عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
24

المشاهدات
39513
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
08-13-2012, 01:54 PM
المشاركة 1
08-13-2012, 01:54 PM
المشاركة 1
افتراضي سر الروعة في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح
رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" إحدى الروايات في قائمة أفضل الروايات العربية حسب اتحاد الكتاب العرب. لقد أظهرتدراستي في أكثر من موقع بأن سر الروعة يكمن دائما في الموت وربما أن هذه مفارقة مذهلة.

والرواية الرائعة أما أن تكون من توليد مبدع يتيم أو أنها تسرد قصة يتيم.

رواية موسم الهجرة إلى الشمال ليست استثناءا.


طبعا هناك شبه إجماع أن الروايات ما هي في الغالب إلا سجل لأحداث واقعية وهي اقرب إلى السيرة الذاتية.

نحن لا نعرف إن كان الطيب صالح عاش يتيما أم لا؟! فذلك لا يظهر في سيرته الذاتية، لكنه أجاد حتما في تدوين قصة اليتيم "مصطفى سعيد" والذي هو الشخصية المحورية في روايته هذه وأجاد تحديدا في تدوين صفات الشخص اليتيم إلى حد يجعل من المستحيل أن تكون هذه الجودة لا تقوم على تجربة شخصية مع اليتم والموت. او على الاقل معرفة قريبة جدا من شخص يتيم اسماه الطيب صالح في روايته مصطفى سعيد.

تعالوا نتعرف على صفات اليتيم وسماته من خلال هذا الرسم التفصيلي الذي يقدمه الطيب صالح في روايته لشخص بطل روايته مصطفى سعيد؟

وهي في المناسبة صفات وسمات يمكن ملاحظتها في شخصية كل يتيم بتفاوت بين يتيم وآخر وتمايز من حيث المخرجات التي تترجم اليها الطاقة الذهنية، ولكنها في مجملها مؤشر على وفرة الطاقة البوزيترون الذهنية الناتجة عن صدمة اليتم والتي تخرج أحيانا في شكل ايجابي ( مخرجات إبداعية ) وأحيانا في شكل سلبي.

وهي للأسف تخرج كما يتضح لنا من الرواية هنا في معظمها عند بطل الرواية مصطفى بشكل سلبي، حيث يتضح انه أمضى حياته منغمسا في ملذاته الشخصية، وان حياته منذ وصوله إلى بريطانيا، وهي المكان الذي عاش فيه البطل مصطفى قبل عودته إلى السودان حيث يلتقي مع الراوي، ما هي إلا سلسلة من الغزوات الجنسية، فقد عاش حياته هناك وهو يرفع شعار" جئتكم غازيا بسيفي" ويتضح أن سيفه كان ماضيا حادا قاطعا اذا ما اشتد وتره، لأننا نعلم فيما بعد أن عددا من الفتيات اللواتي التقين بالبطل يسقطن منتحرات. ولا شك ان ذلك يشير ايضا الى ان هذا البطل كان يمتلك من الطاقة ما يجعله ساحرا ومن الاسلحة ما يجعله غاية في التأثير والسيطرة والتحكم، وكأن شخصيته الكرزمية كانت قادرة على اسر وايقاع تلك الفتيات في شباكها بصورة درامية لافته، وكل واحدة منهن تبدو وكأنها كانت تقع تحت سحره الكرزمي فتسلب ارادتها وتسقط، لتنتهي حياتهن فيما بعد بصورة مفجعة.

وقد أجاد المؤلف بشكل استثنائي في وصف هذه الصفات والسمات وبالتالي أجاد في بناء شخصية مصطفى سعيد، الذي يمكن النظر اليه كمثال لصفات وسمات الشخصية اليتيمة، حيث يمكن اعتبارها مرجعية لوصف شخصية اليتيم والتي يوضح الوصف أنها شخصية عجيبة، غريبة، ومذهلة في صفاتها وقدراتها وطاقاتها والتي تفرغ في مثل هذه الحالة في معظمها بشكل سلبي اناني.

لكننا نجد أن حياة اليتيم من خلال هذا الرسم والتصوير هي في الغالب حياة درامية في أعلى حالاتها مما يجعل أي نص أدبي يدون ولو جانب من حياة اليتيم مهولا دراميا مزلزلا وغاية في التأثير والروعة وهي في مجملها مؤشر الى وفرة الطاقة البوزيترونية.

وهنا طبعا يكمن سر الروعة في رواية " موسم الهجرة إلى الشمال"!!!!.

يتبع،،