عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2020, 03:43 AM
المشاركة 6
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: وأكره حكامها الظالمين

(على لسانِ شابٍ جزائريٍّ يقولون له كل يوم: عد غدا).



أنا.. لستُ أكرهُ هذي البلاد، ولا أهلَها الطيّبينْ..
فقط أكره الحاكمينْ.

ولا أكرهُ الأرضَ..
أكرهُ أقدامهمْ إذ تدوس ترابًا سقيناه من دمنا من أُلوف السنينْ.

وأكرهُ حكّامنا الظالمينْ.

♦

فيا سادة الأمرِ إنّي أريد فقط وطنا لا يُعاملني (كالعدوِّ)،
أريدُ وزيرا يصون شؤون العبادْ.

أريدُ وُلاةً يسوسون أمر الرعيةِ دون اضطهادْ.

أريدُ رئيسا يقاسمنا الخبزَ والتمرَ، لا آمرا ناهيا ليقولَ لنا إنني ربُّ هذي البلادْ.

♦

تعبتُ من الأبجديةِ لا تمنح الفقراء سوى لُغةٍ للمنامْ.

وتمنحُ للحاكمين الحقيقةَ، تمنحهمْ أيَّ شيءٍ أرادوا، وتمنحهمْ _لو يشاؤونَ_ حقَّ التبوُّل فوق الأنامْ.

تعبتُ من الصبرِ، والصبرُ أطولُ من عمرنا.. عمرُنا ليس إلا عذابا يطولُ بلا أملٍ، ويقول الرئيسُ غدا تخرجون إلى (جنةِ) الخلدِ، لكنها جنةٌ من كلامْ.

♦

أنا..
أيّها البائسونْ؛
أحبّ البلادَ، وأكرهُ حكّامها الظالمينْ.

أنا..
أيها الطيّبونْ؛
سأنهي الخطابَ، فقولوا لهمْ إنّهمْ _كلّهم_ ميّتونْ.

وحينَ نسيرُ غدا في الطريقِ إلى بيتنا سندوسُ عليهمْ..
فقولوا لهمْ إنهمْ تحتنا الأسفلونْ.

إنهمْ
تحتنا
الأسفلونْ.

:
لم أستطِع إلّا اقتباسَها كاملةً؛ لأنها كلٌّ مِن الجمال لا يتجزَّأ
وقد وجدتُ فيها لافتةً من لافتاتِ "مَطر" المُحتَجّةِ الهادِرة،
وإنما بلغةٍ تعتنقُ البلاغةَ نَهجًا ولا تُنحّيها جانبًا
مهما طغَتْ سَطوةُ الألم، وعَلا صوتُ اغتيالِ الوطن
قصيدةٌ توضَّأتْ لصلاةِ الثورة بأبجديةِ الثائرين
لِتستعيدَ مفقودتَنا من بين براثن الظلم
تلك التي باتتْ في أبواقِهم:
[لا تمنح الفقراء سوى لُغةٍ للمنامْ.]
وما أوجعَ وأروعَ ما ابتكرتَ هنا شاعرَنا
وكلُّ القصيدِ نبضُ وجَعٍ، وميلادُ روعةٍ بلا شُطآن

ونُردِّدُ مع الشاعر:
سيأتي الحُلْمُ في مِشكاةِ فَجرٍ
وَعِند الصّبحِ تَبتَسِمُ الأماني

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة