليها على فرض أنه استطاع أن يثأر لها من الأعداء الذين أساءوا إليها.

ويدل هذا في رأي طه حسين على أن سرا من الأسرار كان يكتنف حياة أبي الطيب ويحيط بأسرته ويستر عنها حقيقة الصلة التي كانت بينه وبين هذه الجدة الصالحة.

ويلمح المتنبي في القصيدة بأن قوما قد يسرون بموت جدته ويمتون به وبها ولكنه يعلن إلى هؤلاء الناس أنها إن مضت وأعجزها الموت عن أن تكبتهم وترد كيدهم في نحورهم فقد ولدته رغما لأنوفهم وكبتا لما في صدورهم من الحقد والشنآن.
ثم هو يصف لنا نفسه كما تعود أن يصفها شديدة البأس قوية المراس أبية الضيم ممتنعة على الذل.