عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2016, 11:19 AM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ياسمين ثابت

هاقد انهيتها...وادرك الآن لماذا منعت...كان لابد من تمنع...بل من المستحيل ألا تمنع
أتدرون لماذا؟

اني استطيع ان اتخيل وجه الرجل الذي قرأها في اللجنة...بل اتخيل تعابير وجه كل اعضاء اللجنة وهم يضطلعون على الرواية قبل ان يبتوا في منعها..
استطيع ان اثر الصفعات التي وضعها السنعوسي على ارواحهم بقلمه
ولأنه يعريهم أمام انفسهم...ولأنهم ادركوا بعد ان انتهوا منها قبح الحقيقة...لم يتحملوها..
لأن الصفعات كانت مؤلمة...لشدة ما كانت فاضحة..
كان لابد أن يمنعوها


بدايتي مع السنعوسي كانت مع ساق البامبو
ذاك الكاتب الشاب في سنه العجوز جدا في ابداعه الأدبي والمخضرم في فكره والطفل في احاسيسه
والتي عشقتها جدا وتأثرت بها


فقررت أن أقرا له عمله الاول سجين المرايا...والتي أحببتها ربما اكثر من ساق البامبو!

فحين سمعت بوجود كتاب اخر عليه اسم سعود السنعوسي كدت ان اجن!...حرفيا اني من اشد اشد اشد اشد محبي هذا الكاتب كابداع وكانسان
ارتطمت اذني بسماع العنوان...ولم احبه قط

ثم صدمت حين رأيت الغلاف...غلاف مشوه يسخر من الرواية ويجعلها تبدو ككتاب ساخر رخيص!

ولكن لا شئ سيوقفني من التهام هذا الكتاب
تفرغت لقراءته خصوصا انه 440 صفحة...ضخم...وكانت صدمتي اكبر حتى انهيت النصف الاول من الرواية

انهيته على مدار ثلاثة ايام لشدة ما كان ممل وغير مستساغ...وذلك لاني لم استطع تحديد الراوي ولم استوعب الشخصيات ولا تداخل الفصول مع بعضها تحت اسماء ارث النار والسرد بالتوقيت يحدث الان

وكلما سالني احد اجبت بخيبة امل ان السنعوسي اخفق في هذه الرواية...

ولكن السنعوسي لم يمهلني....النصف الثاني من الرواية بدأت افهم واستوعب...بدأت اشد الخيوط وارتبها واشعر انها ترسم خطوطا لها معنى...بدأت احس بتفرد الشخصيات...بدأت اتعاطف معها...بدأت احزن لأجلها...هنا امسك السنعوسي بي...وجعلني اخط بيدي خمس نجوم...وانا التي كنت حتى منتصفها ادرك اني ربما من خيبة املي لن اكتب فيها مراجعة ولن اعطيها أكثر من ثلاث نجوم.

الرواية دائرة تمر فيها حول الأزمنة الثلاث....المستقبل عام 2020 وهو الزمن الحقيقي للرواية الذي يقع فيه الرواي والمكتوب بصيغة يحدث الآن...والماضي ويقع في رواية الرواي أرث النار التي كتبها وكتب فيها من حياته وماضيه الحقيقي والتي يترتب عليه الزمن الثالث الحاضر ويشكل المستقبل. في اربع فئران هم شرر و لظى و جمر ورماد

يتداخل السرد في بناء محكم جدا وادرك لكوني اكتب حقيقة الجهد المضني الذي بذله السنعوسي ليخرج لنا الرواية بهذا الشكل مع الوان مختلفة من السرد مضفرة بشكل يجعلك تتخيل أنها كتلة واحدة.

آفة الادب الكويتي التكرار...فلا تجد كتاب كويتي يخرج في قضاياه عن البدون او حرب الخليج...شعرت بخيبة امل كبيرة حين تفرجت على حرب الخليج مجددا في رواية السنعوسي...كنت اريد ان اقول يكفي لقد مللت...أليس عندكم سوى هاتين القضيتين....لكن السنعوسي كان في منتهى الذكاء...فهاهو يتناول موضوع لم يسبق ان تناوله احد بهذه الحرفية...موضوع شائك يمس واقعنا الحالي...وبدأ من جذوره...الفتنة الطائفية

كيف كان العدو واحد قبل حرب الخليج...وكيف تحول الكويتي إلى عبيد الغرب لأن امريكا دخلت وأنقذته...بعد ان كان انا واخويا على ابن عمي...صار انا والغريب على ابن عمي....رجع السنعوسي الى البداية...الى التعليم....الى التربية...الى اصل الطاعون...الذي نشر السم بين مجتعاتنا...كيف نربي اولادنا على الاختلاف والكره

لشدة ما شعرت بمدى الحمق الذي نرتكبه في افكارنا العنصرية المتطرفة وانا اقرا الرواية...لشدة ما شعرت بالتفاهة...ولقد كان السعنوسي حقا في شدة الحيادية في تناول مثل هذا الموضوع الشائك

لكم كان رقيقا ان يحب فهد السني حوراء الشيعية ويتزوجها...ويصير اولادهم حيرة بين مذهب ابيهم ومذهب امهم...يتساؤلون على اي مذهب كان الرسول (ص)...على اي مذهب كان الله! جل جلاله

شخصية حصة...وحصة الصغيرة...شخصية الرواي وهو طفل...وكيف يتناول الماضي بعد ان غيره الحاضر...الاصدقاء الاربع الذين كونوا جماعة اولاد فؤادة المناهضة للفتنة...بالرغم من اختلافاتهم الفكرية والطائفية...

لكم هي رائعة جدا التفاصيل الصغيرة التي اعتبر السنعوسي استاذا في رسمها...كيف يصير التاريخ بين يديه مكتوبا ومسموعا..ومرئيا!

طرد الفلسطنيين من الكويت بعد حرب الخليج...لم اكن اعرف بهذا ...كان تصوير السنعوسي لهذه الحادثة في قمة البراعة...فلقد رسم لك مدينة صغيرة...شارع وجيران...من مختلف الجنسيات...وكيف كان التعامل فيما بينهم ونظرتهم لبعض قبل الحرب...وكيف صارت بعدها...وكيف اصبح التعامل
ليس هناك شخص يمكن ان يكتب مثل هذه الرواية سوى السنعوسي

كنت قد بدأت اتشكك فيه...بسبب زيادة الحشو في الرواية كثرة تغير السرد الذي شل عقلي عن الربط بين الحكايات...هذه الرواية ثقيلة وصعبة تحتاج الى تركيز في قراءتها...

ولكن من العيب ان اقلل من مقدار تعب السنعوسي في كتابتها وبناءها وجمع المعلومات عن كل المناطق والشوارع والامور التي تغيرت اسماءها بعد حرب الخليج...كثير من التفاصيل لن توجد في كتب التاريخ...مثل مشهد شطب العلم العراقي في الكتب الدراسية


امر مذهل


تصفيق حار ايها السنعوسي
I Am your biggest fan